مقالات مختارة

الحرب على الصحافة الإسرائيلية: اوري سفير

 

ما كان للرئيس التركي اردوغان ان يفعل هذا على نحو افضل. فتهجمات نتنياهو، ريغف وشركائهما على البث العام المتجدد، خشية إلا يطيع الحكم، كانت تعبيرا فظا وخطيرا لسحق الديمقراطية الإسرائيلية.

هذا جزء من مسيرة يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة المعادية على وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ عين نفسه وزيرا للاتصالات لا جدال في قراراته.

ومثلما في كل نظام شبه شمولي، فإن التفسير المنطقي والديمقراطي المزعوم هو الحاجة إلى التوازن في عدد الصحافيين ذوي الفكر اليساري مع الصحافيين اليمينيين والمتدينين. فالصحافيون يتم اختيارهم حسب كفاءاتهم وليس حسب آرائهم، وبشكل عام يختارهم صحافيون آخرون ومجربون. في الصحافة الديمقراطية في كل العالم، فإن الصحافيين هم ذوو فكر ليبرالي ويعملون ككلاب حراسة للديمقراطية. فدور الإعلام هو الكشف عن نقاط ضعف الحكم وحماية حرية التعبير والصحافة، وعندما الحاجة ـ العض ايضا.

على الصحافة أن تكشف الفساد السياسي ليس بسبب فكر يساري أو يميني، بل لأن هذا هو دورها، فقد اسقط ريتشارد نيكسون في نهاية المطاف بسبب سلسلة مقالات في «واشنطن بوست» ليس لأنه كان يمينيا بل لأنه كان فاسدا. وكشف رفيف دروكر لكشف عائلة نتنياهو ظاهرا، لا يحركه فكر معين، بل لأنه يقوم بواجبه. كما أن معالجة الصحف لقضية الجندي اليئور ازاريا كانت نقدية تجاهه لأن هذا كان تعبيرا عن وضع أشوه هو ثمرة الاحتلال. على الإعلام ان يكشف التشويه الاخلاقي للاحتلال ليس لأنه يؤيد الدولة الفلسطينية بل لأن مهمته هي الحفاظ على القيم الاخلاقية والكونية.

يمكن لإسرائيل أن تبقى ديمقراطية فقط كجزء من العالم الغربي. وصحافتها يجب ان تنتمي إلى عائلة رجال الإعلام في العالم، ممن يحمون في العصر الحديث حق الجمهور في المعرفة، وليس فقط في المجتمع نفسه ـ بل في العالم. فنحن نعيش في عصر عولمة المعلومات.

ان التعابير العنصرية لدونالد ترامب هي قصة عالمية لها آثار عالمية. والمواطن يحظى اليوم بالحصول على المعلومات الكثيرة بشكل مستقل مما كان في أي وقت مضى. والامر صحيح اكثر في عصر الشبكات الاجتماعية. ولا يمكن للحكومات ان تتحكم بتصريحات ملايين الشباب على الفيس بوك، تويتر وانستغرام. كل شاب يمكنه ان يكتب مدونة وان يكون جزءا من أسرة الصحافة المدنية المزدهرة في معظم العالم.

تحاول حكومتنا ايضا مكافحة الفيس بوك لأن محافل متطرفة تنشر التحريض هناك. والحرب ضد الفيس بوك مثلها مثل الحرب ضد الفكر. وعليه فإن نتنياهو وصحيفة بلاطه «إسرائيل اليوم» سيفشلان في نهاية المطاف. قد يكون ممكنا السيطرة على قناة البث العام، ولكن ليس على كل الإعلام. فهذا ملزم بأن يكافح في سبيل استقلاله وحريته. هذا في روحنا.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى