جدول أعمال لجلسة القاع !
غالب قنديل
ضرب الإرهاب بلدة القاع البطلة الصامدة مرتين في يوم واحد بينما كان تيار المستقبل والقوات اللبنانية يقودان حملة منظمة ضد حزب الله القوة المقاتلة الصلبة التي تواجه خطر الإرهاب التكفيري على لبنان والشرق العربي وهي ذاتها التي تتوالى الطعنات في ظهرها لكونها تردع إسرائيل وعصابات التكفير ومعها الجيش اللبناني المحاصر في إمكاناته وقدراته الضئيلة والممنوع من تنويع مصادر السلاح والتكنولوجيا في ظل رفض حزب المستقبل وأعوانه أي خطوات جدية تتيح قبول عروض الهبات الإيرانية والروسية للجيش لإبقائه رهينة في قبضة الولايات المتحدة ودول الناتو بينما فضحت الأحداث كذب الهبة السعودية التي لم تكن سوى بالون سياسي لتعويم زعامة عاجزة وفاشلة.
أمس وخلال ساعات وعلى طريقة كلام النهار يمحوه الليل سقطت فذلوكة جعجع “لستم المستهدفين” بعدما سالت دماء الجرحى الذي أصابهم الإرهابيون في الليل قرب كنيسة القاع وخرجت صيحات “لبنان كله مستهدف ” لتشمل جميع المواقع السياسية في البلاد ..اهلا وسهلا!
هل تذكرون ان لدينا جرودا محتلة من جحافل داعش وجبهة النصرة توجد فيها غرف قيادة وعمليات ومعسكرات تدريب ومواقع تفخيخ ما تزال تعد المتفجرات لإرسالها إلى العمق اللبناني ؟ وهل تذكرتم ان جيشنا صامد ثابت على الثغور الشرقية يطارد الإرهابيين ويحكم الطوق عليهم ويمنع عليه التواصل مع الجيش الشقيق الذي يحارب العدو نفسه على المقلب الآخر من الحدود في معركة تفرض مثل ذلك التواصل والتنسيق في العمليات وليس في النيران وحسب ؟ وهل تذكرون ان الوحدة الوطنية ليست علكة تنتنهي صلاحياتها مع المضغة الأخيرة التي تسبق خطب الإفطارات المسمومة بل هي ثقافة وسلوك يستدعيان الالتفاف حول الجيش والمقاومة والاعتراف لحزب الله بريادة وطنية وبشجاعة وإيثار غير مسبوقين بعيدا عن لعبة تعميم الحقد وتوزيع الاتهامات ؟ وأن الجمهورية العربية السورية التي تقاتل خطر الإرهاب والتكفير هي شريك حتمي للبنان في هذه المعركة قبل ان تكون شريكا لألمانيا ولفرنسا “الأم الحنون” وغيرهما من دول الغرب الذي يشغل هاجس استرضائه رؤوس بعض الزعماء قبل الواجب الوطني؟ وان خزعبلات سقف حماية الاستقرار بإرادة الخارج هي وهم فلولا تضحيات الجيش وحزب الله لما ظهر ذلك القرار الغربي الذي اعقب فشل الغرب وعملائه في تحويل لبنان إلى منصة إرهابية كاملة المواصفات ؟
هل تجرؤون جميعا على اتخاذ قرارات في مجلس الوزراء بمستوى الحدث ؟ إليكم الجدول المجدي بعيدا عن النحيب والعويل:
اولا إعلان نفير وطني شامل لتكريس الوحدة الوطنية ضد الإرهاب التفكيري واعتبار كل تحريض تناحري داخلي خيانة وطنية وفقا لقانون العقوبات في أحكام زمن الحرب وتكليف القضاء بملاحقة المحرضين مهما كبرت رؤوسهم وإسقاط حصاناتهم بالجرم المشهود.
ثانيا اعتبار الجيش والمقاومة والشعب معادلة القوة والحماية وإعلان انطلاق حملات تعبئة شاملة في جميع القرى والبلدات المهددة لبناء لجان دفاع شعبية تنسق مع الجيش والمقاومة وتشاركهما مسؤولية التصدي للعصابات التكفيرية بإشراف المجالس البلدية المنتخبة.
ثالثا اتخاذ قرار بقبول جميع الهبات المعروضة لتسليح الجيش اللبناني وبخاصة الإيرانية والروسية أسوة بالأميركية وإعلان الحكومة اللبنانية شكرها المسبق لأي جهة مانحة تعزز قدرات المؤسسة العسكرية الوطنية.
رابعا تفويض قيادة الجيش اللبناني بالتنسيق مع الجيش العربي السوري على أرفع المستويات لإدارة المعركة المشتركة ضد الإرهاب التكفيري الذي يهدد البلدين ولوضع خطة التنسيق الضرورية بالاشتراك مع قيادة المقاومة لتحرير الجرود الشرقية وتصفية بؤر الإرهاب هناك.
خامسا مباشرة الاتصال بالحكومة السورية لوضع خطة مشتركة تتعلق باوضاع النازحين السوريين في لبنان وتنظيم تدابير امنية في مخيمات النزوح وشن حملة سياسية ضد المنطق العنصري القبيح في التعامل معهم على قاعدة اعتبار التخلص من الإرهاب الطريق لعودتهم إلى وطنهم .
سادسا إعلان الحكومة الشروع في تطبيق توصيات المجلس الوطني للإعلام حول العقوبات التي نص عليها قانون الإعلام المرئي والمسموع ضد المؤسسات التي ترتكب المخالفات فتمس بمعنويات الجيش اللبناني والشعب اللبناني في زمن الحرب أوعبر تبني التحريض الذي يمس بالوحدة الوطنية أومن خلال الترويج لعصابات الإرهاب وإعطائها أي مساحات للظهور والتعبير بأي ذريعة كانت وبأي شكل كان .
طبعا نعرف أن هذا التصور يبدو مثاليا وسيبقى بعيد المنال نتيجة التفاهة السياسية والعقم ولوثة العصبيات والأحقاد والارتهان للخارج لدى قيادات كثيرة وفاعلة ولكن على جميع القوى المخلصة للبنانيتها ان تدب الصوت وأن تقرع طاولات الاجتماع وان تصارح المواطنين بهوية من يعطل فرص الانتقال إلى مستوى التحدي الوجودي الذي يعصف بلبنان ومن هو الذي يريد التصرف مع الجيش والمقاومة على طريقة خبز الشعير المأكول المذموم ويريد الاحتفاظ بخيوط الفتنة والتحريض ويدعو في سره لجحافل الإرهاب التكفيري.