العميد حطيط للشرق الجديد: اردوغان استفاد من الانقلاب وتركيا اليوم على مفترق طرق
اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط ان اردوغان استفاد من محاولة الانقلاب التي استطاع ان يحتويها والذي بعد ان تبين انه كان على علم بها قبل ساعتين من انطلاقها بات يعتبر بالمنطق القانوني انه شريك سلبي فيها، اي انه مساهم بسكوته عليها مساهم في انتاجها.
ورأى العميد حطيط في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان اردوغان استثمر هذه المحاولة التي استطاع بالاستناد الى امتداداته الشعبية وما كان قد جهزه ضمن حزبه من دولة رديفة من ان ينفذ مشروعه القديم، والانتقال بالدولة من الحالة العلمانية الاتاتوركية الى الحالة الاصولية الاردوغانية التي يحلم بها وان ينفذ كل الملفات التي كان قد حضر لها من اجل عملية التطهير، وهو في هذا الامر عندما ينطلق بعملية التطهير هذه يكون قد وضع تركيا امام خيارين اما ان ينجح في عملية التطهير وتنقلب تركيا من حال الى حال وتطوى تركيا العلمانية لتحل مكانها تركيا الاصولية الاخوانية التي لها استراتيجيتها او ان يصطدم بعقبات صعوبة التنفيذ وعندها يحصل الانفجار العام في تركيا التي يطيح باردوغان وبأحلامه ومشاريعه، وبالتالي تركيا اليوم على مفترق طرق ولا يظنن احد بان اردوغان قد نجح حتى الان وان الامور استتبت له فان تركيا الان على مرجل تحته نار تكويه وعلى هذا الاساس نقول ان الامور في تركيا قابلة على احد احتمالين متناقضين كما ذكرت.
وتابع حطيط قائلا: “اما الانعكاسات المباشرة، فكيفما كانت الحال سواء نجح اردوغان واستتب الامر له أم لم ينجح وحدث الانفجار، فالخطر المباشر للحالة التركية على ملفات الاقليم هو خروج تركيا وانكفاؤها لفترة زمنية محددة اقلها ثلاثة اشهر، وقد تمتد الى أكثر من ذلك هي مرحلة ستكون تركيا منشغلة بنفسها عن غيرها ويكون بذلك راحة لسوريا والعراق وسنجد اردوغان مضطرا بشكل او باخر اما ان ينسحب تسللا من الميدان السوري ويتراجع علانية من الميدان العراقي ويقفل حدوده او ان يبقي غباءه هو الحاكم، وعند ذلك ستتدفق الجماعات الارهابية التي رعاها يوما الى الداخل التركي وتجد مرتعا لها في حال الانفجار او طلبا من اردوغان لها حتى تخدمه في الميدان لذلك كيفما كانت الحال فان الجنون الذي يمارس به اردوغان سياسته الانتقامية لن يكون بمنأى عن ردة فعل قاسية سواء حصلت اليوم او تأخرت الى الغد”.