التقرير الأسبوعي لمراكز الابحاث الاميركية 8/7/2016
نشرة اسبوعية دورية تصدر عن مركز الدراسات الأميركية والعربية
8 تموز – يوليو/ 2016
المقدمة
عطلة “الاستقلال” الرسمية، مطلع الاسبوع، انعكست بتواضع حجم الاصدارات، بينما اتجهت انظار المؤسسة والنخب الفكرية الى تهيئة الاجواء لانعقاد مؤتمر قمة دول حلف الناتو، الأول في اوروبا الشرقية.
السباق الرئاسي اتسم بمزيد من الاستقطاب في صفوف الحزبين: المرشح المرتقب دونالد ترامب اثار زوبعة تكهنات سياسية لحصر قائمة مرشحين لمنصب نائب الرئيس، قبل ولوجه اروقة مؤتمر الحزب بعدة ايام معدودة.
ازمة المرشحة هيلاري كلينتون على خلفية بريدها الالكتروني عادت عليها بانباء مريحةـ لكنها سرعان ما تبخرت امام اصرار قادة الحزب الجمهوري على اعادة فتح التحقيق بعد اغلاقه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي – اف بي آي. سيستعرض قسم التحليل حيثيات قرار “التبرئة،” ورفض الحزب الجمهوري رسميا له وتداعيات ذلك على الانتخابات الرئاسية برمتها.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
قمة حلف الناتو
جملة قضايا سياسية وعسكرية مدرجة على جدول اعمال مؤتمر قمة دول حلف الناتو، الاسبوع المقبل، في وارسو، في ظل “ظروف دولية شديدة التعقيد وتنامي الاضطرابات وعدم الاستقرار،” من بينها “التهديدات الروسية؛ ازمة تدفق اللاجئين على اوروبا؛ الارهاب؛ وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.”
وعبر معهد المشروع الاميركي عن قلق عالي الوتيرة في واشنطن نظرا “لحالة الانقسام في المواقف من روسيا” ورؤية بعضها لروسيا كمصدر “تهديد للأمن،” مقابل فريق آخر يرى ان الاولوية ينبغي ان تركز على “مصدر القلق الآتي من الشرق الاوسط وشمال افريقيا .. (بزعامة) دول تنتمي لجنوبي وغربي اوروبا.” واوضح ان الاوضاع الاقتصادية في القارة الاوروبية ليس على افضل حالها “وتمضي دون وجهة محددة، يضاف اليها تخفيضات في الانفاق العسكري امتدت لعقدين من الزمن وتراجع ارادة الحفاظ على القدرات العسكرية.” وذكّر الدول المترددة ان “حلفاءنا الاوروبيين اخذوا علما لا شك بالمزاج الاميركي العام .. مفاده ان الحلفاء يمتطون العربة الاميركية مجانا” دون المساهمة في تحمل الكلفة. وعبر المعهد ايضا عن ضيق ذرعه لتلاشي جيل الديبلوماسيين المخضرمين “على ضفتي المحيط الهاديء الذين كانوا يبذلون ما استطاعوا للحيلولة دون تدهور الامور نتيجة سياسات غير مفيدة.”
http://www.aei.org/publication/warsaw-natos-high-noon/
تناول معهد جيرمان مارشال الالماني قمة الناتو في ظل تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مناشدا صناع القرار في بريطانيا “التأكيد على الاستمرار في لعب دور اساسي على المسرح العالمي .. خلال جولة المفاوضات المرتقبة للاعداد لخروج سلس.” واضاف انه من المنتظر ” مشاركة نشطة من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في وارسو للتأكيد على ان بلاده ستبقى تلعب دورا للتصدي لروسيا ومواجهة التحديات الأمنية الصعبة الآتية من حدود اوروبا الجنوبية.” واردف ان انخراط بريطاني نشط “في قمة وارسو سيطمئن الشعب البريطاني والحلفاء ايضا.”
http://www.gmfus.org/blog/2016/06/29/nato-summit-opportunity-unity-and-leadership-after-brexit
سوريا
دان معهد كارنيغي اطراف الصراع في سوريا على خلفية “تسييس مسألة المساعدات عبر التحكم بألية منح الاذون لوصول الاغاثة الانسانية او حجبها .. وتعطيل النظام وصول المساعدات للحيلولة دون قياتم مظام سياسي بديل” في مناطق خارج سيطرته “عقب جنح الثورة السياسية نحو العنف والتعصب المذهبي والتسلح.” وناشد الهيئات الدولية “ايجاد حل لهذا المأزق .. على الرغم من ان استمرار المفاوضات بهذا الشأن يثير انقسامات وسجالات حادة” بين صفوف منظمات الاغاثة المتعددة. وطالب المعهد الاطراف المعنية “ارساء قواعد اشتباك مشتركة؛ واعادة نظر جوهرية في نماذج الاغاثة المعتمدة حاليا .. على رأسها ممارسة ضغوط على جميع الاطراف، لا سيما النظام، للتوقف عن استخدام المساعدات سلاحا في الحرب.”
داعش
حذر معهد كاتو “حكومات وقادة دول الشرق الاوسط من ادارة الظهر” للتهديدات التي يمثلها تنظيم الدولة الاسلامية. واوضح ان “التباين والانقسام في المواقف نحو الحملة (الدولية) ضد داعش تعكس حجم مخاوفها من ان يؤدي زيادة منسوب الانخراط الى تعرضها لهجمات ارهابية.” وخص بالذكر “قادة تركيا الذين لم يتوصلوا لقرار بالسماح للتحالف المناهض لداعش استخدام قاعدة انجرليك” الا في منتصف العام الماضي. واعتبر المعهد ايلاء تركيا الاولوية لحربها مع الاكراد “اسلوب مناهض لمنطق الصراع خاصة عند الاخذ بعين الاعتبار ان القوات الكردية هي من ضمن القوى الاكثر فعالية في محاربة الدولة الاسلامية.” اما “السعودية ودول الخليج فقد شدت انظارها ليس لمجابهة تنظيم الدولة الاسلامية، بل الى الحرب الخاسرة في اليمن والصدام الاقليمي مع ايران.”
http://www.cato.org/publications/commentary/isis-attacks-should-be-wake-call-middle-eastern-leaders
تركيا
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تداعيات الهجوم الارهابي على مطار اسطنبول “والشعور بالتفاؤل الذي تولد لدى بعض اركان السياسة في واشنطن من ان يؤدي الى مزيد من التقارب” بين واشنطن وانقرة في الحرب ضد الدولة الاسلامية. واستدرك بالقول ان “التوقعات بتعاون وثيق بينهما يعيقها خلافاتهما حول سوريا .. اذ ان تركيا غاضبة من تعاون الولايات المتحدة ليس فقط مع الكرد السوريين بل وروسيا بطريق غير مباشر.” واضاف ان سياسة انقرة لا زالت “تولي الاولوية لتغيير النظام في سوريا، بصرف النظر عن الكلفة المرتفعة التي تكبدتها بالاضافة الى الابقاء على تقديم الدعم لمجموعات متعددة في قوى المعارضة بالاشتراك مع قطر والسعودية.”
الهجوم الذي تعرض له مطار اتاتورك كان ايضا محط اهتمام معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى معربا عن توقعه لجوء تركيا الى استخدام “اساليب قاسية نظرا لطبيعة الهدف الذي اصاب العاصمة الاقتصادية لتركيا” في مقتل، اضافة الى ان “الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لن يسمح لتنظيم الدولة الاسلامية بالاستمرار دون ان يدفع الثمن.” واوضح ان طموح اردوغان السياسي ارساء نظام رئاسي وحشد الدعم الشعبي له “يحتم عليه الرد بقبضة من حديد لاثبات حزمه.” وخلص بالقول انه نظرا لتلك العوامل، واخرى ايضا “فمن المرجح ان نشهد حملة اعتقالات واسعة وتعزيز مراقبة الحدود وشن غارات جوية تركية” ضد مواقع التنظيم.
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/tuesday-changed-everything
روسيا و”اسرائيل“
حذر المجلس الاميركي للسياسة الخارجية من “دفء العلاقات الثنائية بين روسيا واسرائيل .. التي جاءت ثمرة للفراغ السياسي في الشرق الاوسط الناجم عن سياسة فك ارتباط ادارة الرئيس اوباما بالمنطقة.” واوضح ان هناك تباين في رؤية كل من موسكو وتل ابيب لطبيعة وآفاق العلاقة بينهما “اذ ان الاولى تعتبرها لعبة سياسية صفرية بخلاف الثانية.” واضاف انه على ضوء ما تقدم “يمكننا توقع دخول روسي يرافقه جملة من المبادرات الرامية لدق اسفين بين تل ابيب وواشنطن؛ اي ان ثمن الصداقة الروسية هو تدهور الشراكة الاميركية الاسرائيلية .. مما يعزز صدقية القول المأثور بانه لا يوجد حلفاء دائمين بل مصالح أبدية.”