مقالات مختارة

ساعة طيران فوق الجولان هزت أميركا واسرائيل رضوان الذيب

 

ساعة طيران لطائرة من دون طيار فوق الجولان المحتل ومجدل شمس هزّت اسرائيل وواشنطن، واستدعت استنفارات، ومجلس حرب للعدو الاسرائيلي، وصفارات انذار، وكانت «ساعة الطيران» اكبر رسالة استراتيجية ونوعية للعدو الاسرائيلي منذ حرب تموز، وخلقت «توازن رعب» جوي، يوازي «توازن الرعب، الارضي وما بعد… بعد» حيفا ومفاعيل ديمونا النووي.

وحسب مصادر متابعة، فان جبهة الجولان المحتل شهدت تطوراً بارزاً ونوعياً ورسالة واضحة للعدو الاسرائيلي بأن «معارلة الردع في لبنان وجنوبه انتقلت الى الجولان»، «وان اي اعتداء اسرائيلي على سوريا وعلى اي مقاوم لن يمر دون عقاب، وسيقابل بالرد» «العين بالعين» وها هي دماء سمير القنطار ونجل الشهيد القائد عماد مغنية والمستشارين الايرانيين والجيش العربي السوري بدأت تعطي ثمارها، وبدأ فعلهم الميداني يظهر على الارض عبر معادلات جديدة في الصراع، وكما كانت البداية في الجنوب عبر «الوخزات بالابر المتلاحقة» فان هذه المعادلة ستنتقل الى الجولان، وها هي جبهة تفتح ضد اسرائيل من حاصبيا الى الجولان، وستؤدي الى مأزق كبير للعدو، فعصر التحرير في لبنان بدأ عام 1982 مع خروج الاسرائيلي من بيروت وتوج بالتحرير عام 2000 بعد 18 سنة من النضال، فان عصر «الوخزات بالابر» سينتقل الى الجولان وسينتج انتصاراً ومعادلات جديدة، وهذا هو الجوهر الحقيقي للصراع ضد اسرائيل والتكفيريين، والنصر صبر ساعة.

وحسب المصادر «حرب رسائل كبرى بدأت من الجولان ووحدها اسرائيل فهمت الرسالة، حيث جاء انطلاق الطائرة بالتزامن مع اعلان اسرائيل بدء اكبر مناورة جوية وبرية في الجولان، وجاء الرد الاستباقي على هذا الاعلان ليربك كل الحسابات الاسرائيلية، حيث حلقت الطائرة لمدة ساعة فوق الجولان المحتل ومجدل شمس، ولم تتمكن منظومة صواريخ «باتريوت» من اسقاطها ولا صواريخ جو – جو وهذا ما يؤكد الى ان العقل العربي والاسلامي تفوق على كل التكنولوجيا الاميركية والاسرائيلية، وستدرس اميركا واسرائيل ما جرى لسنوات وسنوات.

ما جرى في الجولان وحسب المصادر المتابعة سيرسم خطاً أحمر في الصراع، وسيجبر اسرائيل على الاستنجاد بموسكو عند كل تطورات في الجولان، وبالتالي فان عملية التحليق خطوة نوعية وتكشف عن قدرة المقاومة على ضرب اي هدف في فلسطين المحتلة رغم ان هوية الطائرة بقيت مجهولة في ظل احتمالات ان تعود لحزب الله، لكن موقع «ديبكافابلز» الاسرائيلي والمقرب من الاستخبارات العسكرية حسم الجدل وأكد ان الطائرة ايرانية، وان الطائرة التي حلقت من دون طيار في 17 تموز في شمال اسرائيل «فلسطين المحتلة» هي من طراز «يسير» ايرانية الصنع وتم اطلاقها من قاعدة لحزب الله في اعالي القلمون وبالتحديد على بعد 60 كلم من وسط الجولان. لكن الموقع الاسرائيلي لم يوضح ما اذا كان مطلقو الطائرة ايرانيين ام من حزب الله.

ووفق المصادر «فيمكن لهذه الطائرة ان تحلق على علو 5000 قدم، وتبقى لمدة 8 ساعات في الجو، كما ان مميزاتها القيام بمناورة استثنائية على عكس الطائرات بدون طيار العادية. وذلك بفضل الانظمة الاميركية المتطورة التي اكتشفتها ايران بعد اسقاطها طائرة «سكاي ايغل» الاميركية في 17 كانون الاول 2012»، ويضيف الموقع الاسرائيلي «ان التطوير الجوهري في الطائرة، اجري في اطار تعليمات من اخصائيين صينيين في الحرب الالكترونية، ومدوا ايران في خبراتهم التقنية».

واشار الموقع الى ان الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو التابع له، وسلاح الجو الاميركي والغربي، قلقون من مدى امكانية الايرانيين بتصنيع نماذج مقلدة، ومختلسة من «سكاي ايغل» الاميركية وجميع هؤلاء يراقبون الان الطائرة من دون طيار الايرانية، وكيف هربت من سلاح الجو الاسرائيلي ومروحياته والتملص من صواريخ باتريوت و«جو ـ جو» و«جو ـ ارض»، قبل ان تعود لسوريا، بعدما حلقت لحوالى ساعة فوق الجولان وصورت كل شيء.

واللافت وحسب الموقع بانه «عندما زار رئىس القوات الجوية الروسية طهران 2013، قدم له الايرانيون هدية وهي عبارة عن طائرة من دون طيار، كان قد وضع الايرانيون بداخلها انظمة اميركية متطورة».

الرسالة وصلت، حسب المصادر المتابعة، واسرائىل ستجهد «لفك لغزها» ومضامينها الكبيرة، وما حصل هو تطور عسكري استراتيجي، وبالتالي بدأت المقاومة عصراً جوياً جديداً، وتوازناً جوياً، بعد ان كان هذا العامل لصالح اسرائىل كليا وعملت المقاومة جاهدة لكسر هذا التفوق، ونجحت في تجربتها الاولى رغم ان المقاومة لم تصدر اي بيان، ولم تعلن موقفاً او كلمة على ما جرى وتركت الامر للمحللين… والايام المقبلة ستكشف كل شيء.

اسرائيل فهمت الرسالة جيداً ورد نتنياهو «بأننا لن نسمح بحرب تموز جديدة في الجولان وبمعادلات تكسر طبيعة الوضع القائم حالياً وبأننا سنرد على اي استفزاز لجنودنا في اي مكان». وهذا الرد يكشف مدى الارباك الاسرائيلي.

المعادلة بدأت تتغير في الجولان والهدوء الذي ساد الجبهة منذ عام 1973 بعد حرب تشرين بدأ يتغير وهذا المشهد لن يكون لصالح العدو الاسرائيلي مطلقاً مع سقوط زخات الصواريخ على الجولان المحتل اذا حاولت اسرائيلي تجاوز الخطوط الحمراء.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى