التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 22/7/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
22 تموز – يوليو/ 2016
المقدمة
اتجهت معظم الانظار والاهتمامات الاسبوع الماضي صوب مؤتمر الحزب الجمهوري، وترشيحه دونالد ترامب رسميا ويلقي التحليل نظرة فاحصة على المؤتمر وما رافقه ويشهد من انقسامات افقية وعمودية، التي تجسدت امام الجميع طيلة ايام المؤتمر.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
تركيا: الانقلاب وتداعياته
اعاد معهد كاتو تذكيره لصناع القرار بأن الازمة الجديدة في تركيا تبرهن مجددا ما ينبغي على الولايات المتحد تفاديه من تدخل في شؤون الدول الاخرى. واوضح ان العلاقة الثنائية بين واشنطن وانقره “تدل على مدى صعوبة التراجع عن التدخل حالما يبدأ المسار، وواشنطن تتدخل بثبات لتغيير خريطة الشرق الاوسط وما يستدعيه من مساعدة تركية.” واستطرد بالقول انه لا يدعو لانكفاء الولايات المتحدة او انتهاج سياسة تعزلها عن العالم “لكن ينبغي عليها التخلي عن سياسة تغيير العالم بالقوة.” وتساءل المعهد عن حكمة واشنطن في الاستمرار “بدعم واحتضان رجل لا يمكن الوثوق به.”
استقرأ معهد كارنيغي الصعوبات “المؤلمة في الداخل التركي، لا سيما في سيادة الحكم والقانون والاستقطاب” بعد الانقلاب. وندد المعهد بنية الرئيس التركي “تفعيل عقوبة الاعدام مما قد يؤدي لتعليق الاتحاد الاوروبي مفاوضات انضمام تركيا.” واضاف ان “الاخطر من ذلك شن (اردوغان) حملة مطاردة ضد مؤيدي رجل الدين المبعد فتح الله غولن المشتبه بهم.”
http://carnegieeurope.eu/publications/?fa=64101
كما تناول معهد كارنيغي انقلاب تركيا والذي “سينجم عنه خياران في المدى القصير. قد يمضي الرئيس اردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في استثمار النجاح في افشال الانقلاب لتمرير برنامجهم الرامي لاقامة نظام رئاسي .. بيد ان هذا الخيار يواجه صعوبات جمة، مما يعيد الى الاذهان الاجواء السياسية عقب قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الاوروبي.” الخيار الاخر هو ما يترتب على “تركيا من تداعيات وعدم قدرتها الاستجابة لمناخ عدم الاستقرار والاستقطاب الحاد بالنظر الى التحديات الأمنية والسياسية الهائلة.”
http://carnegieeurope.eu/strategiceurope/?fa=64117
اعرب معهد الدراسات الحربية عن قلقه من انحدار تركيا نحو مثال الباكستان، اذ قد يؤدي الانقلاب الى “لجوء اردوغان لمسلحين لا يخضعون لسلطة الدولة لتوفير الحلول الأمنية .. ومن شأن قوات المسلحين اما ان تكون ملحقة بالقوات المسلحة التركية اويوكل لها مهام شريك مرحلي لاردوغان في مرحلة اعادة البناء والهيكلة.” واوضح المعهد ان الرئيس التركي “قدم الدعم لتنظيم القاعدة والمجموعات الملحقة في سوريا، وللقيادات العليا التحرك بحرية نسبية في تركيا .. كما انه الراعي الرئيس لاحرار الشام.” وحذر المعهد من الاستمرار في السياسة الراهنة “بالاعتماد على القاعدة لتحقيق اهداف أمنية لتركيا .. كما ان مناخ حرية التحرك من شأنه تحويل تركيا الى دولة راعية للارهاب؛ على غرار باكستان.”
http://www.understandingwar.org/backgrounder/how-turkey-could-become-next-pakistan
زعم معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ان الرابح الاول من انقلاب تركيا هو الرئيس الروسي بوتين نظرا “لخشيته من اي انقلاب يحاول الاطاحة بحاكم استبدادي؛ وقناعته بأن الولايات المتحدة تقف وراء الانقلاب .. ولا يزال مستقبل تركيا غير مؤكد، ولكن بوتين بارع في تحويل مثل هذه الحالات لمصلحته.” وخلص بالقول ان اجراءات اردوغان القمعية “قد تعقد علاقاته مع الغرب .. وفي داخل صفوف الجيش قد يعني ذلك الغاء امكانية اعتماد “الخطة ب” في سوريا من جدول الاعمال.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/how-the-failed-turkish-coup-helps-putin
كما تناول معهد واشنطن تداعيات الانقلاب التركي في دراسة اضافية عبر فيها عن قلقه من ان يؤدي الانقلاب الى “اطلاق عنان حركات الدين السياسي في الشارع.” واعرب عن اعتقاده بأن الرئيس التركي “ربما يلجأ لتطويع تلك الحركة” لملاحقة ما تبقى من فلول الانقلاب “او استثمار الزخم الشعبي للتهيؤ لخوض انتخابات مبكرة تضمن فوز حزب العدالة والتنمية بالاغلبية المطلقة وتعديل الدستور” بما يتسق مع طموحات اردوغان. واضاف ان جرت الرياح كما يشتهي اردوغان بمناصب “رئاسة الدولة، وزعيم الحزب الحاكم، فمن شأنه ان يرفع مكانته الى اقوى شخصية في تركيا .. منذ الخمسينيات.”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/troubling-forces-unleashed-in-turkey
اليمن
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الازمة اليمنية من الزاوية الأمنية “والعقبات التي تعترض بناء جيش وطني، اهمها الصراع شبه الدائم بين فريق يسعى لتعزيز سلطات الدولة، وفريق عزز نفوذ القبائل التقليدية في السياسة .. وانعكاسته على مؤسسة القوات المسلحة.” واضاف ان العقبة الكبرى الاخرى تتمثل في ان الصراع “ليس ثنائيا بين فريقين، بل متعدد الاقطاب يشهد تعاونا بين مجموعات محددة على بعض القضايا، وتنافرهما على قضايا اخرى؛ ناهيك عن تقلب موقف كل مجموعة على حدة.” وخلص بالقول ان تلك العوامل “تفسر لغز المأزق الراهن، واستعصائه عن الحل، مما يحيل السلام المنشود” الى هدف بعيد المنال.
https://www.csis.org/analysis/challenges-building-national-army-yemen
ايران
زعمت مؤسسة هاريتاج انه مع الكشف مؤخرا عن “ملحق سري للاتفاق النووي (ينص على) تخفيف العقوبات بعد انقضاء 10 سنوات فقط،” واضافت على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية، مارك تونر، ان الملحق “اطلعت عليه الدول المشاركة في المفاوضات، واقراره انه تم حجب التفاصيل عن التداول العام.” واوضحت ان وزير الخارجية الايرانية، محمد جواد ظريف “كان اشد حماسا للملحق المفرج عنه .. مدعيا ان (مضمونه) تم صياغته من قبل ايران، اذ انه محطة فخر واعتزاز.” واثنت المؤسسة على تفسير الوزير الايراني “الذي يتيح لايران الفرصة لتعزيز انتاجها من اليورانيوم المخصب بمباركة من ادارة الرئيس اوباما ..”
http://dailysignal.com/2016/07/20/the-iran-nuclear-deal-continues-to-unravel/
منطقة الخليج
قضية استقرار الاوضاع في الخليج كانت من ضمن اهتمامات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية معتبرا ان “عموم المنطقة شهدت تغيرات جذرية في أهمية الموقع (الجغرافي) وقطاع التربية وفرص العمل .. واضحت تسابق المدينية.” واضاف ان اتباع “طوائف مختلفة ومجموعات اثنية وعنصر القبائل تعرضت اما للتشرد او تقريبها لبعضها البعض.” وحذر من التحولات التي طرأت على “منطقة الخليج واحالتها الى الاعتماد الكبير والخطير على عوائد النفط والاقتصاد الريعي.” وخلص بالقول ان انهيار اسعار النفط “كشف عن (خطورة) العامل الاقتصادي وربما تحوله الى خطورة توازي العنف .. واحالة الثراء النفطي الى عوز وفاقة فيما يخص دخل الفرد.”
https://www.csis.org/analysis/stability-and-instability-gulf-region-2016