بقلم غالب قنديل

تركيا وسورية

غالب قنديل

التصريحات التي صدرت عن رئيس الوزراء التركي اعتبرت اعلانا صريحا عن احتمال قيام السلطات التركية بقيادة انقلاب سياسي وميداني شامل في الحرب على الجارة التي فتحت حدودها واسواقها لتركيا ولبضائعها قبل سنوات ولم تحصد غير سكاكين الغدر واللصوصية والتآمر فقد كانت حكومة انقرة راس حربة العدوان الكوني على سورية بقيادة الإمبراطورية الاميركية .

هل يمكن ان تنقلب حكومة العدالة والتنمية على نفسها كثمن لتطبيع علاقاتها مع روسيا ولتطويرها مع إيران؟ وهما شريكاها الاهم اقتصاديا والاقرب جغرافيا ام لان الرهان على كسب الحرب ضد سورية وشعبها ورئيسها بات خيارا خاسرا تزداد كلفته الاقتصادية والسياسية ومخاطره الكيانية على تركيا ؟!

لا تحسد حكومة يلدريم على ما ورثته من تورط اردوغان وتابعه اوغلو في مخطط ضرب سورية فاليوم يرتد ارهاب داعش مدللة انقرة الى العمق التركي وتحوي معسكرات الاخوان واعوانهم عشرات آلاف المخربين والمهربين بينما يشتد الاختناق الاقتصادي بفعل تراجع الصادرات وتفاقم الركود والكارثة التي اصابت السياحة نتيجة الازمة مع روسيا والهجمات الداعشية المرتدة في حين يتمادى الفالق الزلزالي الكردي في حال توتر وفقدان ثقة تام.

نعم انها لعنة سورية والاستمارة التي يتضمنها دفتر الشروط السوري كبيرة وبعدة صفحات والتصريحات الاخيرة تقابل بحذر شديد في دمشق التي تقيس المواقف بالأفعال كما تبين من ادارتها الحذرة للعلاقة بالاتحاد الاوروبي حيث اختارت سورية ايطاليا كشريك لفتح صفحة جديدة وبنت طريق انفتاح اوله اعلان صريح لمراجعة الحسابات ورغبة واضحة في التعاون علانية وتاليه لوائح التزامات تنطلق من تفكيك منصات العدوان وباولوية محاربة الارهاب والامتناع عن انتهاك السيادة والاستقلال.

لائحة الالتزامات التركية ستكون طويلة ومتشعبة ولذلك لم تلاقي دمشق رسائل انقرة بانهيار عاطفي بينما تراقب استمرار تدفق الارهابيين واسلحتهم عبر الحدود الى مناطق القتال بين الجيش العربي السوري والقوى المؤازرة من جهة ومن الجهة الثانية الفصائل القاعدية وحلفاؤها الذين بينهم وحدات تركية كاملة في التشكيل والتدريب والتسليح والقيادة.

اغلاق الحدود ووقف الامدادات المالية والعسكرية للفصائل متعددة الجنسيات واغلاق المعسكرات والمكاتب السياسية والاعلامية وتسليم مطلوبين ولوائح اسمية لدمشق كل ذلك وغيره ينتظر الدريم وحكومته اذا صدق ادعاء التوجه لتصحيح العلاقة السورية التركية التي قد تنضج على نيران معارك حلب التي تقتلع مخالب اردوغان وتكسر انياب وحش التكفير الذي يرعاه لتدمير الجارة التي فاجأ صمودها الصلب سلطان الوهم العثماني واذهل جميع شركائه في الغرب والخليج حيث يرحل الجميع ويبقى الاسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى