مصيدة الدبابات في وادي الحجير… عقدة اسرائيل للحرب المقبلة يحيى دبوق
برغم محاولاتها المتكررة، اسرائيل غير قادرة على انتاج صورة مغايرة لفشل جيشها في حرب عام 2006 في مواجهة حزب الله. الفشل والانكسار محفوران عميقاً في الوعي الجمعي للاسرائيليين، ولن تجدي اي محاولة للتغيير نفعا.
مع ذلك، بعد عشر سنوات على الحرب، تعيد تل ابيب الوعد بالانتصار في الحرب المقبلة، تماما كما وعدت في الذكرى الاولى للحرب عام 2007.. هذا العام يأتي التكرار بحلة جديدة، مع تهديدات غير مسبوقة، رغم الاقرار بمستوى الردع المتبادل الذي منع حتى الان نشوب هذه الحرب، بل ومنع الاعتداء الاسرائيلي على الساحة اللبنانية، رغم كل الحافزية الموجودة لدى صاحب القرار في تل ابيب.
في مؤتمر هرتسليا السادس عشر، قبل اسبوعين، الذي صادف الذكرى العاشرة للحرب بحسب التقويم العبري، رفع المسؤولون الاسرائيليون منسوب التهديد ضد حزب الله ولبنان كدولة، الى حدود غير مسبوقة، مع وعيد بتحويل لبنان الى «دولة لاجئين». وإن كان مستوى التهديد يؤشر الى مستوى القلق والخشية من قدرات حزب الله، ويسعى الى ردعه، الا انه لا يلغي السؤال عن السبب الذي تمتنع بموجبه اسرائيل عن البدء بالحرب والانتصار فيها، كما تعد، طالما انها جاهزة ومستعدة لها، وطالما ان تهديد حزب الله استراتيجي وغير مسبوق، ويستلزم منها ازالته؟
في الذكرى العاشرة لحرب 2006، كررت اسرائيل، كما في كل عام، استعراض مكامن الفشل في تلك الحرب، لتؤكد من جديد، وبشكل محدث، أنها قامت بمعالجة «الخلل»، وهي جاهزة لخوض الحرب المقبلة، بل والانتصار فيها. والرواية المتجددة حول الاستعداد والانتصار الموعودين، فجأة ومن دون مقدمات، قد تكون موجهة تحديداً الى الداخل الاسرائيلي بهدف الطمأنة، أكثر من كونها موجهة الى حزب الله.
أحد اهم الانكسارات الاسرائيلية في الحرب الماضية وأشدها قسوة على الجيش الاسرائيلي، كان اخفاق سلاح المدرعات في كل المواجهات، وتحديدا في الايام الاخيرة مع تفعيل «الغزو البري» الكبير. معارك وادي الحجير كانت احداها، حيث تسمّرت الدبابات في مكانها تنتظر الصواريخ الموجهة اليها، وعمدت اطقم هذه الدبابات للفرار منها، اذ تحولت الميركافا من المكان الآمن في حروب اسرائيل، الى المكان الاكثر خطرا على جنودها.
أمس، استعرض موقع «واللا» العبري معركة «صيد الدبابات» في وادي الحجير في نهاية حرب عام 2006 وانكشافها امام صواريخ الكورنيت لحزب الله. اشار الموقع الى ان ما ميّز معركة الحجير، انها حطمت فولاذ الميركافا ومنعتها من التقدم من دون ان تدري اطقمها من اين تأتيهم الصواريخ، و»مقتل الجنود الاسرائيليين ومشاهد الدبابات المدمرة هشمت اسطورة هذا السلاح وصورته اللتين رافقتاه على مدى سنوات طويلة».
واشار الموقع الى ان الجيش الاسرائيلي حقق في 59 استهدافاً للاليات العسكرية خلال الحرب، مع جمع ادق التفاصيل حولها. وتبين من التحقيقات ان صواريخ حزب الله اصابت 47 دبابة ميركافا (وأخرجتها من المعركة)، وفي 24 اصابة نجحت الصواريخ بالاختراق وفي الاغلب الاعم كان الاختراق قاتلا نتيجة انفجار الذخائر الموجودة داخل الميركافا، اذ قتل جراء ذلك 24 جنديا في معارك مختلفة، من بينهم 18 في خمس اصابات فقط.
ويقر الجيش الاسرائيلي، بحسب ما يرد في تقرير الموقع، انه في المعركة المقبلة مع حزب الله ستبرز صعوبة كبيرة في إمكان اختراق منظومات حزب الله المضادة للاليات، اما الحل فكان ان عمد الجيش الى رفع مستوى التدريبات التي يخوضها سلاح المدرعات، مع ادخال تكنولوجيا متطورة الى الدبابات (منظومة معطف الريح)، وبعض منها يعد مفاجأة لحزب الله.
الا ان الوعود الاسرائيلية للحرب المقبلة والتكنولوجيا المتطورة للدبابات، اضافة الى «المفاجآت»، وهي الكلمة المستعارة من قاموس حزب الله، لا تكفي لازالة صورة الانكسار في تلك الحرب، ولا تلغي القلق من المواجهة المقبلة، وتحديدا لسلاح المدرعات الاسرائيلي. مع الاشارة الى ان الصواريخ التي استخدمها حزب الله لاصطياد الاليات الاسرائيلية، اي كورنيت من الجيل الاول، خرجت من الخدمة لديه، واستعاض عنها بصواريخ أكثر دقة وفتكا وتدميرا.
(الأخبار)