حطيط للشرق الجديد:تحرير الجرود الشرقية بالتعاون بين المقاومة والجيشين اللبناني والسوري
اعتبر الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني امين حطيط ان تنفيذ الجريمة الارهابية في القاع بذاتها أمر لم يكن مفاجئا مطلقا، بل كان متوقعا، وكل من كان يريد ان يبعد هذا الخطر كان بمثابة احد شخصين إما ماجور يريد تمرير الجريمة وإما مصاب بالعمى السياسي والعسكري والامني ولا يرى المخاطر.
وقال حطيط في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان الجريمة من حيث تنفيذها كانت متوقعة اما ما ظهر من طبيعة الجريمة فهو اخطر من ارتكابها بكثير.
واضاف حطيط قائلا: “عودنا الارهابيون سابقا على ان جرائمهم الارهابية كانت للقتل والترويع فقط، اما جريمة الامس في القاع فيبدو ان لها هدف ابعد وهو ليس القتل، لان الارهابيين يبدو انهم رغم كل ما يقال من ارباك واكتشاف والى اخره ان هناك نوع من تجنب عمليات القتل الجماعي والخطر في هذا الامر، انهم يريدون الترويع وبث الذعر العام، وفي المسائل العسكرية الترويع وبث الذعر العام يكون الوسيلة للتهجير، وبالتالي الذي استخرجناه من العملية ان هناك خطة لتهجير هذه القرية وتهجير هذه القرية يعيد نكء الجراح بمسألة تهجير المسيحيين والأدهى من ذلك انه اكتشفت الاهداف الحقيقية من قبل الخبراء والاستراتيجيين وتنطح بعض السياسيين للتعمية على الحقيقية ويقول ان القاع غير مستهدفة، ما ذكرني بمواقف هؤلاء السياسيين في الحرب الاهلية حيث كانوا يذهبون الى المنطقة المسيحية يفتعلون فيها المشكلة ويهجرون اهلها من اجل تحشيدهم في بقعة صغيرة في جبل لبنان تمهيدا للكانتونات، فهل هناك احياء لخطة تهجير المسيحيين من الاطراف وخاصة من منطقة الشمال اللبناني والبقاع الشمالي، هذه مسألة تقودني الى رسم علامات استفاهم خطيرة وكبرى حول ما يخطط للبنان في وحدته وتماسكه الامني والوطن”.
وتابع حطيط: ” الواضح ان الدولة في كل مرة وفي كل حدث وفي كل اختبار تثبت وبكل جدارة انها في أسوأ مراتب العجز وعدم الاكتراث، فمسألة كمسألة القاع وعلى هذا القدر من الخطورة التي ظهرت وما ظهر في القاع هو رأس جبل الجليد فقط، فالمخفي أعظم، ورغم ذلك يبقى هناك من يمسك بجزء من القرار السياسي وبإمكانه ان يعطله متمترسا عند مواقف جامدة ونمطية وخشبية ممجوجة يرفض أي نوع من انواع التدابير التي تمكن لبنان من حماية اهله”.
وقال حطيط ان حماية لبنان تفترض تحقق مسائل ثلاثة ينبغي القيام بها هي:
المسألة الاولى، هي النازحين، فالنازحين السوريين يشكلون مشكلة للبنان ولكن ينبغي ان يعرف لبنان كيف يتعاطى مع هذه المشكلة، ليس القيام بتصرفات عنصرية مرفوضة وليس بالإهمال فالطريق الاسلم لمعالجة مشكلة النازحين هي الحديث مع الحكومة السورية صاحبة الملف والعلاقة والتنسيق معها، كيف يمكن ضبط موضوع النزوح خاصة وان الحكومة السورية ترحب بإعادة هؤلاء النازحين الى الاماكن الامنة فيها.
المسألة الثانية ، هي الامن وكيفية صياغة البنية الامنية في المنطقة وهذا يتطلب قرار حازم للجيش بان يتصرف من غير خطوط حمر تضعها السلطة السياسية لا كما فعلت في عرسال ولا غيرها.
المسألة الثالثة، إجراء عملية تطهيرية للمنطقة من الارهابيين ضمن عملية عسكرية منسقة يشترك فيها الجيش اللبناني مع الجيش العربي السوري مع المقاومة فهذه العملية تؤدي الى اقفال باب الشر والخطر فكما نجحت المقاومة في تطهير المنطقة من الطفيل الى جنوب عرسال تستطيع هذه القوى الثلاثة اذا نسقت عملياتها ان تطهر ما تبقى من المنطقة من عرسال الى القاع.
وختم حطيط قائلا: “المشكلة في الموضوع ان جزء من السياسيين اللبنانيين المرتبطين بالقرار السياسي السعودي هم الذين يعطلون كل فرصة من اجل خروج لبنان من دائرة الخطر”.