مقالات مختارة

أوباما يغير قواعد اللعب مع اسرائيل: اليكس فيشمان

 

يعيد اوباما تربية نتنياهو ويعلمه بالطريقة الصعبة كيف تعمل الديمقراطية الامريكية: ذهبت الى الكونغرس كي تلتف وتغير قرارات البيت الابيض في المسألة الايرانية وبشكل عام؟ حان الوقت لتدفع الثمن. انتهت التذاكيات مع الكونغرس. من الان فصاعدا سيكون أصعب بكثير على اسرائيل الالتفاف من خلف ظهر الادارة وطلب زيادة المساعدات الامنية لهذه المشاريع او تلك.

في السنة الماضية مثلا، اقرت الادارة لاسرائيل علاوة استثنائية بمبلغ 37.2 مليون دولار لتطوير منظومة الدفاع ضد الصواريخ “العصا السحرية”. ذهبت اسرائيل الى الكونغرس ونجحت في زيادة الميزانية الاستثنائية الى 116.0 مليون دولار. وبعد ذلك توجهت اسرائيل الى البيت الابيض وطلبت ميزانية اضافية، تسمح لها بشراء عناصر المنظومة العملياتية. لم يكن البيت الابيض مستعدا لان يضيف دولارا واحدا. ذهبت اسرائيل مرة اخرى الى الكونغرس وتلقت علاوة خاصة من 150 مليون دولار آخر لشراء المنظومة. وتفجر البيت الابيض غضبا وأعلن أول أمس بانه سيستخدم الفيتو على القرار لاضافة أي مبلغ للحماية الجوية الاسرائيلية يزيد عما اقرته الادارة. يتبين أن اسرائيل نجحت في ان تقشط لمشاريع “حيتس″، “العصا السحرية” و “القبة الحديدية” 455 مليون دولار أكثر مما اقرته الادارة.

تلعب اسرائيل على كل الملاعب، واوباما – مع نهاية ولايته، وهو محرر أكثر من الضغوط – قرر بان اللعبة انتهت. هذا لا يتعلق باسرائيل فقط. بيان البيت الابيض الذي نقل الى الكونغرس يعبر عن فكر اوباما بشأن توزيع الصلاحيات بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية. والان، وهو يوشك على انهاء مهام منصبه، قرر ترك ذلك كإرث وطني. وعلى حد فكره، فانه في كل ما يتعلق بالوجه المالي للسياسة الخارجية فان المبادرة والقرارات هي في يد الرئيس. اما الكونغرس فيقر أو لا يقر. وذلك خلافا لاستخدام القوة العسكرية، حين يكون الرئيس ملزما بان يتشاور مع الكونغرس قبل أن يصدر الامر للقوات المسلحة.

من ناحية اسرائيل، التي كانت معتادة على معاملة خاصة واستثنائية، سواء من حيث حجم المساعدات الامنية ام مرونة الوصول الى الكونغرس، فالرسالة هي: انتم لا تزالون الابن المفضل ولكنكم ولد مدلل ومثير للاعصاب حان الوقت لوضع حدود له. وذرء لسوء الفهم، فان مشكلة الامريكيين ليست المال. المفاوضات على المساعدات هي قبل كل شيء سياسية، وبصفتها هذه فانها تدار على مستوى مكتب رئيس الوزراء حيال البيت الابيض. ان السياسة الاسرائيلية الكدية في السنوات الاخيرة، التي انجرت ايضا الى علاقات شخصية عكرة، تؤثر بالضرورة على السخاء في الجانب الامريكي.

عندما رفعت اسرائيل الى الادارة لاول مرة طلب رزمة المساعدات الامنية للعشر سنوات القادمة، تحدثت عن مبلغ نحو 5 مليار دولار في السنة. في حينه، عشية التوقيع على الاتفاق النووي مع ايران، كانت الادارة مستعدة لان تعطي اسرائيل مبلغا اقترب من 4 مليار دولار، وكانت لا تزال مرونة – سواء في الاتفاق أم في الاشتراطات. في حينه ايضا لم يحبوا هناك العلاوات الاستثنائية كل سنة والالتفاف عبر الكونغرس، ولكنهم كانوا مستعدين لان يتنازلوا لاسرائيل.

عندما واصلت اسرائيل الاعتراض على الاتفاق النووي ولم توافق على التوقيع على رزمة المساعدات التي عرضت عليها، فانها أكلت السمكة النتنة لايران وطردت من المدينة في آن معا. فجأة يسأل الامريكيون لماذا يتعين عليهم أن يمولوا الوقود الذي تشتريه اسرائيل لجهاز الام، بحجم مليار شيكل في السنة، من اموال مساعداتهم الامنية. وهم يريدون، وعن حق، ان تشتري   بهذا المال بضائع من الصناعة الامريكية وليس وقودا من العالم. كما ليس واضحا اذا كان بيان البيت الابيض للكونغرس أول أمس يضمن البند الذي أتاح حتى اليوم استبدال اموال المساعدات بالشيكل لغرض الشراء في اسرائيل. اذا ما لمست الادارة هذا البند فانه سيكون ضربة موت لبعض من الصناعات الامنية في البلاد.

كلما مر الوقت، تفقد اسرائيل اكثر فأكثر رافعات الضغط والارتفاع في المفاوضات على المساعدات الامنية الامريكية. صحيح حتى الان يبدي الامريكيون الاستعداد لزيادة المساعدات من 3.1 الى 3.7 مليار دولار في السنة، غير أن الاتفاق يتضمن منذ الان العلاوات الاستثنائية التي اقرها الكونغرس ونتلقاها للمشاريع المتعلقة بالدفاع الجوي. من ناحية جهاز الامن هذه صفعة. في ضوء الازمة المستمرة في الشرق الاوسط والالتزامات بالحفاظ على الفارق النوعي في صالح اسرائيل، كان هنا احساس باننا نستحق. هذا لا يحصل حقا.

وزير الدفاع، افيغدور ليبرمان، الذي يسافر في نهاية الاسبوع لاجراء محادثات مع وزير الدفاع الامريكي، مقتنع – مثل سلفه في المنصب موشيه يعلون – بانه يجب التوقيع على الاتفاق في عهد اوباما. اما انتظار خلفه فسيكون رهانا.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى