مقالات مختارة

مصدر في المستقبل: لم نكمل احتواء صدمة البلديات محمد بلوط

 

فرضت النتائج القاسية والمخيبة التي لحقت بتيار المستقبل في الانتخابات النيابية تعديلا على جدول عمل الرئىس سعد الحريري، لا سيما ان ما حصل قاربت نتائجه قوة الزلزال على التيار أكان على المستوى الشعبي ام على المستوى التنظيمي.

ومما لا شك فيه ان تراجع تيار الحريري كان مرصودا قبل الانتخابات البلدية لكن حجم الخسائر التي مني بها في هذا الاستحقاق لا سيما في طرابلس والشمال فاق التوقعات، وعكس جوا من التشاؤم في صفوف وجمهور الحريري.

ويسعى الشيخ سعد منذ الانتخابات الى لملمة الوضع الداخلي واعادة استنهاض شعبية في مناطق الثقل السنّي، معتمدا على جهده الشخصي من خلال الخطاب التعبوي الذي يخوض غماره في المآدب الرمضانية وعلى فريق عمل شرع في دراسة مكامن الخلل على المستوى التنظيمي والهيكلية الحزبية او على مستوى اعادة التواصل مع الجمهور في القرى والبلدات والمناطق.

ويعترف مصدر نيابي بارز في المستقبل بأن التيار لم يحتو صدمة الانتخابات البلدية ونتائجها، وان ما قام به الحريري حتى الآن هو خلق جوّ من ايجابي ومناسب لمسيرة اعادة استنهاض تياره التي تحتاج الى وقت غير قصير.

وفي رأيه ان الاجواء التي سجلت في المآدب الرمضانية حتى الآن مشجعة وتبعث على التفاؤل لكن اعادة العافية للمستقبل وشعبيته كما كانت في السابق تحتاج الى مزيد من الجهد على مستوى المناطق تواكب ما يقوم به الشيخ سعد على كل المستويات.

ولا يخفي المصدر صعوبة مهمة تجاوز نتائج الانتخابات البلدية، مشيرا الى ان هناك اسبابا عديدة يجب اخذها في الاعتبار اكان بالنسبة للاهتزازات وحالة الاسترخاء التي اصيب بها تيار المستقبل في مرحلة غياب رئىسه عن لبنان ام بالنسبة للوضع المالي الذي اثر ويؤثر على سلامة وضع كل حزب وتيار خصوصا في ظروفنا الراهنة.

ويقلل المصدر النيابي المقرب من الحريري من حجم التغييرات المتوقعة على مستوى الهيكلية التنظيمية داخل التيار، موضحاً ان ما يجري عندنا يجري في اي حزب خلال كل مرحلة تقويم او اعادة قراءة الاوضاع التي يتعرض لها.

ويضيف بأن هذه العملية بدأت بهدوء وهي تحتاج الى وقت قبل القرارات النهائية المتوقعة في المؤتمر العام في تشرين المقبل.

وبغض النظر عن درجة تأثير الحركة التي بدأها الحريري او الورشة التنظيمية الداخلية، فأن اعادة الحركة في عروق وشرايين «المستقبل» الى ما كانت عليه منذ سنوات تعتمد على على جملة عناصر بدءاً من بلورة الخطاب السياسي المنسجم مع شعار الاعتدال، مروراً بتوحيد الولاءات والاتجاهات في الداخل. وانتهاء باتخاذ مواقف حاسمة وحازمة تجاه بعض الحالات المتشددة التي ولدت من رحم المستقبل وانتعشت وتنتعش على حسابه.

وينتقد مصدر سياسي بارز ذهاب الحريري في خطاباته الرمضانية الاخيرة الى ضفة التشدد خصوصا ضد «حزب الله» سعياً الى اجتذاب بعض الجمهور في المناطق السنية. ويرى ان هذه المحاولة ليست في محلها، وان اقصى ما يمكن ان يحققه من خلالها هو السقوط الى موقع الشراكة في التطرف والتشدد مع اللواء اشرف ريفي.

ويضيف المصدر ان تثبيت خطاب الاعتدال وتعزيزه هو الذي يزيد من رصيد الحريري الوطني والسياسي في البلاد ويجعله شريكا، حقيقيا وقويا في الحكم، وان سلوك اي مسار آخر نحو التشدد سينتزع عنه صفة رجل دولة التي تبقى المفتاح الوحيد لرئاسة الحكومة في ظل التوازنات السياسية القائمة.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى