مقالات مختارة

على ابواب الانتخابات البلدية تسعى كل من حماس والسلطة الفلسطينية الى ترتيب الاوراق من أجل الفوز في هذه الانتخابات: د. رؤوبين باركو

 

عشية الانتخابات البلدية المخطط لها في 8 تشرين أول في غزة وفي يهودا والسامرة فان الساحة الفلسطينية متقدة. تعاني منظمة التحرير من أمراض كثيرة ومن ضمنها تمرد مسلح في نابلس وغياب الشرعية السلطوية لابو مازن وأجهزته. بالاضافة الى ذلك هناك انقسامات في صفوف السلطة الفلسطينية والتوتر ينبع من الفهم بان عجلة التاريخ بحاجة الى جيل جديد من القيادة.

السلطة الفلسطينية وخاصة حركة فتح تحاولان وضع مرشحين متفق عليهم وعقد التحالفات مع الحمائل المؤثرة وانهاء الخلافات المتصاعدة في اوساط النشطاء واجهزة السلطة عن طريق فرض تفاهمات لتوحيد الصفوف امام حماس. الامر ذاته في غزة التي تتهيأ لفرض نتائج الانتخابات على السكان عن طريق القمع والتخويف والمسيرات العسكرية والتهديد. الاطراف تشهر ببعضها البعض بزعرنة وباستخدام الاعيب غير ديمقراطية. كل طرف ينظر الى الوظائف التي ستكون فارغة كقوة ادارية تؤثر على التأييد والسيطرة في المستقبل، وستشكل نتائج الانتخابات “بالونات تجارب” تعكس معادلة القوة الحقيقية للحركتين المتنافستين من اجل الانتخابات للمجلس التشريعي ورئاسة السلطة الفلسطينية.

الوضع في غزة ويهودا والسامرة يشير الى طريق مسدود وتناقض بنيوي: في يهودا والسامرة لا زال يحدث سيناريو الرعب الذي من الممكن فيه ان تفوز حماس مرة اخرى كما حدث عام 2006 بسبب تصويت الاحتجاج الجماهيري ضد فساد السلطة الفلسطينية. الا ان السلطة الفلسطينية تتخذ هذه المرة خطوات مانعة لكبح هذا السيناريو. الامر ذاته في غزة حيث أن الكثير من الجمهور يعارض حماس بسبب التدمير والكوارث والفقر والبطالة التي سببتها. تشير التقارير الى أن حماس “مهتمة” في هذه الايام في ابعاد الخلافات بالقوة بعيدا عن صندوق الاقتراع وحسب تجربة الماضي فانها ستسعى الى تحسين مكانتها قبل الانتخابات عن طريق خطف او عملية ضد اسرائيل.

بنوع من الحذر قدمت حماس مرشحين مستقلين ومؤثرين خوفا من ان مرشحين واضحين سيتم اعتقالهم. اذا فاز هؤلاء المرشحين في الانتخابات بدون ان يتضرروا “سيخرجون من الخزانة” كحمساويين. واذا خسرت فسوف تتهم السلطة الفلسطينية واسرائيل بالنتائج.

تعمل في الخلفية مصر، السعودية، الاردن من أجل تحريك المصالحة بين محمد دحلان وابو مازن وتقديم دحلان كوريث ممكن للرئيس. الحديث هو عن أسير سابق وخبير في الامن الفلسطيني وله تأثير على حماس وناجح اقتصاديا وله علاقات مع الدول العربية وحتى الاسرائيليين باستطاعتهم التحاور معه. يبدو أن خطوة كهذه ليست “توصية” وقد يؤدي هذا الامر الى حل المسألة الفلسطينية التي اصبحت غريبة عن العرب. حيث تحولت المسألة الفلسطينية الى شوكة تلحق الضرر بجهود التهيؤ الاستراتيجي العربي امام الارهاب الاسلامي الداخلي وامام ايران.

اسرائيل اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى