مقالات مختارة

الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لن يصل الى نهايته ولن يكون هناك سلام طالما أن الفلسطينيين لا يعترفون بدولة اسرائيل اليهودية والديمقراطية: آري شبيط

 

الحقيقة هي أنني المذنب. أنا الشخص الذي لا يفهم والذي وضع طلب الاعتراف بالدولة اليهودية في مركز النقاش الجماهيري الاسرائيلي. لا تتهموا بيبي أو روت غبيزون أو تسفيا غرينفيلد أو غادي طاوب أو بن درور يميني. فقط وجهوا اللوم لي: أنا الخارج عن القانون، الفار، أنا المجرم، أنا القومي المتطرف الذي يؤمن بشكل عميق بالدولة اليهودية والديمقراطية.

في بداية ايلول 1993 تم نشر الصيغة الكاملة لاتفاقات اوسلو. وبصفتي باحث دائم عن السلام ومحب للطقوس، هاجمت الوثيقة بانفعال وحماسة. وبعد بضع دقائق أظلمت عيني، وفوجئت من أن اتفاق السلام الذي كان من المفروض أن ينهي الصراع بين الحركة القومية اليهودية والحركة القومية الفلسطينية لم يتطرق أبدا الى أي حركة منهما. ففي الوقت الذي اعترفت فيه اسرائيل بالشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية، لم يعترف الفلسطينيون بالشعب اليهودي وحقوقه. لقد أعلن هرتسل عن اقامة الدولة اليهودية في بازل، بليك ساكس الامم المتحدة اعترف بالدولة اليهودية. وفي اوسلو تم نسيان الدولة اليهودية.

الثقب الاسود في الاتفاق مع الفلسطينيين تحول الى حالة هستيريا لدي. على مدى سنوات نشرت المزيد والمزيد من المقالات وطلبت اعترافا واضحا بوجود الشعب اليهودي وحقه في تقرير مصيره في دولته الخاصة ووطنه التاريخي. الصراع الاسرائيلي الفلسطيني كما زعمت ليس صراعا جغرافيا، بل هو صراع على الهوية والوجود. فهو ينبع من حقيقة أننا لم نرهم وهم لم يرونا، وكنا جميعا في حالة انكار متبادلة. لذلك فان الطريق الوحيدة للسلام هي التقسيم الحقيقي والاعتراف المتبادل: دولتان لشعبين.

إن أول من فهم النظرة الجديدة كانوا قادة معسكر السلام. ففي المحادثات التي أدت الى وثيقة جنيف في بداية سنوات الألفين، طلبوا من الفلسطينيين الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة يهودية. وقد تمت الاستجابة لهذا الطلب جزئيا. وفيما بعد تبنى الجنرال موشيه يعلون توجها مشابها، ونفس الشيء فعلته وزيرة الخارجية تسيبي لفني. وفي أعقاب صدمة الانتفاضة الثانية، حظي طلب الاعتراف الواضح بالدولة القومية اليهودية الديمقراطية بالمزيد من المؤيدين.

في 11 حزيران 2009 نشرت هنا مقال اقترحت فيه صياغة من سبع كلمات: دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب دولة اسرائيل اليهودية. وبعد ذلك بثلاثة ايام كانت صيغة الكلمات السبع هي الرساسة الاساسية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في خطاب بار ايلان. إن الموقف القائل بأن حل الصراع يجب أن يشمل الاعتراف بحق الوجود للدولة اليهودية الديمقراطية، أصبح الموقف الرسمي لاسرائيل. وفي الوقت الحالي هو مقبول من قبل الرئيس براك اوباما والمرشحة للرئاسة هيلاري كلينتون وآخرين في المجتمع الدولي.

هل فكرة الدولة اليهودية الديمقراطية تُبعد السلام؟ العكس هو الصحيح. فقط عندما يعرف كل طفل فلسطيني في مخيم الدهيشة أو مخيم بلاطة أنه يوجد شعب يهودي قريب وله حق في البلاد، سيبدأ السلام. هل فكرة الدولة اليهودية الديمقراطية تُخلد الاحتلال؟ العكس هو الصحيح. فقط عندما يفهم كل شاب من اوفكيم وكل شابة من مغدال هعيمق بأن تقسيم البلاد مطلوب من اجل ضمان المشروع الصهيوني، ستبدأ نهاية الاحتلال. هل فكرة الدولة اليهودية غير ديمقراطية؟ العكس هو الصحيح. ففي الشرق الاوسط الاصولي والعنيف فقط دولة يهودية يمكنها أن تكون يهودية. وفقط دولة ديمقراطية يمكنها أن تكون يهودية.

يجب على اسرائيل الاعتراف بالحقوق الكاملة والمتساوية لجميع مواطنيها، لكن في نفس الوقت يجب على العالم الاعتراف بحقها بأن تكون البيت لشعب صغير مهدد ومطارد. اصدقائي وزملائي الأعزاء، لا ترفعوا أيديكم على وعد بلفور، أو قرار التقسيم للامم المتحدة، أو وثيقة اعلان الاستقلال أو حق وجود الدولة اليهودية، التي هي دولة اسرائيل.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى