مقالات مختارة

بري عشية الحوار: امامنا فرصة مهمة ونسبة النجاح من صفر الى مئة محمد بلوط

 

يعوّل الرئيس نبيه بري على خلوة الحوار التي تبدأ غدا، لكنه يدرك في الوقت نفسه صعوبة التوصل الى توافق حول عناصر الازمة السياسية القائمة.

لذلك بادر في نهاية الاسبوع المنصرم الى اجراء جولة من الاتصالات واللقاءات مع عدد من الاطراف سعيا الى تحسين فرص الاتفاق على ما يشبه خارطة طريق او سلّة الحل التي لا تخرج عن بنود الحوار اصلا.

ولا يريد رئىس المجلس ان تصل الخلوة الى طريق مسدود، آملا على الاقل بأن تساهم في احراز تقدم يبنى عليه لمتابعة المسار باتجاه حل ناجز يشمل رئاسة الجمهورية والحكومة وقانون الانتخابات.

وعشية الخلوة يقول بري «لا استطيع ان اقول عنها انها آخر فرصة لكنها بطبيعة الحال هي فرصة مهمة علينا اقتناصها. هي اشبه بملعب كرة قدم فمن يريد ان يسجل هدفا فليسجله داخل الملعب وليس خارجه».

ويضيف «علينا ان نتحمل مسؤولياتنا جميعا خصوصا في ظل هذا الوضع السيئ والمتدهور على كل المستويات من البيئة الى الاقتصاد وانتهاء بوضع المؤسسات الذي بات مشلولا كليا. والجميع يعرف ما هو وضع الحكومة والى اين وصلت حتى انه باتت غير قادرة على تعيين حاجب هذا عدا عن وضع المجلس المعطل، لا بل ان اللجان النيابية التي كانت ناشطة مرشح عملها الى التراجع مع الاقتراب من مرحلة التحضير للانتخابات النيابية وفي ظل تعذر عقد جلسات تشريعية».

ويقول بري ان كل هذا الوضع الداخلي والمخاض الكبير الذي تشهده المنطقة يفرض علينا الوصول الى تفاهم على طريقة الدوحة من خلال حل كامل يبدأ بالرئاسة.

وعن فرص نجاح خلوة الحوار التي تبدأ غدا يقول يمكن ان تكون من صفر الى مئة وهذا يعتمد على تحمل الجميع مسؤولياتهم للخروج من الازمة. واذا لم نسلك هذا المسار للوصول الى حل كامل فاننا نكون كمن «يخبّص خارج الصحن».

وبرأيه ايضا انه لم يعد من داع للرد على بعض الذين يطلقون التفسيرات المشككة بمبادرته، فسبق ان اكد غير مرة ان ليس هناك من تفكير بمؤتمر تأسيسي او غيره وانه ليس بحاجة ايضا للتأكيد مرة اخرى على التمسك باتفاق الطائف.

وفي اشارة الى ان الخلوة الحوارية لا تعني نهاية المطاف يقول بري «اذا لم نقم بعمل او بشيء ما الآن فان الوضع يصبح اصعب لاحقا والا فلنذهب الى الانتخابات على اساس النسبية الشاملة».

واذا كانت الاجواء الراهنة لا تؤشر الى خروج الخلوة الحوارية بحلول ناجزة فإن رئىس المجلس يسعى الى عدم الوصول الى حائط مسدود طالما ان جميع الاطراف يؤمنون باستمرار الحوار الذي يبقى الخيار الوحيد للخروج من الازمة.

من هنا، فإن الايام الثلاثة المقبلة تشكل اختبارا مهما لكي يقدم كل طرف ما عنده بطريقة ايجابية بدلا من الدوران في حلقة مفرغة، خصوصا ان عامل الوقت هو ليس لصالح الجميع.

وكما عبّر في السابق فإن الرئيس بري مؤمن بأن اللبنانيين قادرون اذا ما غلّبوا المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية على اجتراح الحلول دون انتظار الظروف الاقليمية والدولية.

وفي شأن ما تشهده المنطقة يرى ان التطورات الاخيرة في سوريا على وقع ما حققه الجيش السوري من تقدم ملحوظ لا سيما في حلب مؤخرا يمكن ان ينعكس ايجابا على لبنان والمنطقة خصوصا في ظل الوضع المستجد الذي تعيشه تركيا بعد الانقلاب الفاشل.

ولا يستبعد اذا ما سارت الامور بشكل ايجابي، ان تلوح مجددا بوادر امل لتحسين الاجواء والتلاقي بين طهران والرياض. وهذا ما يساهم ويساعد في حلحلة ازمة رئاسة الجمهورية بغض النظر عن الاسم او الشخص مع العلم ايضا انه لا بد من التوافق على الرئىس.

ويعزز هذا الرأي ما ظهر في الايام الاخيرة لا سيما تصريح رئىس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بعد زيارته عين التينة وتأكيده الاستمرار في الترشح ومعركة الرئاسة وعدم رغبته بالانسحاب الا لصالح التوافق والاجماع على رئيس للبلاد.

ويضاف الى ذلك ان الكلام عن عدول الرئىس سعد الحريري عن موقفه لم يكن في محله، لا بل انه اوعز الى النائب عمار حوري لتأكيد الاستمرار بترشيح فرنجية بعد الكلام الذي صدر مؤخرا عن الوزير نهاد المشنوق والذي فسّر بأنه نوع من التراجع عن هذا الترشيح.

وفي مجال اخر يبدي بري استغرابه للضحة التي اثارها ويثيرها البعض بعد الاتفاق النفطي مع التيار الوطني الحرّ، مكررا ان هذه الخطوة حصلت بعد رغبة صريحة من الرئىس سلام بمثل هذا الاتفاق قبل اقرار مجلس الوزراء للمراسيم التطبيقية.

ويشير الى ان الاميركيين كانوا عرضوا البدء في البلوكات السبعة شمالا وترك البلوكات الثلاثة في الجنوب لكنه رفض هذا الطرح لانه يخدم اسرائىل. مؤكدا ان ما حصل مع العماد عون يندرج في اطار الاتفاق على هذه المسألة ولا يدخل لا من قريب ولا من بعيد في اطار المحاصصة التي يتحدث البعض عنها.

وحول السجال الاعلامي الذي حصل مؤخرا بين محطتّي الجديد والـ (N.B.N) يقول بري انه بعد عودته من الخارج طلب من المحطة الثانية وقف السجال وعدم رفع دعوى قضائىة على الجديد. ويؤكد انه في كل الاحوال ليس هو الشخص الذي يخضع للابتزاز.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى