اتفاق المساعدات الأمنية… العضلات الأمريكية أقوى: اليكس فيشمان
عندما تكون الادارة الأمريكية مصممة على تنفيذ سياسة تتعلق بلباب مصلحتها القومية، لا يمكن لإسرائيل أن تثنيها. يمكنها أن تقوم بالمناورات، باستعراض العضلات، ولكنها لن تنجح في تغيير أي شيء. كما أنها لا يمكنها حتى أن تعتمد على رأي عام عاطف او على الكونغرس. هذا درس تاريخي صحيح لكل الادارات، فما بالك ادارة اوباما.
هذا ما حصل حول الاتفاق النووي الإيراني، وهذا ما يحصل حول اتفاق المساعدات الامنية. في يوم الاحد القادم سيسافر إلى واشنطن يعقوب نيغل، القائم بأعمال رئيس قيادة الأمن القومي، كي يضع المسودة النهائية للاتفاق الذي سيوقع قبل التاسع من تشرين الثاني، الموعد الذي يتحرر فيه اوباما من قيود التزامه بالمرشحة الديمقراطية ويكون بوسعه عمل كل ما يحلو له. ومرغوب فيه أن يحصل هذا قبل اقرار ميزانية الدفاع في إسرائيل في تشرين الاول وقبل رأس السنة العبرية، بحيث يعرض الاتفاق كهدية لشعب إسرائيل على شرف العيد.
التواريخ هامة، إذ ان كل المفاوضات الصاخبة، كل الدرامات امام الأمريكيين والجدالات السياسية في إسرائيل على اتفاق المساعدات للسنوات العشرة القادمة تأتي لخدمة أجندة في توقيت معين. عندما بدأ النقاش قبل اكثر من سنة، كان لأحد ما في إسرائيل مصلحة في خلق احساس بأن هذا اتفاق يجب تجديده في أقرب وقت ممكن. هذا ليس صحيحا على الاطلاق. فالاتفاق الجديد على أي حال سيبدأ بالميزانية الأمريكية للعام 2018، والتي لن تجمل إلا في تشرين الاول 2017.
ما ستحصل عليه إسرائيل هو إلى هذا الحد او ذاك ما خططت الادارة لاعطائه على أي حال. في المرحلة الاولية عرض الطرفان مبالغ غير واقعية، لم يأخذها احد على محمل الجد. الادارة منذ البداية قررت منح إسرائيل مساعدات بذات الحجم ـ بمبالغ واقعية ـ الذي حصلت عليه في عهد ادارة بوش، مع بعض التكييفات والظروف المختلفة.
فقد أعطت إدارة بوش لإسرائيل 3.1 مليار دولار في السنة. وأضاف الاقتصاديون إلى هذا المبلغ 20 في المئة بسبب التضخم المالي في العقد الاخير في الولايات المتحدة، والادارة أدخلت الاموال التي أقرها الكونغرس بشكل منفصل لإسرائيل في صالح الدفاع الفاعل. حصلنا على 3.8 ـ 3.9 مليار دولار في السنة، وهذا ما سنحصل عليه لاحقا. واذا كانت اضافة، فهذه ستكون طفيفة.
في هذه الاثناء أوضح الأمريكيون لإسرائيل بأنها لن تتمكن بعد الآن من التوجه إلى الكونغرس وطلب زيادات من خلف ظهر الرئيس. كما ستضطر إسرائيل إلى التنازل عن امكانية استبدال ربع مبلغ المساعدات بالشواكل، وفي هذه اللحظة تحاول ان تلغي هذا الاستبدال بالتدريج كي يتمكن الاقتصاد الإسرائيلي من ان يشفى من الاكسجين الأمريكي. ويدور الحديث عن 1.2 مليار دولار في السنة ـ وهو مبلغ يعيل عشرات المصانع الصغيرة والمتوسطة التي تشكل مقاولين فرعيين للصناعات الكبرى وقسم من الصناعات الكبرى التي لم تستعد للتعاون مع المصانع الأمريكي. وفي تقدير غير دقيق يدور الحديث عن امكانية اقالة اكثر من 3 الاف عامل في الاقتصاد.
يمكن لإسرائيل ان تتجاوز ازالة أموال الاستبدال من خلال مبالغ شراء تبادلي مع الصناعات الأمريكية. فشركة مثل جنرال ديناميكس، تنتج اليوم عناصر مركزية من مجنزرة «نمر»، تتعهد بان تشتري في إسرائيل بضائع مثلما فعلت «لوكهايد مارتن» بعد صفقة اف 35. وعلى وزارة المالية أن تستعد بما يتناسب مع ذلك، وذلك لانه حسب الاتفاق الجديد يمكن شراء صواريخ الاعتراض للقبة الحديدية مثلا بمال أمريكي في الولايات المتحدة فقط وليس في «رفائيل».
كان يمكن انهاء هذا الاتفاق منذ زمن بعيد. هكذا يفكرون في وزارة الدفاع، في وزارة المالية وفي الجيش. ولكن الازمات مع الادارة شكلت في السنة والنصف أداة عمل لتحقيق حاجات سياسية داخلية وخارجية. هذه الاداة على ما يبدو استنفدت دورها، وعليه فان الاتفاق سيوقع.
يديعوت