“هآرتس”: نتنياهو صديق مقرب وسري للعالم العربي
أشاد الكاتب في صحيفة “هآرتس” أري شبيط بـ”قدرة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في بناء علاقات مع قادة دول عربية معتدلة”، على حدّ تعبيره، مشيرًا الى أن “الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومثله الكثير من القادة العرب “المعتدلين” يحبون نتنياهو”.
وقال شابيط “لقد قدم نتنياهو نفسه كحليف “للسنة” في الحرب ضد الشيعة، ويحظى بالكثير من الدعم الاقليمي.. لا شك أن نتنياهو نجح بإدارة صيانة الاستراتيجية لـ”إسرائيل”: الحفاظ على الأمن الجاري من خلال الامتناع عن حروب لا لزوم لها، بل هو فعل أكثر من ذلك: لقد أقام شبكة من العلاقات في الشرق الاوسط والحوض الشرقي للبحر المتوسط، الأمر الذي حوّله الى صديق مقرب وسري للعالم العربي. ولكن مقابل نجاح نتنياهو المثير في العالم العربي، يبرز الفشل الذريع في الغرب.. عام 2012 لم يقرأ نتنياهو الخارطة الامريكية وراهن بشكل فاشل وفاضح على ميت روماني. وفي عام 2015 لم يقرأ الخارطة الامريكية، مرة أخرى، وراهن بشكل فاشل وسيء على أن الكونغرس الجمهوري سيصد الرئيس الديمقراطي ويوقف الاتفاق النووي مع ايران. منذ 2009 وحتى اليوم، لم يقرأ نتنياهو الخارطة الاوروبية، واستهتر بأوروبا وقاد العلاقات معها الى أزمة خطيرة”.
وتابع: “في الوقت الحالي سيدفع نتنياهو ثمن هذه الاخطاء بفائدة مضاعفة. من جهة، يستعد باراك اوباما مع الاوروبيين من اجل تمرير قرار في مجلس الامن وستجد “اسرائيل” صعوبة بالتعايش معه. ومن جهة اخرى، لن تحظى “اسرائيل” بعد اليوم بالتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، والمطلوب لحماية نفسها.. فشل نتنياهو امام الغرب يمكن ان يؤدي الى ضرر كبير بالمناعة السياسية والامنية لـ”إسرائيل”. ولهذا فإن السؤال هو، ما الفارق بين نتنياهو في المحيط العربي ونتنياهو في المحيط الغربي؟ لماذا يقوم هذا السياسي الذي يحقق الاعجاب في الشرق الاوسط، بالفشل المرة تلو المرة في منطقة شمال الاطلسي؟.. الإجابة هي: روح العصر. نتنياهو منقطع تماما عن روح العصر. نجل البروفيسور بن تسيون نتنياهو ينتمي في داخله الى العصر الفكتوري في القرن التاسع عشر، إنه يحب جدا التكنولوجيا العالية، لكنه ليس شريكا بقيم القرن الحادي والعشرين. في أعماق نفسه يفضل تلميذ توماس هوباس الاستقرار على الحرية، والضخامة على العدالة، والقوة على الحقوق. ولذلك من المريح له في حضرة فلاديمير بوتين، اكثر مما في حضرة اوباما. ولذلك فانه يسلك مثل الطغاة (العرب، الروس، الصينيين والأتراك) بشكل افضل مما امام القادة الديموقراطيين المنتخبين”.
وأردف “في عالم صراع البقاء في الشرق الاوسط – الذي تبلوره المصالح الفظة وعلاقات القوة الغاشمة – نتنياهو ليس ملكا. وفي المقابل، في العالم اللطيف والمصقول في الغرب المستنير، يعتبر نتنياهو زرعا غريبا. متحجرا، بقايا غير مفهومة ومثير للاشمئزاز من عصر آخر.. المفارقة عميقة.. نتنياهو ليس “رجل سلام”، لكنه قريب اليوم من الكثير من جيراننا العرب اكثر من رجال السلام المعروفين. نتنياهو هو خريج MIT في بوسطن، لكنه لا يربطه أي شيء ببوسطن العصرية. في الوقت الذي يعمل فيه زعيمنا الذي يتحدث الانجليزية على دمجنا بشكل غير مسبوق في العالم العربي، فانه يبعدنا بشكل غير مسبوق وخطير عن العالم الحر”، وفق قول الكاتب الاسرائيلي.