البحرين… غداً يوم آخر د.عبد الحميد دشتي
غداً سيكون علامة فارقة في مسيرة الحراك الشعبي لأهل البحرين. وغداً تقرر السلطة الممعنة في غيها ما اذا كانت ماضية في ابادتها لشعبها بملاحقتهم وزجهم بالمعتقلات وابعادهم وتلفيق التهم لهم لاسقاط جنسياتهم في اطار مشروع تغيير التركيبة السكانية القاضي باستبدال الشعب الاصيل بمرتزقة مستوردين من بعض الدول الآسيوية والعربية من طيف واحد، وهو المشروع الذي بدأته منذ سنوات لاستئثارها بالحكم والتحكم والتسلط بمساعدة ودعم من شذاذ الآفاق ومن السعودية التي تقود هذا المشروع الفتنوي في عدد من دول منظومة التعاون الخليجي والعديد من الدول العربية مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان وحتى مصر .
وفي المقلب الآخر ينتظر الشعب البحريني الاصيل ما ستسفر عنه محاكمة آية الله الشيخ عيسى قاسم الرجل الذي كان من واضعي المدماك الاول للمجلس التأسيسي والذي اسقطت جنسيته وتريد محاكمته بتهمة ملفقة وهي تبييض الاموال تمهيداً لإدانته بالتعامل مع ايران مما يسوغ لتلك السلطة توقيع العقوبات باسم القانون وتحت اقواس ما يسمى بـ ” العدالة “.
غداً سيكون يوماً آخر في البحرين. وقد ظهرت ارهاصاته مبكراً من خلال إمعان السلطة في سياستها القمعية، الأمر الذي يسوغ لأهل البحرين الدفاع عن انفسهم وارضهم وعرضهم ومواطنتهم بشتى الاشكال دون استثناء. وسيتغير مسار الحراك السلمي الذي ظلوا متمسكين به طوال سنوات القمع والقتل والاضطهاد .
والعالم بمؤسساته الرسمية والاهلية لن يكون بعيداً عن مراقبة هذا المنعطف الخطير، وهو مطالب بوضع حد للتمادي المقصود للسلطة البحرينية ووضع حد لأي تدخل خارجي وهو – اي العالم – يعرف تماماً من هي الجهة الخارجية التي تعيث في الارض فساداً سواء بحربها المخزية ضد شعب اليمن، او باحتضانها وتفريخها وتصديرها للارهاب التكفيري بغطاء ديني مبتدع الى الدول العربية والآن الى كل العواصم العالمية.
ان هذا المنعطف الخطير الذي ينذر بكوارث انسانية واقتصادية وخيمة لا تكفيه بيانات الشجب والاستنكار من هنا وهناك وهي البيانات التي اصبحت اعذاراً اقبح من ذنوب، وانما تتطلب مواقف جادة وحاسمة وعلى اعلى المستويات لوقف النزيف القادم الذي اصبح ظاهراً للعيان، ولن تفيد في شيء سياسة تعليق الاتهامات على شماعة التدخل الايراني الكاذبة والمقززة للشعوب الواعية التي بإمكانها محاسبة حكامها وقيادتها بعد ان وصل الارهاب الحقيقي الى عقر دارها وهي تعرف مصادره جيداً. وقد بدأت هذه الشعوب بكشف سياسة الاستنساب والكيل بمكيالين وهي على استعداد للنزول الى الشارع للتعبير عن سخطها وغضبها من هذه السياسات وصانعيها بحجة المصالح.
هذه الشعوب لن تقف مكتوفة الايدي بعد ان كشفت التضليل الذي تتبعه الدول ذات الثقل والتأثير في القرار العالمي، وقد بدأت بالفعل في التعبير عن موقفها لإجبار دولها على معاقبة المتسببين الحقيقيين في تهديد امنها وحياتها.
إن البحرين وإن كانت دولة صغيرة على الخريطة الدولية ومصالحه وسياساته الا انها كبيرة في الوجدان الشعبي العالمي لما ستحدثه من تداعيات ستدخل العالم في اتون صراعات قد تعرف بداياتها لكن احداً لا يمكنه التكهن بنهاياتها.