موقوف من داعش يعترف بالتحضير لعمليات انتحارية خلال رمضان
علمت “الأخبار” ان اعترافات اللبناني م. غرزاوي الذي أوقفه فرع المعلومات وهو أحد أبرز العناصر المرتبطين بتنظيم داعش كانت المصدر الأساسي للمعلومات التي استندت إليها الأجهزة الأمنية مجتمعة، لإعلان حالة الطوارئ. وقد جرى التكتّم على مضمون هذه الاعترافات من قبل فرع المعلومات طوال الفترة الماضية، فلم تُسرّب كي لا تخلق حالاً من الهلع بين المواطنين أو في المناطق التي جرى تحديدها كأهداف محتملة لمسرح عمليات التنظيم. كشف الغرزاوي عن عمليات انتحارية وانغماسية يُهيَّأ لها في شهر رمضان ضد أهداف في الضاحية الجنوبية وعن عمليات تفجير يُعدّ لها ضد سفارات أجنبية. كذلك حدّدت على لائحة الاهداف مراكز عسكرية وأخرى تابعة للأمن العام.
ولفتت إلى ان القصة بدأت بعدما انتقل الغرزاوي إلى الأراضي السورية ومن هناك دخل إلى الرقة، حيث أقام لفترة وخضع لدورات أمنية وعسكرية وشرعية، قبل أن يُكلّف بمهمة أمنية في لبنان. في تلك الفترة، تعرّف الغرزاوي إلى ضابط ارتباط التنظيم الذي بيّنت التحقيقات الأمنية أنّه يتولى تحريك الخلايا الانتحارية التي تدور في فلك داعش، ويُدعى أبو الوليد. وهذا الاسم تكرر في إفادات عدد من الموقوفين المرتبطين بالخلايا الإرهابية، ومن أبرزهم إبراهيم بركات الذي وُصِف أمنياً بأنّه أحد الأُمراء الشرعيين للتنظيم في لبنان.
وأبو الوليد هذا كان موجوداً في مدينة الرقة السورية، علماً بأنه سبق أن دخل خلسة عبر المعابر غير الشرعية في وادي خالد ليُعالج في طرابلس جراء إصابة في خاصرته.
ورجّحت المصادر أن يكون “أبو الوليد” هو المسؤول الأمني للتنظيم المتشدد على الساحة اللبنانية. وأشارت المعلومات إلى أنّه من منطقة القصير السورية، وسبق أن سكن في مدينة حلب، وأنه أحد مساعدي “أبو محمد العدناني”، المتحدث باسم داعش. غير أنّ اعترافات الغرزاوي كشفت أنّ “أبو الوليد” قُتل في غارة جوية أميركية على مقرّه في الرقة. وهو الأمر الذي تسبّب في تأخير تنفيذ العمليات، بعدما انقطع التواصل مع التنظيم في أعقاب مقتله”.
كما علمت “الأخبار” ان “الغرزاوي بايع “أبو الوليد” أميراً، علماً بأنّ الأخير سبق أن أشرف على تدريب انتحاريين نفّذوا عمليات انتحارية في الضاحية الجنوبية، وتحديداً التفجير الانتحاري المزدوج في برج البراجنة في تشرين الثاني العام الماضي. ويرجّح أنّه ساهم أيضاً في الإشراف على تدريب المشاركين في هجمات فرنسا.
وبحسب التسريبات، فإنّ المهمة التي كُلِّف بها الغرزاوي اقتصرت بادئ الأمر على استطلاع أهداف في الضاحية لتحديد لائحة أهداف محتملة. كانت تلك المهمة التي كلّفه بها أبو الوليد قبل مقتله. ولدى تعيين ضابط ارتباط جديد، طُلب منه الإعداد لاستهداف أهداف تشمل سفارات أجنبية في بيروت وأماكن تجمعات أجانب، لما لذلك من ردّ فعل كبير على المستوى الدولي. كذلك طلب “ضابط الارتباط” من الغرزاوي توسيع بنك الأهداف ليشمل نقاطاً في العاصمة بيروت. وكان هؤلاء شديدي الحرص في ما يتعلق بأدوات التواصل، إذ إنّ المحادثات التي كانت تجري بينهم غالباً ما تكون مشفّرة. وإزاء ذلك، بدأت عملية الإعداد لتجهيز المتفجرات، غير أنّ ضباط فرع المعلومات وعناصره أوقفوه في مرحلة الإعداد. كذلك جرى توقيف عدة أشخاص، من بينهم تجار سلاح كان الغرزاوي ينوي شراء متفجرات منهم.
وكشفت التحقيقات مع الغرزاوي عن أسلوب عمل جديد قرّر اعتماده تنظيم داعش لتلافي كشف خلاياه النائمة، بعد تجربة تفجير برج البراجنة الانتحاري الذي تمكنت الأجهزة الأمنية في أعقابه من توقيف معظم أفراد الشبكة المخططة والمنفِّذة.