هدوء ما قبل التصعيد في حلب… والجيش يستعيد كنسبّا مرح ماشي
لا تغييرات سجّلت في «جبهات حلب» أمس. هدوء حذر خيّم على محاور المدينة في ظلّ استعدادات لجولة قتال جديدة تبدو قريبة. وبعد إنجاز «جيش الفتح» شمالاً، جاءت الانتكاسة من ريف اللاذقية ليعود ويخسر كنسبّا ومحيطها
هدوء حذر خيّم على جبهات جنوب حلب بعد نجاح المسلحين في إحداث خرق كبير باتجاه أحياء حلب الشرقية. ورغم بيان «جيش الفتح» المتوعّد بـ«تحرير حلب»، لم تشهد المدينة أي هجمات ليوضع البيان في إطار «الحرب النفسية» على المواطنين والقوى المدافعة.
رغم ذلك، لا يبدو أن حالة المراوحة ستبقى، إذ يستعد الطرفان لمبادرة قد تفتح «الحساب» في المدينة وعلى أطرافها من جديد.
وأمس، واصل الجيش السوري وحلفاؤه تثبيت مواقعهم على الجبهات المتاخمة لنقاط المسلحين، حيث عزز مواقعه في محيط «الكليات الحربية» ومعمل الإسمنت المشرف على طريق الراموسة (مدخل حلب جنوباً)، وهو يحاول منع المسلحين من وصل نقاطهم بين «الكليات» والأحياء الشرقية بعضها ببعض، من خلال الاستهداف الناري لمواقعهم المواجهة للقوات السورية وحلفائها.
وكثّف سلاحا الجو السوري والروسي من غاراتهما على خطوط إمداد «الفتح» في خان طومان، والزربة، وأورم الكبرى، ومحيط «مشروع 1070» شقة سكنية، في وقت سعت فيه القوات المتمركزة في الريف الشمالي إلى توسيع نطاق سيطرتها لتأمين طريق «الكاستيلو»، ومنع المسلحين من قطعه نارياً، باعتباره خط الإمداد المدني الوحيد لأهالي مدينة حلب حالياً.
كذلك واصلت القوات من تكثيف رماياتها النارية على ضهرة عبد ربه المشرفة على طريق «الكاستيلو»، بالتزامن مع دخول بعض القوافل الغذائية والطبية وصهاريج الوقود إلى المدينة، وسط تخوّف من عمليات الاحتكار والغلاء المرافقة للتهديدات بحصار المناطق السكنية الواقعة تحت سيطرة الجيش.
وأكّدت مصادر ميدانية إمكانيّة سيطرة الجيش على ضهرة عبد ربه، في ظل معلومات عن عملياتٍ جديدة في مناطق أُخرى، أخفّ تعقيداً من محور «الكليات». ولفتت المصادر إلى أن إنجاز الجيش في ريف اللاذقية واستهدافه مراكز مهمة للمسلحين في إدلب، يُسهم في الضغط على المسلحين والتخفيف عن مقاتليه غربي حلب، بعد تراجعه عن بعض مواقعه في المنطقة.
بالتوازي، استعادت وحدات الجيش سيطرتها على بلدة كنسبّا في ريف اللاذقية الشمالي، بعد عملية التفاف على نقاط المسلحين، أدت إلى إفشال وصول مؤازراتهم إلى البلدة، لوقف تقدّم الجيش. وأدّى استهداف الجيش لمواقع المسلحين في قرية عين القنطرة المجاورة إلى فشلهم في تدارك الخسارة الميدانية في جبال الساحل السوري، بحسب مصدر ميداني، مشيراً إلى أن وحدات الجيش واصلت قضم القرى المحيطة بكنسبّا، بهدف تأمين مواقعها الجديدة. إذ أعلنت سيطرتها على قرى مرج الزاوية، وبيت جناورو، وعين البيضا المجاورة لجبل القلعة، على جبهة جبل التركمان. وأشار إلى أن «القوات استطاعت التمركز في تلك القرى، ولا سيما بعدما كان لها الفضل في معركة بيت جناورو، لضمان السيطرة على القرى الجبلية المجاورة لبلدة كنسبّا الاستراتيجية، بشكل نهائي».
«جيش الإسلام» يبادر
وفي غوطة دمشق الشرقية، فشل مسلحو «جيش الإسلام» في معركتهم الجديدة «ذات الرّقاع»، التي أعلنوها أمس، بعد تخطيط قيادتهم للهجوم على النقاط العسكرية الممتدة من مطار مرج السلطان إلى مبنى البحوث الزراعية.
وبدأ المسلحون معركتهم بالهجوم على المزارع الممتدة بين البلالية ومرج السلطان، إلا أن قواهم تشتّت بعد أن صدّ الجيش هجومهم، وسط غطاء جوّي ومدفعي كبير.
وفي ريف حمص الشرقي، استهدفت مدفعية الجيش مواقع مسلحي «داعش»، في محيط قرى جب الجراح والمسعودية ومكسر الحصا.
وفي «الجبهة الجنوبية» أفشل الجيش هجوماً مفاجئاً للفصائل المسلحة على تل أحمد ومحيط الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي. وذكر مصدر ميداني تصدّي الجيش لمحاولة تسلل عبر محور الحميدية – الحرية إلى إحدى نقاطه العسكرية في محيط مدينة البعث في القنيطرة، ما اضطرهم إلى انسحاب المتقدمين، بعد تكبيدهم خسائر فادحة.
(الأخبار)