مقالات مختارة

اسرائيل حاولت التصعيد في غزة وحماس غير معنية الان: اليكس فيشمان

 

التقت المصلحة السياسية لوزير الدفاع بالمصلحة المهنية لرئيس الاركان، ولا سيما الذراع الجوي، فانضم الاثنان تحت مظلة التقدير الاستخباري بان حماس لا تعتزم توسيع المواجهة مع اسرائيل. والنتيجة هي أن سلاح الجو عمل أول امس نحو ساعتين حيال قطاع غزة، نفذ اكثر من 50 طلعة، وبالفعل حماس لم تغرد. بل العكس. اعلن قادة المنظمة بانهم لن يردوا على استفزاز العدو. لغز. شيء ما في هذه القصة لا يتدبر مع السلوك الذي اعتدنا عليه في القتال حول قطاع غزة. اسرائيل ترد بشكل غير متوازن – تعربد من ناحية الفلسطينيين – وحماس تبتلع الضفدع.

قبل نحو شهر، حين سقط صاروخ اطلقه تنظيم سلفي يؤيد داعش نحو سديروت، اجتهد وزير الدفاع جدا لان يعرض الرد العادي للجيش الاسرائيلي ضد اهداف عقارية في غزة كرد متوازن، مناسب. فحماس طاردت بالفعل منفذي اطلاق النار. وهذه المرة تجدها تطارد منفذي النار. فما الذي تغير إذن؟ هل أعلنت دولة اسرائيل عن تغيير سياسة الرد في قطاع غزة بحيث ان كل اطلاق نار من تنظيم سلفي في المستقبل سيرد عليه بضربة ساحقة – جوية وبرية – مستمرة، ما يضمن بيقين استئناف المواجهة المسلحة، ام انه تختبىء هنا قصة اخرى تماما؟

مصلحة ليبرمان السياسية هي تعزيز الردع الاسرائيلي حيال حماس وفي نفس الوقت تأكيد صورته الفاعل امام الجمهور في اسرائيل وتمييز نفسه عن وزير الدفاع السابق. ولكن حتى هو ما كان ليصادق على هجوم لمستوى عنيف كهذا لولا خطة عرضها الجيش وكان فيها ما يبرر اخذ مخاطرة الاشتعال.

من ناحية مهنية، مسموح لنا أن نفترض بان رئيس الاركان آيزنكوت هو الاخر ان يجر القيادة السياسية الى مؤامرة فيها ما يدهور الوضع لدرجة المواجهة الشاملة.

لقد كان التقدير الاستخباري بان حماس لن تصعد الوضع لان الاهداف التي هاجمها سلاح الجو هي اهداف عقاب شرعية، مع احتمالية غير عالية للمس بحياة الناس. سبب آخر: القطاع والضفة توجدان على حافة انتخابات بلدية، لحماس فرصة طيبة للفوز فيها. ليس لديها اي نية لان تسمح لاسرائيل وللسلطة الفلسطينية بتأجيل الانتخابات بحجة الاشتعال العسكري. وليس أقل اهمية من ذلك: في الاسابيع القريبة القادمة ستتلقى حماس مبلغ 31 مليون دولار من حكومة قطر كرواتب لموظف حماس، ما يمكن أن يحسن الاقتصاد الغزي ويصعد شعبية المنظمة عشية الانتخابات. اما تحت النار فانهم لن يتلقوا دولارا واحدا. وهذا الى جانب الخوف من موقف مصري معادٍ لهجوم من حماس، وفوق كل شيء: الردع الاسرائيلي حيال حماس منذ حملة الجرف الصامد – يعمل. لقد عززت اعمال سلاح الجو اول امس الردع وبعثت بحماس لاعداد فروضها المنزلية.

ان الجولة الاخيرة هي استغلال للفرصة. فالشلل الذي ألم بحماس هو شلل ظرفي ومؤقت ويمكن أن يختفي في لحظة. في ظروف اخرى سترد حماس بالتصعيد. وحكومة غير معنية باشتعال في القطاع لا يمكنها أن تجعل عمل سلاح الجو شارة ثمن جديدة تستخدم حيال كل صاروخ عاق يطلق من القطاع. اذا كان ما رأيناه هو سياسة جديدة، دائمة، فمعناه ان الحكومة والجيش اعلنا عن جولة عنف جديدة في الجنوب.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى