هناك كومة من رؤساء الاركان على العشب: ايتان هابر
في عواصف نهاية الاسبوع، في البيانات والبيانات المضادة، في التحليلات في الصرخات وفي التهديدات، كاد يكون متعذرا سماع صافرات التهدئة. إذن ها هي: في الوضع الحالي لا احتمال ان يرتبط بوغي يعلون بغابي اشكنازي، الذي يرتبط بايهود باراك، الذي يرتبط ببيني غانتس ويمسك بيد دان حلوتس، فيجرون وراءهم يوفال ديسكن الى حزب واحد كبير ينقذ الدولة من الضياع.
في اسرائيل 2016 هناك احتمال اكبر بكثير لان ينتخب يرون مزوز الى الكنيست مما لرئيس الجامعة العبرية السابق البروفيسور حانوخ غوتفرويند. هذه هي الحقائق، سواء مفرحة أم محزنة. الكنيست تعبر عن حكم الشعب، وهذا ما يريده الشعب. فليرتاح عقل كل من يهرع لانقاذنا من أنفسنا. فالاحتمال طفيف.
الفرضية الاساس لكل ذي عقل هي انه ينبغي أن ينتخب الى الكنيست الافضل، الاكثر ثقافة، الاكثر كياسة، الاكثر خبرة في السياسة الصغيرة والكبيرة وفي مبادىء الحكم. دولة اسرائيل معقدة للقيادة ومشاكلها كبيرة كالبحر، ونحن نحتاج الى الافضل ليس فقط على طاولة الحكومة والكنيست بل وفي كل مستويات الخدمة العامة. وهذا لاسفنا لا يحصل اليوم. فأنا انظر مثلا الى قائمة اعضاء كتلة حيروت في الكنيست الاولى: د. يوحنان بدر، د. بنيامين أفنيئال، د. شمشون يونيتسمان وغيره وغيره، واسأل نفسي وأسألكم هل كان لهم احتمال ان ينتخبوا للكنيست الحالية؟ اين، ما الدعوة. وللمكانين الستين والسبعين في القائمة؟ ربما، اساسا لغرض طلقات الشرف. في الكنيست التي لدينا اليوم لا احتمال لشخصيات مثل دان مريدور أو موشيه آرنس. فهم عالمون، فهيمون ومؤدبون اكثر مما ينبغي. في اسرائيل 2016 تتشكل الكنيست في معظمها من المتفرغين من الساسة الصغار الذين من ناحيتهم يقاس النجاح بعدد الانباء التي نجحوا في الدخول اليها في صفحة الثرثرة في مجلة الجزارين في لواء عفولة – مطولا.
ومقابل هذا، فمن أجل أن يكون المرء رئيس أركان في الجيش الاسرائيلي، الذي هو باستثناء رئيس الوزراء المنصب الاهم والاعلى في الدولة، ينبغي ان يمر في مرشح متشدد جدا على مدى 30 سنة على الاقل. فالمرشح لرئاسة الاركان عرف النار، كاد يفقد حياته، لم يخطيء اكثر مما ينبغي، استحب على قادته ومرؤوسيه، وبالاساس كان زعيما سار جنوده خلفه في النار والماء. فقد عرق، وحرث بقدميه البلاد، عرف كل درب، عرف الحروب والمعارك. عرف أيضا الانسحابات، أكل الرمل ونجح في الاختبار كل يوم وكل ساعة. انفلات رصاصة واحدة من جندي في مكان ما يمكنه أن يمنع ترفيعه. انقلاب جيب يمكنه ان يضع حدا لرتبه ومناصبه التالية. كهؤلاء كانوا يعلون، باراك، اشكنازي، غانتس وآخرون. هكذا ايضا بالمناسبة آيزنكوت. مقاتلون جزء هام من سنوات حياتهم قضوها في ساحات المعركة، مع العلم ان كل خطأ قد يؤدي الى ان تسمع عائلات ثلاث طلقات شرف في المقبرة العسكرية. في دولة اسرائيل محظور الخطأ (مثلا، القتال ضد الرئيس الامريكي).
من جهة اخرى، رئاسة الاركان لم تقع على من لم يرغب فيها. فالمرشحون يميلون لان يقاتلوا على المنصب، وكلنا سمعنا عن معارك الجنرالات. وقلة فقط خرجوا أنقياء من هذا المعمعان. ومع المنصب، تأخذ الأنا في الانتفاخ، أكثر فأكثر. هذا هو الخلل الذي يعاني منه كبار رجالات جهاز الامن السابقين الذين يميلون الان الى الساحة السياسية. لكل واحد منهم أنا ضخمة، كل واحد منهم مقتنع بانه هو وحده جدير وقادر على ان يكون رئيس وزراء وليس لاي منهم أي نية للتنازل لرفيقه. (رفيقه؟ حتى قيل “كل اسرائيل رفاق” في الحالة التي امامنا بالغنا جدا). وحتى لو وقعت معجزة ونجحوا في التغلب على أنفسهم وقالوا “اريد”، فان الكثيرين – في الكنيست وخارجها – سيحاولون افشالهم. وعليه يبدو أن رئيس الوزراء والمتطلعين الاخرين لكرسيه يمكنهم ان يهدأوا. الطريق الى القمة لا يزال طويلا.
يديعوت