شؤون لبنانية

روكز: يجب أن يكون لبنان قويا من خلال قياداته

 

امل قائد فوج المغاوير السابق العميد الركن شامل روكز أن يكون على قدر آمال الشعب اللبناني، واكمال رسالته التي إنطلقت من المؤسسة العسكرية في خدمة الوطن، على الرغم من الظروف الصعبة والإنشقاق العامودي الذي يعيشه البلد .

وفي كلمة له باللقاء الذي نظمته “جمعية الطاقات الشبابية للتنمية”، في مكتبها في جبيل تحت عنون “العالم لا يحتاج إلى النصائح بل إلى القدوة”، وذلك ضمن برنامج مشروعها “لقاء مع قدوة”، أكد “أن عنوان قدوة يحمله مسؤولية كبيرة من منطلقاته الأساسية وهي المبادىء والثوابت والأسس والرصانة وغيرها، ومن الضروري لأهل القدوة أن يتشبثوا بها ويطبقوها بالرغم من الأوضاع الضبابية“.

ورأى أن “مفهوم لبنان القوي هو أن يتمثل بقدراته وطاقته وشبابه وثوابته، وهذه الشعارات عشتها بكل الظروف التي مرت على لبنان منذ العام 1988 حتى الآن”، آملا أن “تبقى هذه المبادىء مترسخة أكثر وأكثر لآنها توصل إلى الطريق الصواب، لبنان القوي يعني أن يعيش المواطن بكرامته وعزة نفسه وعنفوانه، وليس مواطنا متسكعا ومستجديا، والكرامة هي أن تبقى تتمرد دائما على الباطل والتفتيش عن الحق، لبنان القوي يعني الحفاظ على المؤسسات النظيفة والقوية والالتفاف حول هذه المؤسسات، والتمرد على المؤسسات التي تبتز المواطن وتفرط بحقوقه، لبنان القوي بقياداته، ونأمل أن يتم إنهاء الفراغ الذي نعيشه في موقع رئاسة الجمهورية لأنه بالرغم من كل الكلام حول صلاحيات الرئيس يبقى هذا الموقع المفتاح الأساسي لانتظام عمل المؤسسات، رئاسة الجمهورية التي نريدها هي الإنسان القوي النظيف النزيه الذي يحظى بشعبية على إمتداد كل الوطن، ويجب أن يكون لبنان قويا من خلال قياداته وخصوصا رئيس الجمهورية“.

وأعتبر روكز أن “حلم لبنان القوي أمامه تحديات كبيرة في الوقت الراهن، وأولى هذه التحديات هي الفساد المستشري في مؤسسات الدولة التي يجب أن تكون في خدمة المواطنين”، داعيا الى “التصدي لهذا الفساد للتمكن من خلق وطن يليق بكرامة اللبنانيين“.

أضاف أنه “يجب التمرد على الوضع القائم من خلال التصويت في صناديق الإقتراع لكي تأتي طبقة سياسية جديدة تحافظ على حق وكرامة ومستقبل وثوابت اللبنانيين”، لافتا إلى أن “الإنتخابات البلدية كانت فرصة لكي يعبر المواطن عن رفضه للجو العام”،آملا أن تكون “الإنتخابات النيابية في الربيع المقبل فرصة للبنانيين للتمرد على الطبقة السياسة الفاسدة ومحاسبتها“.

ورأى أن “التحدي الذي يواجه لبنان اليوم هو الإرهاب الذي يشكل خطرا كبيرا على البلد، في ظل الظروف السائدة على الحدود اللبنانية السورية، والمجموعات الإرهابية والمخيمات العشوائية التي تأوي النازحين السوريين، هذا الإرهاب يمكن أن يكون موجودا داخل هذه المخيمات، أو خلايا نائمة في مناطق معينة ، ما يحتم على الجميع اليقظة الدائمة ووضع أنفسهم بتصرف الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والالتفاف والتضامن معهما، وهذه الطريقة الوحيدة والأساسية لمحاربة ومكافحة الإرهاب“.

وتطرق روكز إلى “أزمة النزوح السوري التي اعتبر أنها تشكل تحديا كبيرا للشعب اللبناني على كل المستويات، أولها على المستوى الديمغرافي بعدما بات النازحون يشكلون أكثر من ثلث الشعب اللبناني وينتشرون في المناطق اللبنانية بطريقة عشوائية، وإننا نتفهم ظروفهم الصعبة لكنها تؤثر سلبا على الوضع الإجتماعي للمواطن اللبناني وديمغرافيا بالنسبة للبلد ، كما انها تؤثر من ناحية ثانية على البنى التحتية على صعد الماء والكهرباء والتعليم والسير على الطرقات”، داعيا “الدولة اللبنانية إلى تنظيم وضبط هذا الوجود على الأراضي اللبنانية بطريقة يستطيع فيها النازخ أن يعود إلى بلده بطريقة آمنة“.

ورأى أن “التحدي الرابع هو الأزمة الإقتصادية التي يعيشها اللبنانيون التي تخلق مشكلة في الموازنة والدين العام وهجرة الشباب اللبناني وبطالة في العمل، كما أن حركة النزوح السوري والركود الإقتصادي نتيجة الظروف السياسية يؤثرا سلبا على الإقتصاد اللبناني”، معربا عن “تفاؤله بحل الأزمة بعد عودة عمل مؤسسات الدولة إلى إنتظامها”. ولفت إلى أن “لبنان سيكون منطلقا لإعادة إعمار سوريا الجديدة في البنى التحتية الإعلامية والمصرفية وغيرها، وسيكون هناك فرص للاستثمار وعمل للشباب اللبناني في المناطق السورية المدمرة“.

كما رأى أن “القطاع المصرفي هو ضمانة للاقتصاد اللبناني وللانماء في البلد، ويجب على مؤسسات الدولة ان تسخر قدراتها في سبيل تسهيل أمور المستثمرين في لبنان”، مؤكدا أهمية “إستثمار المغتربين اللبنانيين لنهوض الإقتصاد اللبناني، وعلى إعادة ربط هؤلاء المغتربين بالمجتمع اللبناني وإعادتهم إلى جذورهم، لما لهم من قدرات كبيرة في إعادة نمو ونهضة الإقتصاد اللبناني في المستقبل“.

ودعا الشباب إلى “الإصرار والصبر والتمرد على الرغم من كل الظروف الصعبة، لأنه بهذه الروحية يمكن أن تخلق نقله نوعية ومهمة لتغيير الواقع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون”، مؤكدا “ثقته بالشعب اللبناني بعد الإختبارات التي عاشها في المؤسسة العسكرية على صعيد كل الوطن تجعله متعلقا بكل شبر من أرض لبنان”. وشدد على أنه “عندما تحصل أي أزمة أو تعد على أرض الوطن يجب أن يهب الشباب للدفاع عن أرضهم وقراهم وخصوصا على الحدود، وأن نتوحد ونساعد بعضنا البعض كلبنانيين“.

ودعا إلى “تنسيق الجهود بين وزارة الداخلية والبلديات وشرطة البلديات وتوسيع صلاحيات هذه البلديات لضبط أوضاع النازحين السوريين في المناطق اللبنانية”، منوها “بالجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية وخصوصا فوج المغاوير في الدفاع عن تراب الوطن“.

وحول ترشحه لرئاسة الجمهورية أكد “أن رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون هو المرشح لرئاسة الجمهورية وستكون له الكلمة الفصل في هذا الموضوع“.

وحول وجود تجاذبات داخل التيار الوطني الحر، أكد روكز أن “هناك تيارا وطنيا واحدا ورئيسه الوزير جبران باسيل، وكل ما يحكى ويقال عن تجاذبات داخل التيار ليس صحيحا وأنا بعيد عن هذه التجاذبات وليست معنيا بالموضوع على الإطلاق وبعيد عنه، يمكن أن هناك تباينات وخلافات في الرأي في التيار وهذا أمر ديمقراطي ووسائل الإعلام تضخم الأمور كثيرا“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى