ماذا بعد منبج؟ حميدي العبدالله
ماذا بعد منبج؟ هذا هو السؤال المطروح على الولايات المتحدة، القائد الفعلي للمعركة ضدّ تنظيم داعش في هذه المنطقة.
للإجابة على هذا السؤال هناك ثلاثة سيناريوات مطروحة:
ـ السيناريو الأول، التوجه جنوباً باتجاه مدينة الباب المعقل الأساسي لداعش الذي يوازي في أهميته مدينة منبج. ولكن لا يبدو أنّ السيطرة على مدينة الباب سيكون أمراً يسيراً على «قوات سورية الديمقراطية» لسببين أساسيين، السبب الأول، أنّ هذه المنطقة هي امتداد لمحافظة الرقة التي تشكل عمقاً يمكن داعش من حشد مئات وربما آلاف المقاتلين بحرية أكبر مما كان عليه الحال في مدينة منبج، فضلاً عن أنّ منبج كانت قريبة من المناطق التي سيطر عليها الأكراد شرق نهر الفرات على عكس مدينة الباب. إضافةً إلى أنّ سكان المدينة الساخطين على تنظيم داعش لا يرون في «قوات سورية الديمقراطية» بديلاً أكثر تنوّراً وأكثر رشداً في ضوء التصريحات والممارسات التي أعقبت السيطرة على مدينة منبج. السبب الثاني، أنّ فتح معركة الباب ستقود حكماً إلى خلق ظروف ميدانية في هذه الجبهة تصبّ في مصلحة توسيع الجيش السوري نطاق سيطرته في محيط مطار كويرس وصولاً إلى دير حافر ومسكنة وحدود الرقة الإدارية.
وبديهي أنّ الولايات المتحدة ليس من مصلحتها مساعدة الجيش السوري، حتى وإنْ كان ذلك بشكل غير مباشر، في توسيع سيطرته على هذه المنطقة.
ـ السيناريو الثاني، التوجه نحو جرابلس وتطهير المنطقة من سيطرة داعش، الأمر الذي يقود إلى محاصرة اعزاز، وربط مناطق سيطرة الأكراد في ريف الرقة بقضاء عفرين عبر شريط التفافي يقع إلى جنوب اعزاز. دون هذا السيناريو معارضة تركية واضحة، واحتمال تقديم أنقرة الدعم للجماعات المسلحة في هذه المنطقة لصدّ أيّ هجوم للأكراد، سواء كان الهجوم يستهدف داعش، أو التشكيلات الأخرى المرتبطة بتركيا.
ـ السيناريو الثالث، العودة إلى الرقة، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، وحاجة الإدارة الديمقراطية إلى انتصار على داعش في العراق أو سورية، انتصار مدوّ يساعد حملة كلينتون في مواجهة اتهامات دونالد ترامب للإدارة الديمقراطية بتصنيع داعش وإشاعة الفوضى، وعدم الجدية في محاربة هذا التنظيم الإرهابي. لكن أيضاً العقبات التي حالت في السابق دون وضع هذا السيناريو موضع التنفيذ لا تزال قائمة، بما في ذلك معارضة سكان المنطقة ونقص العديد في «قوات سورية الديمقراطية».
(البناء)