أنقرة وتل أبيب تعلنان تطبيع العلاقات رسميا بينهما
أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين 27 يونيو/حزيران تطبيع العلاقات بين بلديهما رسميا بعد قطيعة دامت ستة أعوام.
وأكد يلدريم عبر مؤتمر صحفي في أنقرة انطلاق المرحلة الأولى من اتفاق تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، مشيرا إلى أن توقيع الاتفاق سيكون يوم غد الثلاثاء.
وكشف رئيس الوزراء التركي أن إسرائيل ستدفع نحو 20 مليون دولار تعويضات لضحايا “سفينة مرمرة” التركية، كما اتفق الجانبان على دخول قافلة مساعدات تركية إلى قطاع غزة الجمعة المقبلة، بحمولة 10 آلاف طن.
وأشار يلدريم إلى أن سفيري البلدين سيعودان إلى أنقرة وتل أبيب.
من جهته أعلن نتنياهو من العاصمة الإيطالية روما أن الاتفاق يلزم تركيا بمساندة إسرائيل على الانضمام وفتح مكاتب في المؤسسات الدولية بما في ذلك حلف الناتو.
وأكد أن العلاقات السيئة مع تركيا لا تساعد إسرائيل في المنطقة، مشيرا إلى أنه سيعرض الاتفاق مع تركيا على الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة.
وقال نتنياهو: “الاتفاق قد يساعد على إعادة جثث الجنود الإسرائيليين لكن تركيا لم تضمن لنا ذلك“.
وأشار إلى أن إسرائيل معنية بإعادة إعمار البنية التحتية لقطاع غزة من قبل تركيا ودول أوروبية، معلنا الموافقة على تمرير المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وكشف ان الاتفاق يتضمن استمرار الحصار البحري الإسرائيلي لغزة.
وأعرب عن ارتياحه بأن الاتفاق يحمي جنوده من أي ملاحقات قضائية، في إشارة إلى عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية التي هاجمت سفينة “مرمرة التركية” عام 2010، والحروب على غزة.
وقال نتنياهو إن الاتفاق سيكون له آثار اقتصادية هائلة لإسرائيل، موضحا أنه يفتح الطريق أمام إمكانية تصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا عبر تركيا.
أنقرة تطمئن الفلسطينيين بشأن التطبيع مع إسرائيل
صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أغلو أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يعني أن تصم تركيا آذانها عن “الظلم” الذي يتعرض له الفلسطينيون.
وقال جاويش أغلو في كلمة ألقاها، مساء الأحد 26 يونيو/حزيران، في محافظة أنطاليا، جنوبي البلاد إن تركيا لا تقدم تنازلات عن شرطين لها في المفاوضات مقابل تطبيع العلاقات، وهما: رفع الحصار عن قطاع غزة، وتعويض أسر ضحايا سفينة “مرمرة“.
وأشار إلى أنه في حال قبول الجانب الإسرائيلي بشرطي تركيا، فإن أنقرة ستقبل بتطبيع العلاقات معه، و”المفاوضات مستمرة” مع إسرائيل بخصوص ذلك.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أنه تم تنفيذ الشرطين الأولين في شكل جزئي من خلال الاتفاق على دفع إسرائيل 21 مليون دولار أمريكي تعويضا لذوي ضحايا سفينة “مرمرة” التركية، وللجرحى الذين أصيبوا خلال الاقتحام، ومن خلال إيصال المساعدات التركية إلى سكان غزة عبر ميناء أسدود بدل إرسالها إلى القطاع المحاصر بشكل مباشر.
ومن المنتظر أن يدلي رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، بتصريحات في العاصمة أنقرة، الاثنين حول المرحلة التي وصلت إليها المفاوضات مع إسرائيل بخصوص التطبيع.
من جهتها أفادت مصادر إسرائيلية بأن الإعلان الرسمي عن تفاصيل الاتفاق سيصدر عن الطرفين الإسرائيلي والتركي في آن واحد وسيعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور روما حاليا، مؤتمرا صحفيا في نفس وقت مؤتمر يلدريم في أنقرة.
وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان اتصل هاتفيا بنظيره الفلسطيني محمود عباس مساء الأحد لإبلاغه بالتوصل للاتفاق مع إسرائيل، الذي يهدف، وفق الرأي التركي، إلى تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وعلى نفس الصعيد رأى وزير البناء والإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت أن الاتفاق بين إسرائيل وتركيا له أهمية أمنية واقتصادية من الدرجة الأولى.
وقال غالانت إن الاتفاق سيؤدي إلى عزل ما أسماه بـ “الإرهاب الإيراني” وإتاحة المجال أمام عقد تحالفات إقليمية، مشيرا إلى أن حقول الغاز التي اكتشفت قرب شواطئ إسرائيل كانت ورقة مساومة محورية خلال المفاوضات.
من جهتها أكدت النائب في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي أن:”موافقة إسرائيل على دفع تعويضات للأتراك يعني اعترافا منها بمسؤوليتها عن أحداث مرمرة“.
وأضافت الزعبي أن الاتفاق تم دون أي تنسيق مع الفلسطينيين.