مقالات مختارة

يخشون من امرأة قوية في البيت الابيض: تسفيا غرينفيلد

 

رغم التجند الكبير لمؤتمر الحزب الديمقراطي لصالح هيلاري كلينتون، فان رؤساء الحزب لم يقوموا بالقاء الخطاب الاكثر اقناعا. في الوقت الذي يبدو فيه حماسهم للمرشحة رغم ارادتهم، فان خطاب مايكل بلومبرغ، رئيس بلدية نيويورك السابق، كان حاسما. الملياردير الذي ترك الديمقراطيين وانتقل الى الجمهوريين (يتحفظ الآن من الحزبين)، قام بتقديم رسالة واضحة: دونالد ترامب هو كارثة لامريكا وللعالم، ومن واجب العقلانيين التدخل والتصويت لكلينتون.

يقولون عن أدلاي ستيفنسون، المرشح الديمقراطي في الخمسينيات، إن احدى المشجعات قالت له بانفعال “لا تخاف، فجميع من يفكرون بعقولهم سيصوتون لك”. وهو أجابها: “للأسف الشديد، أنا أحتاج الاغلبية”. والسؤال الكبير هو اذا كانت اغلبية المصوتين في الولايات المتحدة ستتفهم الموقف. لأنه رغم خطاب كلينتون العقلاني في المؤتمر، هناك خوف كبير من أن احتفال التأييد لها في فيلادلفيا كان متأخرا جدا.

كثيرون في الحزب الديمقراطي يستمرون في التعاطي مع كلينتون على أنها حبة دواء مرة يجب بلعها لأنه ليس هناك خيار آخر. في الوقت الذي تهتم فيه وسائل الاعلام بالابطال العاديين، براك وميشيل اوباما، بارني ساندرس وبيل كلينتون، فان الرسالة التي تصل الى الجمهور هي أن المرشحة عبارة عن ملل وثقل. وحتى لو كان ذلك أمام شخص مثل ترامب، فان فرصها ضعيفة.

هذا التشويه هو لافضلية السناتورة اليزابيث وورن كمرشحة للحزب، التي تحولت الى حملة اعلامية علنية ضد كلينتون. دعوة اوباما في المؤتمر للترشح “اربع سنوات اخرى”، الامر الذي جعله يبتسم، ولكن في نفس الوقت أكد عدم رضاه عن كلينتون. اذا كان المؤتمر يشكك فيها الى هذه الدرجة فلماذا سيصوت الجمهور لها؟.

هذه ليست المرة الاولى التي يُطلب فيها من الجمهور التصويت ضد أكثر مما يُطلب التصويت مع. لكن الخروج الى الانتخابات مع مرشحة لافتة الى هذا الحد والتي تحولت الى شخصية من اكثر الشخصيات كرها، وهي مكروهة ايضا من ناخبيها، فهذا الامر يستوجب التفسير.

يبدو أن كلينتون توقظ اسطورة من الاساطير الصعبة والاكثر اقلاقا في تاريخ الولايات المتحدة واوروبا. وحسب البحث، في القرنين السادس عشر والسابع عشر تم قتل آلاف النساء بتهمة أنهن ساحرات يقمن بالاضرار بالمجتمع والطبيعة. الآن من الواضح للجميع أن هؤلاء النساء، واغلبيتهن كبيرات في السن، أثرن الخوف العميق في المجتمع الذي يعشن فيه. وكثير منهن اعترفن بالجريمة وأكدن الشبهات ضدهن.

كان واضحا من البداية أن امرأة مرشحة ستثير المعارضة الكبيرة. ولكن يبدو أن العداء الاستثنائي والغريب الذي تثيره كلينتون يتعلق بشخصيات غير معروفة تتسبب بالخوف والغضب، والموجهة تجاهها الآن كلما اقتربت من منصب رئاسة الولايات المتحدة. يتبين أن الخوف من النساء كبير، حيث يتم اعتبارهن صاحبات قوة مهددة خصوصا في الولايات المتحدة التي تتذكر خط الساحرات في سايليم في 1692، وأكثر من معارضة الرئيس الاسود. وأكثر بكثير من معارضة المتهكم الفظ الذي يسلي وسائل الاعلام بتصريحاته الحمقاء.

يجب على مصوتي الحزب الديمقراطي، رجال ونساء، الانتباه لهذه المشكلة والدفاع عن كلينتون. فمن حقها أن تجد اغلبية من الاشخاص العقلانيين الذين يدعمونها.

هآرتس             

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى