مقالات مختارة

الجيش يعتقل المخطِّط لـ«عملية حزيران».. والتفاصيل ستشكل «مفاجأة» داود رمال

 

«أحبطت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطّط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، حيث تمّ توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطّط، وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمالاً إرهابية ضدّ الجيش في أوقات سابقة، ولا يزال التحقيق مستمراً بإشراف القضاء المختص»، وفق نص البيان الصادر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه.

وما إن عُمّم البيان حتى تدفقت الاتصالات على المؤسسة العسكرية للفوز ولو بمعلومة إضافية، لكن المعنيين بالأمر أحاطوا ما جرى بستار من الكتمان واكتفوا بالقول إن الثابت الوحيد هو أن ما ادلى به الموقوفون الخمسة «على درجة عالية جداً من الأهمية والخطورة».

ويمكن القول إن بيان الجيش «شكّل صدمة إيجابية في مواجهة حملات الشائعات والأقاويل التي راجت في اعقاب «غزوة القاع» التي باءت بالفشل نتيجة الإجراءات الاحترازية والمتابعة المستمرة للمجموعات الإرهابية والأهم عدم إهمال أي معلومة أمنية».

ولدى سؤال مراجع امنية معنية عما هو أبعد من البيان، اكتفت بالقول «لا إفصاح عن المعلومات حتى استكمال التحقيقات، وحينها كل ما يجب ان يعرفه الرأي العام سيطلع عليه، بما لا يعرّض السرية المتصلة بالأمن الوطني للخطر».

وإذ تدعو المراجع الى قراءة السطر الأخير من بيان الجيش الذي اشار الى انه «لا يزال التحقيق مستمراً بإشراف القضاء المختص»، لفتت الانتباه الى أن البيان من قسمين:

الاول، تحدث عن احباط مديرية المخابرات عمليتين ارهابيتين على درجة عالية من الخطورة في مركز سياحي ومنطقة مكتظة كان تنظيم «داعش» الإرهابي خطط لتنفيذهما، حيث تم توقيف خمسة اشخاص وعلى رأسهم المخطط، وفي هذا القسم حديث واضح عن إفشال عمليتين لم تنفذا، وبالتالي تجنيب لبنان شلالاً من الدماء، وهذا النجاح مرده الجهوزية العالية والمتابعة الدقيقة والسهر الدائم للجيش وتحديداً مديرية المخابرات التي تعمل على كم كبير من المعلومات وتستثمرها في سبيل صون الأمن والاستقرار اللبناني.

الثاني، وهو الأكثر خطورة وأهمية والمتعلق باعترافات الموقوفين بتنفيذ اعمال ارهابية ضد الجيش في أوقات سابقة، وعندما يُفرج عن الجانب المسموح به من التحقيق سيكتشف الرأي العام حجم الأعمال الإرهابية والاغتيالات التي نفذتها هذه المجموعة وبعضها ربما يحمل طابع الصدمة والمفاجأة.

والتحفظ ايضاً عن كشف معلومات يعود الى «أن الموضوع مرتبط بأمور ومهام لا تزال تنفذ على الأرض، واي معلومة تسرب، في غير موضعها وتوقيتها، من شأنها أن تفسد مهام عملانية في غاية الدقة والحساسية، وعند استكمال كل الإجراءات العملية المرتبطة بالتحقيق والعملانية المرتبة بالأرض سيعلن عن كل التفاصيل المفترض معرفتها».

ما يجدر التوقف عنده أيضاً «أن توقيف الإرهابيين الخمسة مع الرأس المُخطّط وهم على درجة عالية من الخطورة والاحترافية ليس ابن ساعته إنما تمّ منذ فترة وجيزة، ولم يعلن الجيش عن إحباط المخطط الاجرامي الارهابي لدواعٍ امنية وعملانية».

اما اتخاذ قرار بإصدار بيان مقتضب «فينطلق من حرص المؤسسة العسكرية على اعتماد الواقعية والشفافية مع الرأي العام، وبهدف قطع دابر الإشاعات التي هدفت الى إرعاب الناس وتخويفهم، ونتيجة الاعترافات التي أدلى بها الإرهابييون الموقوفون كان لا بد من اطلاع الناس على صورة الموقف ووضع الأمور في إطارها الطبيعي».

المؤكد أن البيان «ليس هدفه فقط تطمين الناس إنما وضع النقاط على الحروف وقطع دابر التأويلات بعدما نشرت معلومات مغلوطة وبدأ البعض يتعامل معها وكأنها حقيقة مطلقة مثل القول باستهداف الكازينو و«سيتي سنتر» (الحازمية) و ABC وكنيسة في منطقة صور». وختمت بالقول إن التحفظ في إعلان التفاصيل «يعود لاستكمال وإنجاز كامل الجوانب المحيطة بما قامت به الخلية الإرهابية وما كانت تنوي القيام بتنفيذه، وهناك إجراءات تُستكمل والمطلوب الهدوء وعدم إثارة أجواء رعب أو بث شائعات غير صحيحة».

(السفير)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى