شؤون دولية

بوتين يبرق لماي مهنئا بمنصبها الجديد

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء تيريزا ماي بتسلمها مهام منصب رئيس وزراء بريطانيا، وأعرب عن أمل بلاده في انطلاق حوار بناء يسم العلاقات بين موسكو ولندن

.

وورد في بيان عن الكرملين، أن الرئيس بوتين قد عبّر في برقية التهنئة التي بعث بها لرئيسة الوزراء البريطانية الجديدة، عن أمله في العمل المشترك معها لتطوير العلاقات بين روسيا وبريطانيا، ومعالجة القضايا الدولية.

وشرعت ماي لدى تسلم مقاليد منصبها، في تشكيل حكومة جديدة في البلاد بتكليف من الملكة إليزابيت الثانية، ليكون في مقدمة أولوياتها متابعة سير انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومعالجة تبعاته على الاقتصاد والسياسة وغير ذلك من مفاصل الحياة في بريطانيا.

وبالوقوف على طبيعة العلاقات التي ستؤسس لها ماي بين بلادها وروسيا، يجمع المراقبون، وحسب التصريحات الصادرة عنها قبل تسلمها مهام منصبها الجديد، على أنها سوف تحافظ في العلاقات مع روسيا على نفس النهج الذي سار عليه سلفها ديفيد كاميرون، رغم أنها ستبقى منشغلة، وحتى نهاية العام على أدنى تقدير، بتشكيل الحكومة الجديدة وصياغة المواقف البريطانية لانسحاب لندن التدريجي من الاتحاد الأوروبي.

وفي تحليل مواقف ماي تجاه روسيا، تستعيد الذاكرة ما أكدته مؤخرا أمام أعضاء برلمان بلادها وهي وزيرة للداخلية، حول أن المشجعين الروس كانوا وراء معظم أعمال الشغب والصدامات التي شهدتها مارسيل الفرنسية خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية مؤخرا، معتبرة أنه على السلطات الروسية اتخاذ الإجراءات اللازمة بما يخدم منع تكرار ما حدث، وكأن ما جرى كان على الأراضي الروسية، لا في بلادها.

وما هو أهم من شغب المشجعين الروس لدى التكهن بطبيعة العلاقات التي ستقيمها ماي مع موسكو، يعيد المراقبون إلى الأذهان الاتهامات الصريحة التي وجهتها للسلطات الروسية بالوقوف وراء مقتل ضابط المخابرات الروسي المنشق ألكسندر ليتفينينكو في بريطانيا، معتبرة أن “قتله جاء بإيعاز مباشر من السيد باتروشيف /رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي/، تنفيذا لأوامر أصدرها الرئيس بوتين“.

وعليه، يجمع فريق من متابعي العلاقات بين موسكو وبريطانيا على أنه لا يمكن استنادا إلى مواقف ماي وتصريحاتها تجاه روسيا، إدراجها في قائمة أصدقاء الكرملين، فيما يرجح فريق آخر منهم، أن تفتح رئيسة الوزراء البريطانية صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا، مع تسلّم مهام منصبها الجديد بما يحتّمه عليها ذلك من أعباء ومسؤوليات.

وبغض النظر عن طبيعة العلاقات التي ستؤسس لها ماي مع روسيا في مهامها الجديدة، فإن ما سيثقل كاهلها بالدرجة الأولى، رأب الصدع الحاصل في الصف البريطاني على خلفية إعلان الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ودرء خطر انفصال اسكوتلندا، وإيجاد مخرج من الاتحاد تحافظ من خلاله على وحدة بلادها وتمنع تشظيها.

تيريزا ماي، واحدة بين معمري السياسية في بلادها، وكانت بين المطالبين ببقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وخاضت حملة تؤيد عدم الانسحاب منه، إلا أنها تعهدت بعد استفتاء الانسحاب، بالعمل على قدم وساق للخروج من الاتحاد وعارضت تنظيم اقتراع ثان يستفتي البريطانيين على البقاء في الاتحاد أو النأي عنه، بل تعهدت بالعمل جاهدة على إنجاز إجراءات الانسحاب.

تيريزا ماي، ذات الـ59 عاما، هي المرأة الثانية التي تتولى رئاسة وزراء بريطانيا بعد مارغريت تاتشر التي قادت الحكومة البريطانية بين عامي 1979 و1990، فيما ظهرت مقارنات عديدة توازي بين السيدتين، حتى أعربت ماي عن دهشتها لهذه المقارنات.

يعرف عن تيريزا ماي عشقها الكبير للأحذية والملابس، وعلقت على تقارير وسائل الإعلام التي تحاول تسليط الضوء على “ولعها” هذا، بالقول: “بوسعك أن تفلح في تحقيق مسار سياسي ناجح، وعشق الأحذية والملابس في آن واحد“.

هذا، وصوت البريطانيون في استفتاء دخل تاريخ السياسة تحت اسم Brexit في الـ23 من يونيو/حزيران الماضي بنسبة 52 في المئة في صالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي رغم معارضة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء المستقيل الشديدة له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى