مستقبل تركيا في عيون غربية بعد فشل الانقلاب حميدي العبدالله
المحللون ومراكز الأبحاث الأميركية يجمعون على أنّ ما ينتظر تركيا بعد الانقلاب الفاشل ليس الاستقرار وازدهار الديمقراطية، بل شيئاً آخر.
محللون أميركيون قالوا أثناء مواكبتهم للعملية الانقلابية، «إنّ تركيا حليفة الولايات المتحدة، ستواجه من الآن فترة اضطراب سياسي واقتصادي».
الخبير في مركز «بيباريتسان بوليسي» بليز ميزال قال: «من المنظور الأميركي فإنّ أسوأ السيناريوات هو انقلاب فعّال يدفع تركيا إلى صراع طويل على السلطة» هذا في السيناريو الأول، أما في السيناريو الثاني حسب ميزال فإنّ «انقلاباً يجهض سريعاً ويلقى مقاومة ضعيفة سيؤدّي إلى زعزعة الاستقرار»، والسيناريو الثالث «فإنّ انقلاباً جزئياًَ أو غير ناجح سيؤدّي إلى اضطراب أكثر في المستقبل» القاسم المشترك في السيناريوات الثلاث حسب ميزال أنّ تركيا لن تشهد استقراراً في المستقبل.
الاختصاصي في الشؤون التركية والخبير في «معهد واشنطن» «سونر جاغابتاي» يرجح أربعة توقعات تبدو كنتيجة محتملة لتحوّل «تركيا إلى دولة أكثر قمعية» حيث أنّ «ذلك خبر سيّئ للديمقراطية» يقول الباحث بشأن توقعه الأول سيجد خصوم أردوغان «أنه من الصعب على نحو متزايد، إنْ لم يكن من المستحيل، معارضة ديمقراطية. وسوف يختار البعض أن يكونوا عنيفين، وأن يتحوّلوا نحو الجماعات المتطرفة مثل حزب العمال الكردستاني وجماعات غير مقدّسة مماثلة» أيّ أنّ قمع المعارضين الذي تصاعد بعد فشل حزب العدالة والتنمية في انتخابات حزيران 2015 سوف يتفاقم ويسدّ الطريق على الرهان على صناديق الاقتراع، وبالتالي اللجوء إلى العنف. ثاني التوقعات ينصبّ على وضع الجيش، يقول الخبير جاغابتاي «مما يثير نفس القدر من القلق على استقرار البلاد هو أنّ محاولة الانقلاب شملت قسماً من الجيش فقط، مما يشير إلى وجود انقسامات خطيرة في مؤسسة حافظت على تضامنها في ظلّ الانقلابات السابقة» والأخطر بالنسبة له أنّ ذلك يمثل «ضربة جديدة لتماسك الدولة والمجتمع» و«القضاء على الدعم الحكومي والشعبي للمؤسسة أيّ الجيش التي كانت ذات مرة الأكثر ثقة واتحاداً في تركيا». وذلك يأتي في ظلّ تحديات أمنية خطيرة في تركيا أبرزها مقاومة الأكراد، وتغلغل المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش». التوقع الثالث قناعة المحلّل والخبير في الشؤون التركية أنّ «محاولة الانقلاب سوف تسفر أيضاً عن تعميق التصديات الاجتماعية في تركيا، وزيادة التحوّل نحو فترة التسعينات» حيث كان التقاتل الأهلي بين الجماعات السياسية المختلفة في تركيا. ولكن التوقع الرابع هو الأكثر خطورة ويتمثل في «التكلفة التي تلوح في الأفق» وهي «مواصلة تقسيم تركيا».
واضح أنّ ما ينتظر تركيا ليس ازدهار الديمقراطية والاستقرار والنمو الاقتصادي.
(البناء)