من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: خلط أوراق سياسي عسكري متسارع حتى غزة… وكيري وبوغدانوف في جدة الجيش السوري يُمسك بجنوب حلب… وتجاذب أميركي تركي حول الأكراد التمديد لقهوجي يمهّد للتمديد لمجلس النواب بدواعٍ تقنية مع انتخاب رئيس في أيار!
كتبت ” البناء “: خلال أربع وعشرين ساعة مضت بدت المنطقة على مرجل تغلي بالمتغيّرات المتسارعة، من تصعيد عسكري ونقلات محمومة مفاجئة أحياناً، من الشمال إلى الجنوب، كما هو حال التقدّم الذي حققته الوحدات الكردية في الحسكة بدعم أميركي، مثله التقدّم الذي حققته القوات السعودية في فتح طريق مدينة تعز، بينما في المقابل دخول تركي مباشر وعلني لمواجهة التوسّع الكردي شمال سورية، بقصف على منبج، وتصعيد يمني يترجم تفويض المسيرة المليونية في صنعاء بقصف وتوغل داخل الأراضي السعودية. كلّ ذلك يبقى دون سقف المفاجأة التي سجلها التجاذب الكلامي العلني الإيراني الروسي حول استخدام الطائرات الروسية لمطار همذان الإيراني، والذي انتهى بتجميد هذا الاستخدام وفقاً للإعلان الروسي، بما يبدو أبعد من نتائج السجال، بعد التحفظات الأميركية على ما وصفته باستغلال روسيا لعنوان الحرب على الإرهاب لإنشاء قواعد نفوذ عسكري تخلّ بالتوازن في غرب آسيا ووسطها، مقابل اتهامات روسية لواشنطن بالوقوف وراء إطاحة التفاهم على وقف النار في الحسكة بتشجيع الميليشيات الكردية على التصعيد. ويكتمل مشهد خلط الأوراق بالتصعيد العسكري “الإسرائيلي” في غزة، حيث جيش بيت العنكبوت جيش الاحتلال “الإسرائيلي” يذهب إلى تسخين عسكري يتخطى الردّ الموضعي أو التعامل مع مواقع المقاومة على الجدار الحدودي لقطاع غزة كما هي الحال عادة.
هذا الإيقاع المتسارع وما يحمله من مفاجآت، يؤشر إلى تفاوض ساخن ترتسم معه حدود الأدوار، وتبدو السعودية الجهة الأولى التي يجب أن تقتنع بحجمها الجديد وحدود القوة التي تملكها، وهذا ما يعنيه وجود المبعوث الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف للبحث في الشأنين اليمني والسوري، ولقائه الفرقاء المعنيين بالملفين من حلفاء الرياض الذي توّجه بلقاء وزير الخارجية السعودي، بالتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جدة، وقد سبقه قرار تخفيض عدد المستشارين العسكريين الأميركيين لدى السعودية المشاركين في حرب اليمن، وتصريح للبنتاغون يقول إنّ دعم واشنطن للرياض لا يجوز أن يعني عدم التساؤل عن معنى وجدوى استمرار الحرب في اليمن.
الميدان الحاسم يبقى حلب وما يجري على ساحتها، فهناك وفقاً لإجماع الأطراف والخبراء ترتسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، وهناك سجَّل الجيش السوري والمقاومة، إنجازاً هاماً تجسّد بتثبيت السيطرة على الكلية الفنية الجوية والتلال المحيطة والتقدّم نحو كلية المدفعية، والتحكّم بمعبر الراموسة كلياً، مع تحصين وتعزيز معبر الكاستيلو وتعبيده وتوسيعه بما يجعله قابلاً لاستعماله كطريق كامل الشروط والأهلية لتنقل باصات المسافرين وشاحنات المحروقات والمؤن، والآليات العسكرية.
التسارع الذي يشهده شمال سورية، والذي صار عنوانه منذ أمس، تدخل واشنطن وأنقرة، في مواجهة بعضهما البعض، في منبج، حيث تحظى الميليشيات الكردية بغطاء أميركي وتتعرّض للقصف التركي، يخلط أوراق التحالفات، ويقرّر مصير الاستعمال الأميركي للحضور الكردي وحدوده، كما يقرّر ميدان حلب مصير جبهة النصرة وحدود قدرتها، وبالتالي الفرز اللازم لتبلور مشهد تفاوضي سوري يجعل عقد جولة جديدة من جنيف ممكنة بعد تبلور هذين المشهدين وتداعياتهما.
لبنان المستسلم للانتظار بلا روزنامة، يلعب المياومة وتثق قياداته بأنّ ما يبدو مستحيلاً قبل حين، يصير ممكن التسويق بداعي الضرورة عندما يحين، وهذا ما كان عليه الحال مع التمديد الأول للمجلس النيابي، بالنظر لاستحالة تمديد ثانٍ، وعندما حان هانت الأمور وتسهّلت ومُرِّرت بسلاسة، ووفقاً لمصادر متابعة فإنّ أحداً لم يكن قادراً على الحديث قبل سنة مع التمديد الثاني لقائد الجيش العماد جان قهوجي عن فرضية تمديد ثالث، لكننا الآن نقف أمامه ولا نجد مشكلة ولا بديلاً. وهذا قد يختصر المشهد اللبناني في أيار المقبل مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية ورفض إجرائها، وفقاً لقانون الستين من قبل شرائح أساسية، ليصير الحديث عن التمديد الثالث للمجلس النيابي ممكناً، بدواعٍ تقنية ترتبط بتوقع نضج ظروف انتخاب رئيس الجمهورية الجديد، ومنحه فرصة الشراكة في وضع قانون الانتخاب الجديد، أو توقع مواصلة الجمود في الملف الرئاسي والتمديد للمجلس النيابي بداعي منحه فرصة إقرار قانون جديد للانتخابات.
واضافت الصحيفة: في ظل انسداد أفق الحلول على صعيد أزمة رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب وتعثر المبادرات، وآخرها مبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي لم يتلقفها تيار المستقبل بإيجابية. وعلى وقع الخلافات السياسية حول ملفي التعيينات الأمنية والنفايات يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية الخميس المقبل على جدول أعمالها 127 بنداً، من بينها تعيين رئيس الجامعة اللبنانية من ضمن الأسماء الخمسة التي سيطرحها وزير التربية الياس بو صعب على المجلس من بين الذين فازوا في الانتخابات الجامعية، ومشروع مرسوم لتمديد تعيين الدكتور معين حمزة أميناً عاماً للمجلس الوطني للبحوث العلمية. وعلى جدول الأعمال أيضاً قضايا تتصل بمشاريع لوزارة الأشغال العامة والنقل وأخرى قضائية وإدارية ومالية تُعنى بنقل اعتمادات الى العديد من الوزارات وهبات مختلفة.
الأخبار : العونيون إلى التصعيد: مش كل مرةّ بتسلم الجرّة!
كتبت “الأخبار “: في وقت بات فيه التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وللأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير مسألة وقت، يستعر الخلاف أكثر فأكثر بين مكوّنات الحكومة، ولا سيّما التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والوزراء المحسوبون على الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان.
وينذر الصراع الذي لم تتبلور معالمه التنفيذية بعد، بشلّ عمل الحكومة أو على الأقل تعطيلها لبعض الوقت، لينسحب مسلسل الشلل على موقع رئاسة الجمهورية الفارغ ومجلس النواب المعطّل بانتظار انتخاب رئيس للجمهورية، وصولاً إلى الحكومة التي يراهن أطرافها ورئيسها تمام سلام على صمودها لضمان الاستقرار السياسي النسبي، لحين وضوح مسارات الصراعات والتسويات في الإقليم، لتنعكس بدورها على لبنان، صداماً أو حلولاً.
ومع أن المستقبل، كما تشير مصادر وزارية ونيابية في التيار الوطني الحرّ لـ”الأخبار”، يراهن على أن ردّ فعل التيار على التمديد لقهوجي وخير لن يختلف عن المرّة الماضية، خشية على فرط عقد الحكومة أو انهيارها، إلّا أن ما يردده العونيون يرسم مساراً آخر من ردّ الفعل.
مصادر وزارية بارزة في تكتّل التغيير والإصلاح، أكّدت لـ”الأخبار” أن “رهان المستقبل على تكرار ردّ الفعل السابق على التمديد الماضي لقهوجي هو رهان خاسر. تكرار التمديد من دون حجج منطقية هو استفزاز لن يمرّ مرور الكرام”.
وحذّرت المصادر من أنه “لن نقبل بهذا الاستفزاز، وإذا أرادوا أن يستمروا بالبلد من دوننا، فليتحملوا المسؤولية”. وتلفت المصادر إلى أنه “إذا أصر الفريق الآخر على هذا الخيار، فإنهم يدخلون البلاد في المرحلة الأخيرة من الشلل والتعطيل”. وتستغرب المصادر ما يحكى عن نيّة الحكومة تعيين رئيس جديد لأركان الجيش خلفاً للواء وليد سلمان، في الوقت الذي “يتذرّع فيه الراغبون بالتمديد لقهوجي وخير بأنه لا تجوز التعيينات في ظلّ الفراغ في كرسي الرئاسة”، علماً بأن رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، كان يرغب بتعيين رئيس أركان جديد للجيش من فترة، ولم يعد هناك من آلية قانونية للتمديد لسلمان.
ويتداول العونيون أكثر من سيناريو للتصعيد في حال التمديد لقهوجي، بينها الاعتكاف عن حضور جلسات الحكومة أو حتى الانسحاب منها، فيما نقلت قناة الـ LBC عن مصادر في التيار نيته “قلب الطاولة على الجميع”، مرجّحة أن “تكون الانطلاقة بعد اجتماع التكتل أو عند عودة (النائب ميشال) عون إلى الواجهة ليعلن الخطوات بنفسه، والأمور قد تستهل بمقاطعة وزيري التيار للحكومة ابتداءً من جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها يوم الخميس”.
الديار : مفاجأة المستقبل: تسوية شاملة وانفتاح على أي اسم للرئاسة
كتبت “الديار “: رهان الرئيس نبيه بري ان تشكل جلسة الحوار في 5 ايلول القفزة الأخيرة نحو قانون الانتخاب، هوذا الخرق المنتظر الذي تبذل المساعي “الحساسة” وبعيداً من الضوء لتحقيقه على انه المدخل الى التوافق على الملفات الأخرى، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية.
اوساط عين التينة تلاحظ ان هناك قوى سياسية تعتبر ان صناديق الاقتراع هي التي تحدد مصيرها. إما السقوط او البقاء، وبعدما اظهرت الانتخابات البلدية ان هناك تفاعلات داخل التيارات والأحزاب السياسية يمكن ان تؤثر، وبصورة دراماتيكية، في النتائج.
وفي حين تعتبر “القوات اللبنانية” ان الانتخابات النيابية سترفع من رصيدها تحت قبة البرلمان، كما تحت قبة الجمهورية، هناك مخاوف حقيقية داخل تيار المستقبل من الوضع في مناطق الشمال الذي يشكل مخزون القوة الاساسي للتيار…
بطبيعة الحال، توجد داخل تيار المستقبل جهات ترى في اشرف ريفي فقاعة سياسية، بالرغم من النتائج الصاعقة للانتخابات البلدية، ولا بد لهذه الفقاعة ان تنطفىء بمجرد ان يخوض الرئىس سعد الحريري معركة الزعامة وهي اقرب ما تكون، في الظروف الراهنة، الى معركة الوجود.
الأمر نفسه ينطبق على النائب خالد الضاهر الذي يعتمد سياسة “الخنادق المفتوحة”، لتشير تلك الجهات الى ان الاكثرية في الشمال تميل الى الواقعية، اي الى الاعتدال وبعدما بدا ان المسرح السوري لم يعد في يد السوريين ولا في يد اللبنانيين ولا في يد العرب.
المخاوف تنسحب ايضاً على التيار الوطني الحر الذي قد يُخترق في كسروان وفي المتن الشمالي، وان كانت المفارقة المثيرة انه يراهن على “الرفقة الانتخابية” مع النقيضين، “القوات اللبنانية” في بيروت والبترون وزحلة، و”حزب الله” في جزين وجبيل وبعبدا.
اوساط عين التينة تعتبر ان اقرار قانون انتخابي يؤمن للقوى السياسية وجودها القوي على الساحة السياسية يبعث لديها الطمأنينة ويدفع بها الى ابداء المرونة ان في ما يتعلق برئاسة الجمهورية او في ما يتعلق برئاسة الحكومة و…متمماتها.
بري لا يتحدث في ذلك علناً. يضع السلة على الطاولة ويقول “السلة او المجهول”، فيما في رأسه يجول ويصول قانون الانتخاب الذي هو من الفاعلية والتأثير بحيث يعتبر بقوة الدستور ما دام هو من يتولى انتاج السلطة.
قانون انتخاب مركب ويجمع بين النسبي والأكثري، كما يتم تفصيله على قياس الزعامات او القوى السياسية. غير ان خبراء في العملية الانتخابية يقولون ان المشكلة هي في الارتجاج الذي حصل في القواعد الشعبية ما يجعل بعض القوى تتحفظ او تحاول عرقلة اي قانون انتخابي.
هؤلاء الخبراء يرون انه في حين لا توجد تلك القوة الشيعية التي تستطيع كسر شوكة الثنائي حركة “أمل” و”حزب الله” عبر اوراق الاقتراع، وحين يكون النائب وليد جنبلاط الزعيم الأعلى للطائفة الدرزية، وحين يعتبر الثنائي الماروني التيار الوطني الحر و”القوات اللبنانية” ان بامكانهما رفع رصيدهما عبر ائتلاف يشمل سائر الدوائر ذات الغالبية المسيحية، فان الامر يبدو مختلفاً بالنسبة الى تيار المستقبل.
لا أحد يستهين بالقاعدة الشعبية لريفي ولا للضاهر، في حين ان المال الانتخابي يؤدي دوراً حيوياً، وهو ما يحتاج اليه الحريري الذي لا يزال وضعه المالي غامضاً، وان ترددت معلومات حول “اتصالات عائلية” تتعلق بضرورة الحفاظ على الارث السياسي، والتاريخي، للرئىس رفيق الحريري بعدما توزع الارث المالي على الورثة الذين اعتبروا ان على شقيقهم الذي “قطف” رئاسة الحكومة، وهذا يفوق كل المال الذي لديهم، ان يضحي بثروته لتثبيت زعامته السياسية.
هذا دون ان يجدي كل الكلام الذي قيل، وقاله وسطاء، بأن المسألة لا تتعلق بزعامة سعد الحريري وانما بزعامة آل الحريري.
السفير : عون يسعى لتعطيل جلسة الخميس.. و”الحلفاء” مُربكون! لماذا رفض “حزب الله” الاجتماع بشكري؟
كتبت “السفير “: الأبواب الرئاسية مقفلة أمام جميع المرشحين حتى الآن. لا استثناءات، برغم محاولات بعض اللاعبين المحليين إحداث خرق في جدار محكم الإغلاق.. خارجيا بالدرجة الأولى.
أما الخارج، فلا يملك نظرة موحدة ازاء لبنان. الأميركيون ليسوا مستعدين لتشغيل محركاتهم أبعد من حماية الاستقرار. الفرنسيون يعوّلون على اجتماعاتهم مع كل من الايرانيين والسعوديين في الخريف المقبل. الروس لا يقاربون ملف لبنان الا من خلال نظرتهم الى موجبات المعركة التي يخوضونها على أرض سوريا، حتى أن من كان يراهن على اجتماعات تعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أيلول المقبل، خاب رهانهم، بعدما تقرر إرجاء اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان.. حتى إشعار آخر!
وحدهم المصريون، ولأسباب اقليمية لا تقنع الرأي العام المصري نفسه قبل الرأي العام اللبناني، قرروا الانضمام الى “مسرحية الوقت الضائع”، لعلهم يصنعون “مبادرات” ولو “إعلامية” وعلى “الطريقة البلدية”. هم بحاجة الى تظهير قصة “الدور الاقليمي” برغم عدم تحررهم من المساعدات الخليجية وخصوصا السعودية والاماراتية، ولذلك، قرروا أن يجسوا نبض القيادات اللبنانية.
قرع المصريون أبواب الرئيس نبيه بري، هم كانوا قد سمعوه في القاهرة يعوّل على عودة دور مصر العربي القيادي المحوري. أيضا شدد على أهمية دور الأزهر، أخذ على الايرانيين والمصريين أنهم لم يقوموا بمبادرات تؤدي الى تطوير العلاقات وجعلها نموذجا لكل العلاقات العربية والاسلامية.
عندما قرر وزير خارجية مصر سامح شكري زيارة بيروت، كان حريصا على إطلاق مبادرة ما. حاول فريق السفارة في بيروت ترتيب عشاء سياسي يضم جميع أركان طاولة الحوار، بمن فيهم سمير جعجع وأمين الجميل. اصطدموا بتحفظ رئيس مجلس النواب. اعتبر أنه عدا أسبابه الأمنية القاهرة، ثمة إشكال بروتوكولي: تلبية دعوة كهذه ستفرض تلبية أية دعوة مماثلة في المستقبل. كان لا بد من الاعتذار.. السبب الفعلي الذي جعل بري يتحفظ ويدفع باتجاه تأجيل موعد الزيارة، هو التوقيت. فقد اختار شكري بيروت ثاني محطة له بعد تل أبيب!
أما المفارقة المضحكة المبكية، فتتمثل في إلحاح السفارة المصرية على تأمين موعد للقاء بين سامح شكري وأحد قياديي “حزب الله”، حتى أن سفير مصر تواصل مباشرة لأجل ذلك مع الوزير حسين الحاج حسن الذي استمهل، قبل أن يعطي جوابه النهائي بالاعتذار عن عدم لقاء وزير خارجية مصر!
أما المقصود بالمفارقة، فيتمثل بتزامن السعي للاجتماع بـ “حزب الله” مع إصدار القضاء المصري أمرا في اليوم نفسه بالتحقيق مع القيادي الناصري حمدين صباحي ورئيس “حزب مصر القوية” عبد المنعم أبو الفتوح بتهمة التخابر مع “حزب الله” اللبناني، و “الحرس الثوري الإيراني”!
أما التتويج الفعلي لزيارة سامح شكري، فيمكن الاستدلال عليه من خلال إبراز عيّنة من نقاشات العشاء السياسي “الموعود” في دارة السفير المصري في دوحة عرمون. قال شكري اننا نريد مساعدة اللبنانيين في إطار أي حراك اقليمي، فمن أين نبدأ؟ قال له ميشال سليمان ان لا شيء قابل للحل ما دام هناك سلاح غير شرعي يؤدي الى إنتاج دولة ضمن الدولة. أكمل فؤاد السنيورة بالوتيرة ذاتها، داعيا الى ممارسة ضغوط دولية واقليمية على ايران بوصفها وحدها القادرة على “المونة” على السيد حسن نصرالله!
لم يغادر سمير جعجع السكة نفسها، معتبرا أن هناك جهة لبنانية وحيدة لا تريد الانتخابات الرئاسية. لم يأت على ذكر تبنيه لترشيح “الجنرال”. سارع كل من روني عريجي وعلي حسن خليل الى الرد، وخصوصا على ميشال سليمان. وكعادته، عرض جبران باسيل لمعادلة الرئيس الماروني القوي، متجاهلا الانتقادات القاسية التي تناولت حليفه “حزب الله”. أما العماد ميشال عون، فقد أثار مسألة الميثاقية والشرعية. كرر أكثر من ثلاث مرات أمام الضيف المصري أن جوهر الأزمة أننا أمام مجلس نيابي فاقد للشرعية وغير دستوري منذ سنتين ونصف سنة، وهي العبارة التي تلخص جوهر الأزمة القائمة بينه وبين رئيس مجلس النواب منذ أكثر من سنتين حتى الآن.
النهار : النيابة العامة تنتصر لقضية منال عاصي التصعيد “العوني” تحت سقف الهيكل الحكومي
كتبت “النهار “: بعيداً من الملفات السياسية الرتيبة والمشهد السياسي الداخلي الجامد، برز امس تطور قضائي اتسم بدلالات مهمة اثارت ارتياحا واسعا في شأن ملف استحوذ على اهتمام الرأي العام الداخلي والهيئات الاجتماعية والمدنية والقانونية والمتعلق بقضية العنف الزوجي من خلال ملف الضحية منال عاصي . وفي ما يشبه الى حد بعيد “تصحيحا” لمسار العدالة في الحكم الثاني الذي صدر في قضية الوزير السابق ميشال سماحة، مع اختلاف طبيعة كل من الملفين وحيثياتهما، اكتسب طلب النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود امس نقض القرار الصادر عن محكمة الجنايات في بيروت في 14 تموز الماضي والقاضي بتجريم المتهم محمد النحيلي زوج منال عاصي بعقوبة مخففة معتبرا ان محكمة الجنايات أخطأت في تفسير المادة المتعلقة بالعذر المخفف للعقوبة وفي تطبيقها، وطلب تاليا اعادة محاكمة المتهم واصدار الحكم بتجريمه وانزال أشد العقوبات في حقه .
التطور الآخر الذي اخترق المشهد السياسي تمثل في تنفيذ عدد من الناشطين في حملات
الحراك المدني اعتصاماً قبالة السرايا الحكومية في ساحة رياض الصلح في الذكرى السنوية الاولى لاقسى المواجهات التي عرفها وسط بيروت بين محتجين على العجز الحكومي لحل ازمة النفايات والقوى الامنية واسفرت عن عشرات المصابين في صفوف الجانبين.
وحاول عدد من المعتصمين اجتياز الحاجز امام السرايا الحكومية مما دفع بالقوى الامنية الى التصدي لهم ومن ثم قطعوا شارع المصارف في اتجاه ساحة رياض الصلح وبعدها رموا زجاجات المياه في اتجاه القوى الامنية . ولكن الاعتصام فض بعد نحو ساعة ونصف من دون اي حادث يذكر علماً ان منظميه اقنعوا عدداً من المتحمسين بعدم اللجوء الى العنف بعدما جهز بعض هؤلاء زجاجات البنزين تحضيراً لعمل ما.
وسط هذه الاجواء تترقب الاوساط السياسية ما سيسفر عنه اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح ” اليوم لجهة الاتجاهات التي سيقررها في شأن ترجمة اعتراضه على التمديد للقيادات العسكرية . وأبلغت مصادر وزارية “النهار” أن هناك أجواء ملبدة تخيّم على الفترة التي تسبق جلسة مجلس الوزراء العادية بعد غد الخميس وسط إعتقاد ان يكون تصعيد “التيار الوطني الحر” لمرّة واحدة ,علما ان جدول أعمال الجلسة يتضمن عددا من البنود التي تعود الى وزيريّ التيار جبران باسيل والياس بوصعب في مجاليّ الخارجية والتربية. وتوقعت المصادر ان يبقى التصعيد العوني تحت سقف بقاء الحكومة لإن إسقاطها سيؤثّر على الحوار النيابي في 5 أيلول المقبل والحوار الثنائي بين “حزب الله” و”المستقبل” ودور لبنان في أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة الشهر المقبل في نيويورك. وتحدثت المصادر عن إجراء إتصالات لتأمين حد أدنى من الاستقرار لجلسة الحكومة المقبلة فيما يحرص رئيس الوزراء تمام سلام على عدم إتخاذ مواقف تنطوي على تحد لأحد مع الحرص في الوقت نفسه على عدم المسّ بالعمل الحكومي الذي هو حاليا في حده الادنى. ولهذا سيكثّف الرئيس سلام إتصالاته في ال 24 ساعة المقبلة لتأمين اجتياز هادئ لجلسة الخميس وإصدار القرارات المطلوبة.
وعلمت “النهار” ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعم الرئيس سلام في الحفاظ على العمل الحكومي ,كما أن “حزب الله” أبلغ من يعنيهم الامر انه حريص على إستمرار الحكومة.
اللواء : تنفيس التصعيد العوني: التعيينات العسكرية غير مطروحة الخميس حلفاء الرابية مع التمديد لقهوجي.. ومآخذ وزارية على أداء باسيل وبوصعب
كتبت “اللواء “: الثابت ان تكتل الإصلاح والتغيير في اجتماعه الدوري بعد ظهر اليوم، لن يذهب بعيداً في تصعيده السياسي، فلا استقالة للوزراء من الحكومة، ولا تسرُّع في خطوة الاعتكاف أو الامتناع عن تصريف عمل الوزارات التي يتولاها، لأسباب متعددة، أبرزها العجز المكشوف عن “قلب الطاولة” التي لا يمكن الا ان تكون شعاراً تعبوياً اجوفاً حيث انه من الثابت ان لا إمكانية للتلاعب بالاستقرار الوطني، والتي تشكّل حكومة الرئيس تمام سلام العنوان الأوّل لهذا الاستقرار.
وإذا كان الحراك المدني بحملاته المتنوعة، احتفل أمس، بذكرى مرور عام على الحملات والاعتصامات والتظاهرات في شوارع المدينة ومربعاتها وامام مؤسسات الرقابة والقضاء، ووزارات الدولة واداراتها، احتجاجاً على التمديد للمجلس النيابي وعلى تراكم النفايات في الشوارع، من دون جدوى كبيرة تذكر، فإن التلويح العوني في الشارع يبدو متعثراً أيضاً، على خلفية حصاد الحراك المدني وحالة الانقسامات داخل التيار العوني حيث من المتوقع ان يُطلق نشطاء جبيل وعددهم 150 ناشطاً تحركاً اعتراضياً في سياق توسيع دائرة الاعتراض إلى مناطق أخرى.
الجمهورية : ترقُّب لخريطة التصعيد العوني… وتحصين الحكومة محور اتصالات
كتبت “الجمهورية “: مرّت سنة على الحراك المدني، وفي هذه السنة كان يفترض ان تنتفي أسبابه، وان يقدم اهل الحل والربط الوصفات العلاجية المطلوبة والضرورية لكل الامراض الداخلية لا الجسدية، وعلى كل المستويات، لكن كأنّ شيئاً لم يكن وكأنّ شيئاً لم يحصل، فالصورة على حالها لم يطرأ عليها أي تبديل او تعديل. وامّا الاسباب الدافعة الى الحراك المدني فما زالت هي هي، لا بل انها تفاقمت الى حد يُنذر بأنّ هذا الحراك قد يبدأ من جديد، الّا انّ العبرة دائماً تبقى في الآذان الصاغية لكل الصرخات المطلبية والتصحيحية. وليس بعيداً عن هذه الامراض، دخلت السياسة مجدداً في عنق الزجاجة، وقبضت ارتدادات فشل الحوار الرئاسي بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير ميشال عون، على الواقع السياسي، وفتحت الحلبة الداخلية على مصارعة سياسية مفتوحة، خصوصاً بعدما ارتفعت المتاريس العونية وأطلقت عيارات ثقيلة لَوّحت فيها بالتصعيد السياسي وصولاً الى حدّ قلب الطاولة.
واذا كان القرار العوني بالتصعيد، والذي تولّد غداة فشل الحوار بين عون والحريري، يستبطن إرادة واضحة للذهاب الى مواجهة شاملة مع القوى السياسية المصنفة في خانة الخصوم للتيار الوطني الحر، فإنّ اللافت للانتباه فيه انه يتكىء ضمناً على العنوان الرئاسي المستعصي حتى الآن، وكذلك على العنوان التمديدي لقائد الجيش العماد جان قهوجي، والذي بات موعد استحقاقه وشيكاً.
واما في العلن فيتكىء على عنوان اكبر قديم جديد خلاصته نقل المعركة من معركة رئاسة جمهورية الى معركة جمهورية. وبالتالي، تأكيد حضور المسيحيين وتعزيز دورهم في السلطة والشراكة والقرار.