الانتخابات الأميركية ومعركة منبج حميدي العبدالله
في خطابه قبل الأخير تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن أنّ هذا الصيف والخريف المقبل، سوف يشهدان تصاعداً للمواجهة بين الجيش السوري وحلفائه والقوات التي تعمل وتدور في الفلك الأميركي، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيق مكاسب تدعم إدارة أوباما في حملتها الانتخابية لصالح مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
والأرجح أنّ إفراج الولايات المتحدة عن معركة تحرير الفلوجة، وعدم الاعتراض على مشاركة الحشد الشعبي في تحريرها، وهو شرط لنجاح أيّ عملية عسكرية كبيرة بحجم معركة طرد داعش من الفلوجة، يندرج في إطار السعي لتحقيق مكاسب في مواجهة داعش تدفع عن إدارة أوباما الديمقراطية تهمة التراخي أو الفشل في محاربة هذا التنظيم الإرهابي، مما يدعم حملة كلينتون في مواجهة ترامب الذي لم يتردّد في توجيه الاتهام إلى الديمقراطيين بعدم الجدية في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية ـ داعش».
كانت الولايات المتحدة تخطط أيضاً للسيطرة على الرقة في التوقيت ذاته الذي يدعم حملة كلينتون الانتخابية، لكن تبيّن بعد أسبوعين من إطلاق معركة الرقة، أنّ الوضع في هذه المنطقة أعقد مما توقعته الولايات المتحدة لأسباب كثيرة، ولهذا قرّرت واشنطن إعادة النظر بخطتها والتوجه غرباً باتجاه منبج لأنّ حساباتها تشير إلى أنّ تحقيق السيطرة على منبج أمر أكثر واقعية من السعي للسيطرة على مدينة الرقة، وبالتالي لا مخاطر في العملية تشبه المخاطر التي قد تترتّب على الإصرار على السيطرة الرقة، علماً أنّ السيطرة على الرقة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يخدم سياستها في سورية وله وقع مدوّ أكثر من السيطرة على منبج، ولكن واشنطن اختارت انتقاء هدف قابل للتحقيق، أيّ لجأت إلى الواقعية، وليس إلى الأوهام التي تتعلّق بالأمنيات أكثر من أيّ شيء آخر.
بهذا المعنى، فإنّ معركة منبج لم تعد معركة الأكراد وحدهم الذين يسعون إلى فك الحصار المفروض من قبل الأتراك وحلفائهم من الجماعات المسلحة على عفرين، بل وأيضاً هي معركة مهمة بالنسبة لإدارة الرئيس أوباما على صلة بالحملة الانتخابية بهيلاري كلينتون، بهذا المعنى لم تعد معركة السيطرة على منبج مجرد معركة في سياق محاربة داعش من قبل التحالف الأميركي، بل تحوّلت إلى معركة قد يتقرّر في ضوء نتائجها مصير الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
(البناء)