الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: قمة عربية لتغطية “دولة غزة”… واليوم تطلق صفارة التفاهم الروسي الأميركي سلام: لصندوق عربي للنازحين السوريين… ولا لتصنيف حزب الله إرهاباً حوار آب ومحاولة اختراق للجمود من بوابة صيغة مجلسَيْ نواب وشيوخ

كتبت “البناء”:وفقاً لحسابات أميركية دقيقة، يكون المؤشر على تقدّم مسار إقفال الحرب في سورية تقدّم مسار تسوية فلسطينية “إسرائيلية” بتغطية عربية، فينطلق بالتوازي مسار جنيف بتنسيق روسي أميركي أممي اليوم بلقاء معاوني وزيري خارجية أميركا وروسيا بالمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في جنيف لوضع خارطة طريق لانطلاق صيغتي التنسيق حول الحرب على تنظيمَي النصرة وداعش، والترتيبات الموازية تحت سقف العملية السياسية السورية السورية باستئناف محادثات جنيف وتجديد العمل بأحكام الهدنة للذين يقفون خارج التموضع مع النصرة وداعش. وينطلق في توقيت واحد مسار خارطة طريق رسمت في باريس بلمسات أميركية “إسرائيلية”، لبدء مفاوضات فلسطينية ـ “إسرائيلية” تحت عنوان قبول “إسرائيلي” لفظي بالمبادرة العربية للسلام، ضمن مفهوم تفاوضي يرتكز إلى تبادل الأراضي وتأجيل مصير القدس واللاجئين، ويقوم أساساً على قيام دولة فلسطينية غير مسلحة في قطاع غزة، تحكمها حكومة مصالحة بين فتح وحماس ولها ممثلية في رام الله وأريحا، حتى ينتهي التفاوض الذي لا سقف ولا أفق لنهايته. فتنعقد القمة العربية في نواكشوط لتعلن المباركة العربية لصيغة باريس دون شروط، وتمنحها التفويض المفتوح، إعلاناً لانطلاق المسار الذي يفترض أن يعقد العرب لأجله قمة، بينما كلّ ما في الجسد العربي مثخن الجراح، وفي المقدمة خطط الاستيطان والتهويد التي تنزف تحتها فلسطين.

القمة الهزيلة تشبه هزال خطاب الثنائي المتولي مهام التحضير والقيادة والمتمثل بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، والأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، تناولت ببيان تقليدي كلّ الشؤون المتفجرة من سورية إلى العراق وليبيا واليمن، بينما كان الجديد الوحيد هو المكانة البارزة التي نالها التحضير الفرنسي لإطلاق مفاوضات على المسار الفلسطيني الإسرائيلي، ومنحها ترحيباً وتفويضاً بلا شروط.

لبنان المشارك في القمة بوفد يترأسه رئيس الحكومة تمام سلام، متمترس عند خطوط حماية ودفاع جامعة، رغم قسوة الوضع العربي والضغوط التي يعيشها رئيس الحكومة من داعميه، لتختصر مصادر رئيس الحكومة همومه واهتماماته في القمة العربية بأمرين، تثبيت موقف لبنان الرافض لتصنيف حزب الله تنظيماً إرهابياً، بصيغة ولغة لا تصدمان المشاركين ولا تتسبّبان بأزمات معهم. وفي المقابل فتح ملف النازحين السوريين من خلال ما أشار إليه رئيس الحكومة تمام سلام بالدعوة لصندوق عربي لمساعدة الدول العربية المضيفة للنازحين، والسعي لإقامة منطقة آمنة لعودة النازحين داخل الأراضي السورية، من دون إشارة إلى كيفية تحقيق هذا الهدف، مع أو بدون التنسيق مع الحكومة السورية.

تقترب خلوة آب الحوارية من موعد انعقادها، لتخلي الساحة بعدها لفراغ مرهق، وانتظار طويل، مع عدم وجود مؤشرات على إمكانية إحداث اختراق حقيقي في القضيتين الرئيسيتين المترابطتين اللتين تتمحور حولهما معادلات الداخل، رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية، فيما تبرز مبادرات لتقديم أوراق عمل، تنطلق من التساؤل الذي طرحه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ختام الجلسة الأخيرة لهيئة الحوار، حول إمكانية السير بصيغة مجلسين للنواب والشيوخ وفقاً لما نص عليه اتفاق الطائف وتالياً الدستور، مدخلاً لحلّ الخلاف على قانون الانتخاب، إذا تمّ التفاهم على وضع آلية تجمع بين إجراء انتخابات المجلس النيابي وفقاً لقانون النسبية والدوائر الكبرى، وإجراء انتخابات مجلس الشيوخ وفقاً لإطار ما عرف بالقانون الأرثوذكسي، مع التمسك بالحفاظ على المناصفة في المجلس النيابي، رغم النص على ربط إنشاء مجلس الشيوخ بإجراء انتخاب أول مجلس نيابي خارج القيد الطائفي.

وفقاً لمصادر نيابية مطلعة لا يجوز التوقف عن المحاولات، والمبادرات، لأنها تبقى الردّ الوحيد على الانتظار القاتل والفراغ المقيم، والفرصة الوحيدة لمحاولة إحداث اختراق في جدار الأزمة، وإنْ فشلت يكتب لها شرف المحاولة.

اقترح رئيس الحكومة تمام سلام تشكيل هيئة عربية تعمل على بلورة فكرة إنشاء مناطق إقامة للنازحين داخل الأراضي السورية، وإقناع المجتمع الدولي بها، لافتاً إلى “أن رعاية السوريين في أرضهم أقل كلفة على دول الجوار وعلى الجهات المانحة وأفضل طريقة لوقف جريمة تشتيت الشعب السوري”.

وخلال إلقائه كلمة لبنان أمام القمة العربية السابعة والعشرين في نواكشوط، دعا سلام إلى إنشاء صندوق عربي لتعزيز قدرة المضيفين على الصمود، وتحسين شروط إقامة النازحين الموقتة”. وشدد على الطابع الموقت للوجود السوري، وأعلن أن لبنان ليس بلد لجوء دائم، وليس وطناً نهائياً إلا لأهله”.

واعتبر سلام أن “لبنان ليس محايداً في كل ما يمسّ الأمن القومي لأشقائنا، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، ونرفض أي تدخل في شؤون البلدان العربية ومحاولة فرض وقائع سياسية فيها، تحت أي عنوان كان”.

وكان سلام قد وصل الى نواكشوط أمس، يرافقه الوزير رشيد درباس ووفد إعلامي في غياب لافت لوزيري الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل، والتقى سلام أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.

وقالت مصادر نيابية لـ “البناء” إن “لا خلفيات سياسية وراء غياب وزير المال عن الوفد المرافق للرئيس سلام، لكن وجود رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الخارج فرض على معاونه السياسي البقاء في لبنان لمتابعة بعض الملفات”.

الاخبار: عين الحلوة: هل تنتقم “داعش” و”النصرة” بعمل أمني؟

كتبت “الاخبار”: صدق أبو العبد شمندور صباح أمس بوعده وسلم نفسه لحاجز الجيش عند مدخل عين الحلوة. شقيق فضل شاكر وأمير “جند الشام” السابق، كان من المفترض أن يسلم نفسه مع عناصر أحمد الأسير المتوارين لدى الجند في حيّ الطوارئ بهاء البرناوي ومحمود القاروط ويحيى العر، ليل السبت.

إلا أن تعقب عناصر الجند لهم، دفعه إلى تأجيل خطوته، خصوصاً أنه ليس مقيماً في الطوارئ، بل داخل المخيم. التسليم أنتجته مساعي إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود الذي قصدته عائلات الأربعة قبل أيام وطالبته بالتوسط مع مخابرات الجيش. الردّ بحسب مصادر أمنية مواكبة بأن “خطوة تسليم الأسيريين المطلوبين لأنفسهم مرحب بها، على أن يأخذ القضاء مجراه بشرط عدم التهاون مع من تلطخت أيديهم بدماء شهداء الجيش”. حمود لفت إلى أن المساعي متواصلة لتسليم فضل شاكر الذي أعرب مراراً عن نيته الخروج من المخيم.

إلى المتوارين في أزقة المخيم، وصلت أصداء طمأنات في مقابل التهديدات بالقتل التي يتلقونها من عناصر جند الشام وداعش والنصرة بسبب الخلافات المتنامية بينهم. اللافت أن الطمأنات تأثر بها الفلسطيني بكر إسماعيل الذي قرر صباح اليوم تسليم نفسه لحاجز الجيش، برغم أن لا علاقة له بجماعة الأسير، بل هو ابن شقيق المطلوب ناصر إسماعيل، العنصر في جماعة بلال بدر والمتواري داخل المخيم.

عمليات التسليم التي حصلت والتي من المتوقع أن تتكرر في الفترة المقبلة، أثارت قلق الجماعات المتشددة في المخيم.

نقل عن القيادي في جند الشام هيثم الشعبي، تهديده “باتخاذ اللازم إذا استمرت عمليات تسليم جماعة أحمد الأسير الذين لجأوا إليه لحمايتهم”، معتبراً “أن وراء ذلك مؤامرة تستهدف مجموعته، نظراً إلى المعلومات الخطيرة التي بات يملكها هؤلاء عن عمل مجموعته وهويات عناصرها”. لكن الشعبي بعد ساعات أصدر بياناً نفى فيه ما نقل عنه، مكتفياً بالقول إن “ما ينتشر مجرد شائعات تهدف إلى إيقاع الفتنة”. نفي الشعبي لم يبدد الاستنفار الذي يلتزمه المتشددون في عين الحلوة منذ إعادة الانتشار العسكري الذي نفذه الجيش في محيط حيّ التعمير منذ أسبوع، وما أشيع عن تحضيره لمعركة استعادة الحيّ اللبناني من سيطرة المتشددين. إجراءات الجيش ترافقت مع حراك شعبي قادته لجنة المبادرة الشعبية في المخيم طالبت بدخول الجيش إلى عين الحلوة لتخليصه من وطأة داعش والنصرة.

لكن داعش والنصرة كانتا بالمرصاد لذلك التطويق العسكري والأمني والشعبي الذي أثّر معنوياً في أتباعهما. في المخيم، وزعت ما يسمى “قناة سير المعارك” بيانات وجهتها إلى “إخوة التوحيد في لبنان – مخيم عين الحلوة” حول ما وصفته بـ “نصائح ضد ما يُحاك لكم من حزب اللات (الله) والجيش الصليبي”. أبرز النصائح أن “عين الحلوة بات الملجأ الأخير للموحدين في لبنان فحافظوا عليه ولا تسلّموا مناطقكم بسياسة القضم والهضم”. ومن النصائح “ألا يقولوا إن عين الحلوة ليس نهر البارد وباب التبانة، لذا تكاتفوا وجهزوا مجموعاتكم ونظموا الأمور اللوجستية والمعدات العسكرية والطبية والملاجئ والمؤن ورتّبوا صفوفكم وتخلّصوا من أعين المخابرات، وإياكم ثم إياكم أن تعتمدوا على أحد خارج منطقتكم فتقعوا بالفخ”. ونشرت القناة خريطة لما وصفته بنقاط العدو وشملت مواقع مفترضة للحزب والجيش محيطة بالمخيم. والأبرز أن المعركة إذا حصلت لن ترتكز على قصف تلك المواقع فحسب، بل على قطع طريق صيدا ــــ بيروت بالقناصة! علماً بأن الاشتباكات بين فتح والإسلاميين العام الماضي أثبتت قدرة المتشددين على قطع أوتوستراد الجنوب – صيدا، بالقنص، عند منطقة الحسبة المحاذية للمخيم. ومن الخطط، “الخطوة الأبرز بفرز مجموعات صغيرة خارج المخيم لضرب الجيش من الخلف أو ضرب خطوط إمداداته، فإياكم أن تجعلوا المعركة في مناطقكم، بل يجب ترتيب مجموعات صغيرة وظيفتها ضرب الجيش خارج المخيم لإشغاله وإرباكه، ولا بد من الانتشار بمناطق خارج المخيم”.

ويتوقع ناشرو الخريطة أن يكون “السيناريو المحتمل لدخول لمنطقة التعمير بذريعة أنها لبنانية ويجبر الفصائل ويدعوهم إلى الضغط على المطلوبين للدخول إلى المخيم، وهنا يكون قد قضم جزءاً من الملجأ الأخير للموحدين في لبنان. ثم يأتي استخدام المخذلين والمنافقين من الفصائل اللاإسلامية للضغط على الإخوة للانسحاب بحجة الحفاظ على أمن المخيم”.

مصادر أمنية مواكبة توقعت لجوء داعش والنصرة إلى تنفيذ عمل أمني داخل المخيم أو خارجه في الفترة المقبلة “لاستعادة معنوياتها أمام أتباعها وعرقلة عمليات التسليم”.

السفير: لاءات موريتانيا الثلاث: لا قمة ولا قرارات ولا عمل من أنشاص إلى نواكشوط: 70 سنة من الهزال العربي

كتبت “السفير”: أقصر القمم العربية وأكثرها بعداً جغرافياً. وكأن التاريخ يعيد نفسه. كلما اجتمعوا انتكسنا. وكلما أصدروا بيانا أو تبنوا إعلانا من عاصمة عربية، انهالت على أمتنا الويلات. وكلما قالوا بتحرير فلسطين، كلما بادروا الى معاهدات صلح وتفاوض. وكلما قالوا اجنح الى السلم، كلما ابتلع العدو المزيد من أرضنا وحقوقنا.

وهكذا وصلت القمم العربية الى حضيضها السياسي والشعبي المطلق. من مؤتمر قمة انشاص في العام 1946 في محاولة اولى لإنقاذ فلسطين، ثم في بيروت في العام 1956 بعد العدوان الثلاثي، وصولا الى قمة القاهرة في العام 1964 التي قررت تكليف أحمد الشقيري إعداد الشعب الفلسطيني لمواجهة الاحتلال، ثم قمة الاسكندرية من بعدها لتحرير فلسطين عاجلا أو آجلا وتأييد تأسييس منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني ومؤتمر “لاءات الخرطوم” في العام 1967. وما تلى هذه القمم لم يكن أحسن حالا، فمن انهيار الى آخر، ومن مساومة الى تنازل، والى مبادرات عربية متتالية تقابلها اسرائيل بمزيد من الدم والاحتلال. وصرنا الآن “ننفتح” على العدو بالتنسيق الأمني والسياسي والأكاديمي ونأمل استضافتهم في عواصمنا .. وآخرها الرياض!

مشكورة موريتانيا أن بادرت الى تلقف المهمة المفاجئة التي ألقيت على عاتقها لاستضافة القمة، وهي بالتأكيد، كما استشعرت طويلا غياب العرب عنها، استشعرت بفداحة النيران التي تلتهم المشهد العربي في صورته الواسعة، ولا تلام بالتالي على هزالة الاجتماع ولا مقرراته البائسة، وغالبية الدول العربية ساقطة في متاهات الأمن والانقسام والعوز.. أو العمالة، حتى لتبدو قمة انشاص قبل 70 سنة صورة زاهية عن حال العرب وقوتهم!

ولهذا، ربما تكون القمة العربية الأولى والأخيرة التي تستضيفها موريتانيا التي لم يمض على انضمامها للجامعة العربية أكثر من ثلاثة وأربعين عاما.

تطرح قمة نواكشوط، بعد قرار المغرب عدم استضافتها، أسئلة كثيرة، منها أن القمة صارت عبئا على العرب الذين اعتادوا الهرب في خضم التحديات، فكيف الحال وهم في لحظة يجمعون فيها على أولوية مواجهة تحدي الإرهاب المركزي، لكنْ “كل على ليلاه”، خصوصا عندما تختلط الحسابات بالأحقاد وعندما تتبدل فجأة هوية “العدو”، فيصبح “الإيراني” أكثر خطرا من “الاسرائيلي”، وعندما تصبح قضية فلسطين مجرد شماعة، بينما تهرول دولة تلو دولة للتطبيع مع العدو!

وبمعزل عن بيان ختامي كتبه أهل الخليج في ديوانياتهم، قبل وصولهم الى موريتانيا، و “إعلان” صار شبه تقليد ليس بمضمونه المكرر بل في عدم اقتران القول بالفعل عربيا، وبمعزل عن خطابات بدت مملة وممجوجة، فإن القمة بدت وكأنها مسروقة، شكلا ومضمونا، بدليل أن من حضر من قادة العرب، كأميري قطر والكويت، وغيرهما من ممثلي الدول، أعطوا الأوامر بعدم إطفاء محركات طائراتهم، فكان أن ألقوا كلماتهم وشاركوا في التقاط الصورة الرسمية وعادوا من خيمة القمة الى المطار مباشرة.

وهكذا، لم يكن منتظرا إلا أن تكون النتائج هزيلة لقمة الساعات السبع المبتورة الحضور والمناقشات برغم الجهد الجبار الذي بذلته موريتانيا لعقد القمة العربية السابعة والعشرين على أراضيها، بعد اعتذار المغاربة لأنهم لا يريدون أن يكونوا شهود زور “على توصيات عادية وإلقاء خطب تعطي الانطباع الخاطئ بالوحدة والتضامن العربي”!

شارك في القمة سبعة زعماء ورؤساء (الكويت وقطر واليمن وموريتانيا والسودان وجيبوتي وجزر القمر) وستة من رؤساء الحكومات ونواب الرؤساء، فيما تمثل باقي الدول بوزراء الخارجية، وانعقدت في خيمة بلاستيكية كبيرة قرب قصر المؤتمرات الذي لم ينته العمل به بعد، وفي ظروف بالغة التعبير كانقطاع الكهرباء والانترنت وتعذر الاتصالات وانقطاعها، فيما كانت البلاد تشهد مطرا صيفيا وحوادث معبرة على هامش القمة مثل إصابة أحد الوزراء العرب بنوبة قلبية مفاجئة.

الديار:ما هو “الشيء الغريب” في العلاقة بين الرياض والحريري ؟

كتبت الديار”: المظاهر الباذخة غابت عن قمة نواكشوط. لا ثريات، ولا ازهار، ولا سيارات فارهة. القمة تحت خيمة، وقد تكون المظهر الاكثر دقة لاحوال العرب في المرحلة الراهنة…

في العاصمة الموريتانية، الزعماء الذين حضروا كانوا قلائل، سكان المدينة توزعوا بين الفضول واللامبالاة. للمرة الاولى تستضيف نواكشوط قمة سياسية، ولكن لا شيء يمكن ان يتغير، الاجترار السياسي، واللغوي، اياه، واوراق اضافية الى الخزائن.

لبنان الغائب الحاضر. اللافت ان وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح هو من دعا الى تضمين البيان الختامي نصاً حول دعم لبنان، وسؤال ما اذا كان السعوديون قد تخلوا عن لبنان؟

عتب سعودي، بل غضب سعودي، على افرقاء لبنانيين، حلفاء لها لانهم لا يواجهون “حزب الله” على قاعدة الصاع صاعين، دون الاقتناع باسلوب “الراجمات التلفزيونية”.

بطبيعة الحال، هناك في المملكة الكثير من الحكماء الذين يدركون مدى قابلية لبنان للانكسار، بل وللانفجار، وكان لهم الدور الكبير في ضبط الايقاع الداخلي، بدءاً من تسمية الرئىس تمام سلام، لتشكيل الحكومة الانتقالية التي كانوا يعرفون انها ستمكث طويلاً، وانتهاء بالقبول بعقد جلسات الحوار بين تيار المستقبل و”حزب الله”.

غير ان التراشق الاعلامي بين الرياض وحارة حريك هو في تصاعد مستمر، ودون ان تتوقف المسألة عند حدود التراشق، بل ثمة اجراءات، وضغوط، الى درجة الاقتناع بأن اللوبي السعودي في الولايات المتحدة انفق مليارات الدولارات من اجل تمرير قانون العقوبات في الكونغرس، وبتلك السرعة القياسية، لزعزعة القاعدة الشعبية للحزب ودفعه الى ازمة مالية قاتلة.

جماعة سعودية غير راضية لا على اداء الرئيس سعد الحريري، ولا على اداء الآخرين الذين اذ يتهمون الحزب بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، لا يفعلون شيئاً لكسر هذا التعطيل، واذ يتهمون الحزب بالسيطرة على مفاصل الدولة يكتفون بالشكوى التلفزيونية لا اكثر ولا أقل.

لا بل ان قيادات في تيار المستقبل اذ تتحدث عن “سلوك سعودي مثير للانتباه” في ما يتعلق بقضية “سعودي اوجيه”، ترى ان مواجهة الحزب بالسلاح “غير واردة عندنا على الاطلاق، لاننا لا نريد حزب الله”، لتضيف ان من الطبيعي ان يكون هناك خلل في التوازن السياسي ما دام البعض يحمل السلاح والبعض الآخر بعيد عن ثقافة السلاح.

شيء ما يوصف بـ”الغريب” او “المستغرب” بين السعودية وتيار المستقبل. الغاز تحيط بالوضع السياسي كما بالوضع المالي لـ”الشيخ سعد”، ليترافق ذلك مع كلام عن حل الازمة السياسية والازمة المالية في وقت قريب.

