يجب منع الحرب واسقاط حكومة نتنياهو: جدعون سامت
عندما سأل قصاصو الأثر بعضهم البعض قبل جيل من السنوات: “هل ستكون حرب؟”، أجاب جفرين “نعم، بالطبع″. وأضاف بولي “إذاً أنا مطمئن”. كونوا مطمئنين، فالاشارات على أن حرب اخرى تقترب، تزداد.
“جهاز الامن” – كلمة السر لمسربي الاخبار من بين النخبة – تُكثر في الآونة الاخيرة من بث الاخبار عن حرب 2016. هناك مؤشر آخر وهو ما جاء في صحيفة السلطة بأن “الجيش يحذر”. وقد تفاعلت وسائل الاعلام هذا الاسبوع حول “سنة تحدٍ ستتغير فيها الحدود بشكل دراماتيكي”. الشخصية الرفيعة في الوزارة، التي يعرفها كبار رجالات الاعلام بأنها هي نفسها افيغدور ليبرمان. قالت إن الاهداف في غزة ستكون اسقاط حماس والحسم العسكري. الامر الذي يعني السيطرة على جزء من غزة وابعاد التهديد من خط القطاع. بكلمات اخرى هذه تسمى حربا مبادر اليها.
مشبوهون آخرون في التسريب هم بوغي يعلون وغابي اشكنازي. ليبرمان من جانبه المظلم يسعى الى رئاسة الحكومة. وهذا يعني التآمر على بنيامين نتنياهو. يعلون ايضا الذي أقيل قبل شهر من وزارة الدفاع بعد خدمة منصاعة ورئيس الاركان السابق اشكنازي، يريدان العودة الى النخبة. تهديدات الحرب هي المسار الاسرع الى هناك. بصيغة تشبه التحذير، تحدث رئيس الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسي هليفي، في مؤتمر هرتسليا عن توقعات الحرب. واصوات كهذه التي تخرج دائما من العقول اللامعة للحاخامات الحريديين زادت مؤخرا عشية عيد نزول التوارة. ولسبب ما فان الفترة التي تلي هذا العيد تحمل في طياتها خطرا من السماء. المسيحية تعرف ايضا التنبؤ بـ مجدو، حرب يوم الحساب المسماة على اسم مجدو.
في جوقة مؤتمر هرتسليا تحدث يعلون وباراك ضد رئيس الحكومة الذي يأخذ الدولة الى الهاوية. في نهاية الاسبوع أضاف باراك أنه “نزل عن الشارع″. هكذا يدفعنا الاثنان الى التطرف أو الى حرب اخرى. هذه الاقوال أخطارها معروفة: انها تسعى لتحقيق ذاتها.
على هامش مقال سابق وعدت أنني سأمتنع عن الكتابة عن نتنياهو حتى اشعار آخر. لأنه كفى. وسأقول فقط: لا يمكنه أن يكون متفوقا أمام خصومه لفترة طويلة. في تصريحاته الخاصة يجب عليه مواجهة ما يبدو أنه محاولة يائسة من قبل جنرالات متقاعدين.
لتذهب الى الجحيم رغبة الجنرالات السياسية. يجب أن يهدأوا. إنهم لن ينجحوا في وراثة من يكرهونه. واذا استمروا في دفعه الى الزاوية فسيحصلون على حرب جديدة.
الحرب قد تندلع ايضا بسبب التفاخر الزائد، “الهايبر” كما وصفوه في اليونان القديمة. صحيح أن اليمين يحكم بتفاخر منذ سنوات طويلة جدا. والى الآن أنقذه ضعف اليسار. اليوم مستقبله مهدد من داخله، وكلما استمرت تبريكات الغرائز في خيمة الليكود كلما زادت ورقة الحرب قوة.
اغلبية حروب اسرائيل اندلعت لاسباب جوهرية. وبعضها كان بحاجة الى مبرر. ليس من الصعب ايجاد مبررات في ساحة عنيفة وأمام قيادات عربية اعتادت على شلال الدماء. ومن يعرف ذلك أكثر من الجنرال؟.
لهذا، بدل احداث الضجة، فان الواجب الملقى على من يستطيع ذلك، مختلف تماما: بلورة جسم وسط – يسار يقوم باقالة رئيس الحكومة. المرشح الاكثر ملاءمة لذلك هو باراك، قائد يساري سابق يمكنه القيام بهذه الخطوة. لذلك عليه تحسين أدائه في العلاقات الانسانية السياسية وأن يضع على سلم أولوياته الجهد الوحيد الذي قد يمنع السير نحو الهاوية.
هآرتس