في اجتماع وزراء الخارجية العرب لم “يهضم” البعض مواقف لبنان، لا سيما في ما يتعلق بتصنيف “حزب الله” منظمة ارهابية، يفترض بسلام ان يقف في القمة ويكون اول الموقعين على قرار التصنيف، ولا مشكلة ان وجد ان طريق المطار وقد اقفل بالاطارات المشتعلة، او ان يجد استقالة وزراء على طاولته، وبالصورة التي تحمله على التنحي تلقائياً عن منصب رئيس الوزراء.

اجواء القمة كانت عصبية وضاغطة، ليس لان كل مظاهر الرفاه قد غابت، وهذا ما اضفى ظلالاً كئيبة على المشهد، وليس لان معظم القادة لم يشاركوا بعدما كانت هناك تحذيرات من ان الامن الموريتاني ليس من الحرفية بحيث يستطيع التصدي لعملية ارهابية كبيرة، مع ان “فرقاً” من رجال الاستخبارات المتعددي الجنسيات انتشرت من مطار نواكشوط وحتى مقر انعقاد القمة. ثمة اسباب اخرى تتعلق بـ”صدمة البعض” من “هشاشة الاصطفاف”.

النهار: قمة نواكشوط بسبعة زعماء ويوم واحد التزام مكافحة الارهاب “أياً كانت صوره”

كتبت “النهار”: وسط الإنقسامات والأزمات المستمرة في المنطقة العربية، انعقدت القمة العربية السنوية في العاصمة الموريتانية نواكشوط في حضور ستة فقط من الزعماء العرب واختصرت الى يوم واحد بدل يومين كما كان مقررا.

وكان أعلن في وقت سابق عن مشاركة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ولكن اعلن لاحقاً انه لن يحضر “لاسباب صحية”. كذلك لم يحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب “اجندة داخلية مثقلة بالمواعيد”. لكن صحيفة “المصري اليوم” عزت اعتذار السيسي عن حضور القمة إلى كشف محاولة اغتيال كانت ستستهدفه في العاصمة الموريتانية.

ونسبت إلى مصادر طلبت عدم ذكر اسمها أنه وردت “معلومات مؤكدة” إلى رئاسة الجمهورية تفيد أن الرئيس السيسي سيتعرض لمحاولة اغتيال حال وجوده في موريتانيا، موضحة أن هذه المحاولة ليست الأولى تستهدف السيسي خلال جولاته الخارجية، وأنه بناء على تلك المعلومات تقرر عدم مشاركة الرئيس في القمة.

وقد حضر كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورؤساء السودان واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر، فيما أوفد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين رئيس الوزراء هاني الملقي.

وأكد الزعماء العرب في “إعلان نواكشوط” الذي اصدروه في ختام القمة “التزام تطوير آليات مكافحة الإرهاب أيا كانت صوره، وتعزيز الأمن والسلم العربيين، ودرء ثقافة التطرف والغلو ودعايات الفتنة وإثارة الكراهية”.

وشدد الإعلان على مركزية القضية الفلسطينية، وحض على تكريس الجهود للتوصل الى حل شامل وعادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية.

وأبدى ترحيب الزعماء العرب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية السنة الجارية، يمهد له بوقف جميع النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة على مجالها الجوي ومياهها الإقليمية وحدودها الدولية، وفق إطار زمني.

ودعا البيان الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد والتصدي للجماعات الإرهابية. وناشد الافرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد الى اليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.

وأعرب عن الأمل “في أن يتوصل السوريون إلى حل سياسي يعتمد على الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها”، وأكد “دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الارهابي”.

وتجدر الإشارة إلى أن جامعة الدول العربية أعلنت في شباط الماضي نقل اجتماعات القمة إلى موريتانيا، بعد اعتذار المغرب عن استضافة الاجتماعات التي كانت مقررة في نيسان الماضي.

المستقبل: سلام: لسنا محايدين في كل ما يمسّ أمن أشقائنا وخصوصاً “مجلس التعاون” العرب يدينون إيران و”داعش”

كتبت “المستقبل”: دانت القمة العربية السابعة والعشرون التي اختتمت أعمالها أمس اثنين: “داعش” وإيران. الأول لأنه ينفذ وتنظيم “القاعدة” “عمليات إجرامية ويحرّض على العنف والتطرفّ والإرهاب”. والثانية لأنها “تتدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية”. وبذلك جَمَع القادة العرب في بيان واحد ما سبق وأعلنوه مراراً وتكراراً “بالمفرّق”، وحدّدوا “خارطة موقف” وإن لم يحدّدوا خارجة طريق إزاء “خطرَين” تناوب معظمهم على الإسهاب في مقاربة انعكاساتهما على المجتمعات العربية.

اللواء: قمّة نواكشوط لبنانياً: إلتزام الأمن العربي وتنسيق مع الأردن للمناطق الآمنة ربط مزارع شبعا بالقرار 242.. والمزاج الشعبي لا يراهن على الإتفاق على عون في آب

كتبت “اللواء”: قبل أيام قليلة من نهاية شهر تموز، وبدء جلسات الحوار على مدى ثلاثة أيام في عين التينة، في 2 و3 و4 آب، خفت صوت الضجيج العوني حول “امكانية جامحة” للتوصل إلى تفاهم وطني على انتخاب النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

وبدت الساحة المسيحية تحت وطأة العودة إلى “حرارة الانقسامات والاتهامات”، في ظل ما يمكن ان يوصف بأنه إعادة تموضع وتجاذب: فالنائب سليمان فرنجية في الديمان مساء أمس لمدة ساعة عمل، خلال الخلوة مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي.

وفي المعلومات المعممة عن الخلوة والتي استعيض بها عن تصريح للنائب فرنجية، ان الفراغ في سدة الرئاسة الأولى كان الموضوع الرئيسي، لا سيما وأن زيارة فرنجية للديمان جاءت بعد لقائه وفداً من حزب الله ضم مساعد الأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل ووفيق صفا.

الجمهورية: مطالب لبنانية للمساعدة في ملف النزوح… وجلسة اللجان مُهدَّدة بالتطيير

كتبت “الجمهورية”: لولا الإشارة إلى قضية النازحين بشمولية، والمطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من كلّ الأراضي العربية المحتلّة بما فيها الجولان العربي السوري والأراضي المحتلة في جنوب لبنان إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، لَجاءَ بيان القمّة العربية في نواكشوط خلواً من أيّ إشارة إلى لبنان الذي طالبَ خلالها بإنشاء صندوق للدول المضيفة للنازحين، وهو في مقدّمهم، ولكنّ البيان الختامي جاء عامّاً وشاملاً في هذا الاتّجاه من دون كشفِ أيّ تفاصيل.

إقترَح رئيس الحكومة تمام سلام أمام القمّة “تشكيل هيئة عربية تعمل على بلورة فكرة إنشاء مناطق إقامة للنازحين داخل الأراضي السورية، وإقناع المجتمع الدولي بها” ودعا، في انتظار تحقيق ذلك، إلى “إنشاء صندوق عربي لتعزيز قدرة المضيفين على الصمود، وتحسين شروط إقامة النازحين الموقتة”.

وشدّد على الطابع الموقّت للوجود السوري، معلناً أنّ لبنان “ليس بلد لجوء دائم، وليس وطناً نهائياً إلّا لأهله”..

وذكّر سلام المؤتمرين بأنّ لبنان “تعرّض لموجة إرهاب عابرة للحدود، وعلى الرغم من أزمتنا السياسية، التي حالت حتى الآن دون انتخاب رئيس للجمهورية، تمكّنا من التصدّي لهذه الظاهرة التي تنشر العنف بلا أيّ وازع ديني أو أخلاقي”.

وقال: “إنّنا مطالبون بالخروج من موقف الدفاع في وجه هذا الوحش، وتجنيد كل الطاقات الأمنية والسياسية والفكرية لمحاربته بكلّ الأشكال”. وأكّد “حرص لبنان الدائم على المصلحة العربية العليا، وتضامنَه مع أشقائه العرب في كل قضاياهم المحقّة”.

وقال: “نحن لسنا محايدين في كلّ ما يمس الأمن القومي لأشقائنا، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، ونرفض أيّ تدخّل في شؤون البلدان العربية ومحاولة فرض وقائع سياسية فيها، تحت أيّ عنوان كان”. وشدّد على أنّ “لبنان لم يعتَد من إخوانه العرب، إلّا تعامل الشقيق الأكبر، المتفهّم لواقعه، الداعم لتماسكِه، والحريص على تجربة العيش الواحد بين الطوائف والمذاهب فيه”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى