من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: سلامة يُطمئن .. و”المصارف” تجتمع.. وموقف لـ”حزب الله” تفجير “لبنان والمهجر”: الفتنة.. عدّاً ونقداً؟
كتبت “السفير”: هذه المرة، ضرب الإرهاب في القطاع المصرفي.
لا حرمة شهر الصوم، ولا خصوصية لحظة الإفطار، منعتا التفجير الذي استهدف “بنك لبنان والمهجر”، مساء أمس، متسببا بأضرار كبيرة في المبنى الزجاجي، غداة التحذير الذي وجهته بعض السفارات الأجنبية إلى رعاياها بتجنب زيارة بيروت.
وإذا كانت العناية الإلهية قد حالت دون سقوط ضحايا (جريحان أصيبا بجروح طفيفة)، إلا أن الرسائل التي انطوى عليها التفجير بدت هي الأخطر، من حيث استهدافاتها ومراميها التي هزت لبنان، بمصارفه وصيفه وأمنه ونسيجه الداخلي الهش، في هذا التوقيت الذي فتح شهية الكثيرين على التأويلات والاجتهادات، الملتبسة حينا، والمسمومة حينا آخر.
ليس هناك أسهل من الافتراض الفوري، كما فعل البعض، بأن “حزب الله” يقف وراء التفجير بهدف تحذير المصارف من الغلو في تطبيق قانون العقوبات المالية الأميركية بحقه. إنه التفسير الأبسط الذي يستجيب لنداء الغرائز الكامنة أو المواقف المسبقة، من دون بذل أي جهد للتدقيق أكثر في أبعاد هذا الاعتداء المشبوه.
لكن، القليل من التمعن في ما حصل، يقود إلى الاستنتاج الأقرب إلى المنطق، وهو أن من فجّر المصرف، المعروف بأنه الأكثر تشددا في تطبيق العقوبات، إنما أراد بالدرجة الأولى الاستثمار في الخلاف بين المصارف و “حزب الله”، لتوسيع الهوة بينهما، وللتحريض على الحزب وتوجيه أصابع الاتهام نحوه، مع ما سيجره ذلك من تداعيات داخلية، من شأنها أن تؤجج الاحتقان المذهبي والتوتر السياسي، وبالتالي تهيئة المسرح أمام عروض الفتنة، المتنقلة بين ساحات المنطقة، والتي نجح لبنان حتى الآن في تفاديها.
إن المخطط الخبيث يبدو مفضوحا وناطقا، إلى حد صارخ وصريح، وكأن من يقف خلفه افترض أن مناخ الانقسام الداخلي يسمح له بأن يلعب “على المكشوف”، مطمئنا إلى أن هناك من هو جاهز، بانفعالاته المتأججة أو بنياته السيئة، لتلقف الحدث وتوظيفه في الاتجاهات المفخخة.
وبالفعل، وقبل أن ينقشع دخان الانفجار، هرول البعض إلى “الفخ” المنصوب، عبر اتهام الحزب تصريحا أو تلميحا، من دون الاتعاظ من التجارب السابقة الحافلة بالدروس والعبر. سارع المصطادون في الماء العكر إلى ممارسة هوايتهم في الهواء الطلق، واستعجل ممتهنو تصفية الحسابات نفض الغبار عن دفاترهم، في حين ان أضعف الإيمان يستوجب انتظار انتهاء التحقيقات، حتى يبنى على الشيء مقتضاه.
ومن المفارقات، أن بعض الإعلام المحسوب على جهات خليجية لم يتردد في تحميل “حزب الله” مسؤولية تعريض القطاع المصرفي إلى الخطر، في حين أنه لم يمضِ وقت طويل بعد على تدابير موجعة اتخذتها السعودية، على سبيل المثال، من قبيل إقفال البنك الأهلي السعودي في لبنان وسحب ودائع مالية، الأمر الذي كان له التأثير السلبي المباشر على الوضع المصرفي في لبنان!
إن ما يكاد يكون واضحا، برغم الضجيج والغبار، هو أن المستهدَف من تفجير “بنك لبنان والمهجر” هما “حزب الله” والقطاع المصرفي على حد سواء، وأي تفسير آخر يخدم الجريمة ويساهم في تحقيق أهدافها، عن قصد أو غير قصد.
وحسنا فعل مدير البنك المستهدف سعد الأزهري في عدم استباق التحقيق، محاذرا توجيه اتهامات متسرعة، وداعيا إلى عدم الشروع في استنتاجات مسبقة، فيما بدا بعض السياسيين، في المقابل، ملكيين أكثر من الملك، بل مصرفيين أكثر من المصارف، مع الإشارة إلى أن جمعية المصارف ستعقد اليوم اجتماعا طارئا للبحث في التطور المستجد، فيما أكدت مصادر مقربة منها لـ “السفير” أن المطلوب تحييد هذا القطاع وحمايته، لأنه احد صمامات الأمان الوطنية القليلة التي لا تزال تعمل.
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر مطلعة “السفير” أن حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أبلغ متصلين به أنه يرفض توجيه الاتهامات المسبقة، مؤكدا أنه ليس قلقا على الوضع النقدي.
ومن المتوقع أن يصدر اليوم بيان عن “حزب الله”، يستنكر فيه التفجير وينبه إلى خطورة استهدافاته.
الاخبار: الإرهاب يضرب “لبنان والمهجر”: الفتنة بعد العقوبات
كتبت “الاخبار”: ليس خافياً على أحد أن حزب الله دخل في مواجهة مع بعض القطاع المصرفي، بعدما قرر جزء من هذا القطاع تنفيذ قانون العقوبات الأميركية على الحزب، بطريقة تسعى إلى خنق بيئة المقاومة في مؤسساتها الاستشفائية والاجتماعية. وفي هذه اللحظة، قرّر طرف ما أن يدخل على الخط، بتفجير إرهابي استهدف “بنك لبنان والمهجر”، ليضع المقاومة في خانة الاتهام، ومحاولة محاصرتها بالفتنة بعد العقوبات
كانت بيروت قد دخلت قبل دقائق ساعة السكينة اليومية التي تعيشها عندما يحين موعد الإفطار نهاية الايام الرمضانية. تُشبه مدينة مهجورة إلا من أرواح أهلها، ورائحة الطعام المتسللة من المنازل. يقطع سكون الشارع بين الحين والآخر صوت سيارة مستعجلة، إما للوصول إلى مائدة الطعام، أو أن فراغ الطرقات أغرى السائقَ ليُظهر عزم محركه.
الساعة تشير إلى الثامنة و10 دقائق مساءً. دوّى الانفجار في فردان. هو أشبه ما يكون بالصوت الناجم عن غارة طائرة. هكذا بدا للموجودين في الحي. أول ما يتبادر إلى الذهن مبنى وزارة الداخلية. ربما هو المستهدف. لكن النزول إلى الشارع يكشف الدخان المتصاعد من داخل المبنى الرئيسي لبنك لبنان والمهجر. رجال الأمن المتوترون يتوزّعون على مداخل المصرف. فالباب الرئيسي للبنك فُتِح بعزم الانفجار الذي وقع في الشارع الفرعي الملاصق للمصرف، من الجهة الجنوبية. هو الشارع الذي يفصل بين “لبنان والمهجر”، ومدرسة رينيه معوّض. تحمل المدرسة اسم رئيس الجمهورية الذي اغتيل قبل أكثر من ربع قرن، “على رأس الشارع” نفسه. من اللحظة الأولى، أمكن مَن تابع مسلسل التفجيرات التي وقعت في لبنان أن يحسم بأن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة يقل وزنها عن 10 كلغ من مادة الـ”تي أن تي”. فالانفجار صغير، نسبة إلى ما شهدته البلاد في السابق، وآثاره على المحيط ليست بضخامة الصوت. يُسأل رجال الأمن في المصرف عن إصابات في صفوفهم، فيؤكدون أن الأمر يقتصر على شخص واحد جروحه طفيفة نتيجة تناثر الزجاج، علماً بأن رجلَي أمن يتحركان ليلاً، وبصورة يومية، منذ سنوات، تماماً في المكان الذي وقع فيه الانفجار. لكن يوم أمس كان الشارع خالياً منهما، بسبب موعد الإفطار.
سياسياً، وقع التفجير في لحظة اشتباك بين بعض المصارف (وعلى رأسها “لبنان والمهجر”) من جهة، وحزب الله من جهة أخرى، على خلفية قانون العقوبات الأميركي بحق الحزب. وهذا الاشتباك يجري كسفينة بلا ربّان. فالبلاد بلا رئيس، والحكومة نفضت يدها من الازمة، وحاكم المصرف المركزي رياض سلامة عاجز، حتى الآن، عن الإمساك بالعصا من وسطها. أما أمنياً، فالانفجار دوّى بعدما أوقفت الأجهزة الامنية خلايا تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي، أقرّ أعضاؤها بالإعداد لتنفيذ هجمات في بيروت، ضد مؤسسات غير عسكرية، وأماكن يرتادها المدنيون. وقبل الانفجار بيومين، عمّمت استخبارات الجيش برقية على مختلف الاجهزة الأمنية، تقول فيها إن لديها معلومات عن تخطيط “جبهة النصرة” للقيام بأعمال إرهابية تستهدف منطقة بيروت ــ الحمرا. أما الأهداف المحتملة فهي: دوريات الجيش وشخصيات سياسية وأمنية تتجول من دون مواكبة، “وذلك بواسطة عبوات لاصقة”. وبناءً على معلومات الجيش، عمّمت بعض السفارات (الكندية مثلاً) والأمم المتحدة على موظفيها ورعاياها ضرورة أخذ الحيطة والحذر، وعدم التوجه إلى المنطقة المذكورة.
وكما في كل مرة، بدأت موجة “الاتهام السياسي”، مستفيدة من الأجواء السياسية التي
سبقت الانفجار. لكن هذا الاتهام بقي محصوراً إلى حدّ بعيد في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. رئيس مجلس إدارة بنك “لبنان والمهجر” سعد الأزهري بدا أمس على قدر الحدث، فأتى تعليقه عليه هادئاً، قائلاً: “لا نتهم أحداً بتفجير اليوم الذي استهدف المصرف وننتظر التحقيقات”. النائب وليد جنبلاط كان أكثر المستشعرين للخطر، فرأى أن “لبنان دخل في مسلسل تفجيرات يستهدف القطاع المصرفي”، معتبراً أن “إسرائيل هي أول المستفيدين منه، وحزب الله متضرر”. ورأى أن “هناك جهات تريد ضرب النظام المصرفي اللبناني”، طالباً من القطاع التماسك. وفي نقاش بعيداً عن وسائل الإعلام، قال جنبلاط لأحد سائليه، إن هذا الحدث، فيما لو تحوّل إلى مسلسل، فسيكون أكثر خطورة على البلاد من اغتيال الرئيس رفيق الحريري!
بدوره رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “الهدف من التفجير ليس إنزال
أضرار بشرية، بل إرسال رسالة في جوّ العقوبات الأميركية، لكن كل هذا لا يخوّلنا الجزم بأي استنتاجات”، داعياً الأجهزة الأمنية إلى “قطع الطريق على أي استنتاجات من خلال كشف المرتكبين، وإلا يكون هناك تجهيل للفاعل”. واستنكر الرئيس سعد الحريري الانفجار، مؤكداً أن “لبنان سيبقى يواجه حتى النهاية عمليات التفجير والقتل”. وأكد أن “معركتنا مع الإرهاب والتفجير وعمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة”.
أما وزير الداخلية نهاد المشنوق فقد أشار إلى أن “الانفجار ليس له علاقة بالمعلومات التي كنا نتكلم عنها مسبقاً، وهو خارج سياق التفجيرات التقليدية التي كنا نشهدها”. ودان الوزير السابق عبد الرحيم مراد الانفجار، معتبراً أنه “محاولة دنيئة لإرباك الساحة الوطنية عبر توجيه أصابع الاتهام لأطراف متضررة من بعض الإجراءات المصرفية، وهي محاولة هدفها تعميق الأزمة”. ووضع الوزير السابق فيصل كرامي التفجير في إطار “استهداف لبنان”، معتبراً أن “الثابتة الأساسية التي ننطلق منها لمواجهة المرحلة هي أن ما يتعرض له لبنان مؤخراً لا يخدم سوى إسرائيل”.
البناء: واشنطن لحسم سرت والفلوجة والرقة صيفاً… و”داعش” يردّ في فلوريدا تفجير “لبنان والمهجر”: البلد صار مكشوفاً وتصعيد الحرب على حزب الله
كتبت “البناء”: تقول تقارير مراكز بحث أميركية تتابع ما يجري في الحزب الديمقراطي الأميركي على أبواب الانتخابات الرئاسية الأميركية، أن نسبة حظوظ فوز مرشحة الحزب هيلاري كلينتون محفوفة بالمخاطر، في ظلّ تفوّق المرشح الجمهوري في استنفار جمهور حزبه للمشاركة، وأنّ الطريق الذي يجب على الرئيس الأميركي سلوكه لضمان فوز حزبه في الانتخابات، يبدأ بالتفرّغ لمساعٍ داخلية حزبية تضمن تنشيط قدرة التحشيد عبر التفاهم على اسم نائب الرئيس مع المرشحة كلينتون، يضمن مشاركة الشرائح المستنكفة والتي يمكن أن تستنكف، خصوصاً تلك التي استنهضها ترشيح برني ساندرز وقد تنكفئ بتثبيت ترشيح كلينتون، وما قد يعنيه ذلك من سعي لتسمية ساندرز نائباً للرئيس ضمن صفقة تتضمّن تعديلات جوهرية في برنامج تعهّدات كلينتون الداخلية والخارجية تلبّي الحدّ الأدنى من الشروط التي يضعها ساندرز لقبول الترشيح للمنصب، وبالتوازي تقترح النخب الحزبية على الرئيس أوباما التسريع بخطط الحرب على داعش ليحسم الصيف مصير سرت ومحيطها في ليبيا والفلوجة في العراق والرقة في سوريا، وهو ما تبدو أنّ آلياته تشتغل وبسرعة، بينما تبدو الرسالة قد وصلت لتنظيم داعش الذي بادر للضرب بقسوة في الداخل الأميركي عبر التفجير الذي استهدف الملهى الليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا، بما يراه المتابعون العسكريون والأمنيون في واشنطن بوابة تصاعد في هذا السجال، المزيد من التقدم خارج أميركا في الحرب على داعش يلاقي المزيد من الضربات المتوقعة في الداخل الأميركي.
وفي قلب الحرب هذه تبدو سورية نحو المزيد من التصعيد في الحربين المفتوحتين على جبهتي الرقة وحلب وأريافها، ويبدو التورّط التركي في جبهة حلب متصاعداً، فيما التقدّم الذي يحققه الجيش السوري وحلفاؤه إلى تصاعد مع توقعات جبهات حلب وإدلب للأسبوع المقبل، وفيما اليمن ينتظر إعلان المبعوث الأممي عن الخطة التي قال إنها حظيت ضمناً بقبول الأطراف، تبدو المسارات السياسية معطلة في جنيف الخاص بسورية.
المسارات الأمنية الطاغية تبدو قد اتخذت من لبنان ساحة لها بعد طول هدوء، مع التفجير الذي استهدف بنك لبنان والمهجر في العاصمة بيروت، في إشارة قرأت عبرها المصادر الأمنية المتابعة إعلاناً عن رفع الغطاء الدولي عن الأمن في لبنان، وفتحه على الاحتمالات كلها، بتوظيف شحنة الغضب على التفجيرات لمحاصرة حزب الله بين فكّي كماشة، إما الانصياع للعقوبات الأميركية بفظاظتها وتوحشها ضدّ بيئته الحاضنة، والسعي لفكفكتها من حوله، أو الدخول في مسار تخريبي يصبّ الماء في طاحونة تصعيد الاتهام لحزب الله بالتورّط بالإرهاب.
دخل لبنان مرحلة جديدة عنوانها محاذير أمنية كبرى قد تمسّ حالة التماسك والاستقرار التي يعيشها البلد وتشارك فيها أجهزة مخابرات ودول غربية وإقليمية على المكشوف ووضع أولوية مختلفة تؤسس للمناخ الخطير الذي أعدت له بيروت ولبنان في الفترة المقبلة، والذي جعل السفارتين الفرنسية والكندية تطلبان من رعاياهما عدم الحضور إلى بيروت. عنوان تفجير فردان الذي وقع بالقرب من بنك لبنان والمهجر في فردان امس، “كاد المريب أن يقول خذوني”، مؤامرة كبيرة قرّرت أن تتسلل إلى قلب السجال الإعلامي بين حزب الله والمصارف والحاكمية لتحدث فتنة كبيرة مشابهة لعمليات الاغتيال التي كانت ترتكب ويتهم بها حزب الله بعد ساعات. لقد قرّر طرف من خلال تفجير يوم أمس، أن يستغلّ المناخ المحتقن والسجال الإعلامي على خلفية العقوبات والمصارف وحاكمية مصرف لبنان وأن يتسلل في ليل ليدخل داخل هذا السجال، موقعاً فتنة هدفها حرف الأنظار عن هزيمة تيار المستقبل بالانتخابات البلدية، وإنقاذ الرئيس سعد الحريري من حالة التخبط والتداعي التي يعيشها ما بعد الانتخابات والتركيز الإعلامي على التداعيات التي لها علاقة بشقيقه بهاء الحريري أو بتياره وبفريقه السياسي، وبالسفير السعودي وبالوزير أشرف ريفي، ووضع أولوية مختلفة تقوم على شد العصب وإعادة تصويب اتجاه الأحداث، مسح الانتخابات البلدية ونتائجها من الإعلام، وإعادة المواجهة مع حزب الله ووضعه في قلب المشهد.
وإذا كان الانفجار أحدث أضراراً في السيارات القريبة من موقعه وفي مبنى بنك لبنان والمهجر، من دون أن ينجم عنه سوى إصابات طفيفة تمّ نقلها إلى مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت، أكدت مصادر مطلعة لـ “البناء “أنه انطلاقاً من طبيعة ومكانة التفجير الذي وقع في فردان، يمكن لهذا التفجير أن يصنف في خانة الانفجارات الرسائل وليس الانفجارات التدميرية.
وأشارت المصادر إلى أن انفجار عبوة بحجم بين 10 و15 كلغ من TNT نفّذ في وقت الإفطار، حيث الطرقات تكاد تكون خالية من المارة، وفي شارع فرعي وجانبي، يشير إلى أن الفاعل واحد من ثلاثة احتمالات إما أنه غير محترف أو أنه غير طليق الحركة بسبب التدابير الأمنية المتخذة أو أنه يكتفي بتوجيه الرسائل التحذيرية.
ورجحت المصادر احتمال الرسائل التحذيرية التي من المحتمل أن تكون موجهة للبنان عموماً أن التهديدات التي أطلقتها المجموعات الإرهابية وضعت موضع التنفيذ، أو لوزارة الداخلية بسبب مواقفها الأخيرة، أو للاصطياد في الماء العكر لإثارة اللغط حول علاقة حزب الله بالمصارف والحاكمية، خاصة بنك لبنان والمهجر.
ولفتت المصادر إلى أن الرسائل التحذيرية تؤكد أن الخلايا النائمة لا تتحرّك بشكل عبثي، وهي تبقى بكل الأحوال الجيش السري للمنظومة الإقليمية والغربية التي تستثمر في الإرهاب”، معتبرة أن هذا التفجير يأتي في سلسلة التحريض على حزب الله لا سيما بعد المواقف التي ركّزت على استهداف بنك لبنان والمهجر نظراً لدور الأخير الكيدي في تطبيق القرارات الأميركية”، مشددة على أن الطريقة التي أديرت بها ردة الفعل الإعلامية ما بعد التفجير شكلت عصفاً تفجيرياً أخطر بكثير من العصف الذي أحدثه التفجير بحد ذاته وكأن هناك منظومة متكاملة كانت تنتظر دقائق ما بعد التفجير أم تي في وال بي سي والمستقبل لترتكب ما ارتكبته من تحريض وإشعال للفتنة.
وأشار وزير الداخلية نهاد المشنوق من مكان التفجير إلى أن الانفجار يأتي هذه المرة “خارج عن إطار الانفجارات التقليدية”، وأن القنبلة وضعت في حقيبة بجانب جدار مكتب بنك لبنان والمهجر، نافياً وقوع إصابات “إنما بعض حالات الإغماء”، كما زار موقع التفجير مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص الذي كشف أن العبوة كانت موضوعة في حوض أزهار خارج مصرف لبنان والمهجر، وقدّر زنتها بين 10 و15 كلغ من المواد المتفجّرة. وأعلن وزير التربية الياس بو صعب من مكان التفجير عن استبدال مدرسة رينيه معوض المتضرّرة بالانفجار بثانوية شكيب أرسلان لاستكمال إجراء الامتحانات الرسمية اليوم.
ورفض رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك لبنان والمهجر سعد الأزهري، توجيه الاتهام بالانفجار الذي استهدف فرع المصرف في منطقة فردان إلى أي جهة، وطالب بانتظار التحقيقات وعدم الشروع بالاستنتاجات المسبقة. ودعا رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط، في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”، ومن موقعه “كمراقب كوني لست من أصحاب الاختصاص في المواضيع المصرفية والنقدية”، إلى “الخروج من هذا السجال العلني في الصحف والإعلام، والكفّ عن التهجّم على حاكم المصرف المركزي، لأن المواجهة اليوم تستهدف حزب الله وجمهوره ولبنان، نعم كل لبنان، وهي ليست مواجهة بالصواريخ أو الدبابات أو الطائرات أو غيرها من الأسلحة يتقن المجاهدون في المقاومة التعاطي معها ودحرها، كما فعلوا في كل الجولات السابقة من أيام الاحتلال إلى 2006”.
الديار: من صاحب المصلحة في تفجير بنك لبنان والمهجر ؟ الحريري: عمل إستخباراتي بامتياز… حزب الله: موجه ضدّنا الصفقة الرئاسيّة على صفيح ساخن … بانتظار أن يتلفظ رئيس المستقبل بإسم الجنرال
كتبت “الديار”: كما جرت العادة، حلت وسائل اعلامية تابعة لاحزاب وتيارات محل المراجع الامنية والقضائية ووجهت اصابع الاتهام، على نحو مباشر، الى “حزب الله” في وضع العبوة الناسفة امام مدخل الواجهة الخلفية لمبنى بنك لبنان والمهجر في شارع فردان والتي ادى انفجارها الى احداث اضرار فادحة في المبنى دون وقوع ضحايا، باستثناء اصابة طفيفة او اثنتين.
واستندت هذه الوسائل الى البيان الاخير لكتلة “الوفاء للمقاومة” ولمقالات صحافية معترضة على قانون العقوبات الاميركي، وكذلك الى عناصر عملانية، منها مكان التفجير، والتوقيت (ساعة الافطار) ما يجعل من وقوع الضحايا امراً مستبعداً الى حد كبير.
على الجانب الآخر، رأت جهات سياسية متعاطفة مع الحزب ان ثمة اجهزة استخباراتية، او قوى معينة، من مصلحتها اثارة الرأي العام ضد الحزب في نطاق الاستراتيجية الاميركية الرامية الى التضييق على “حزب الله” والى حد فرض الحصار المتعدد الابعاد عليه بما في ذلك الحصار السيكولوجي وتلطيخ سمعته داخلياً وخارجياً.
وسألت هذه الجهات عن جدوى اقدام الحزب على عملية مثل تفجير احد المصارف الذي يمتلك بنك اوف نيويورك نحو 35 في المئة من اسهمه سوى زيادة الضغوط عليه، وهو الذي يعلم ان الكونغرس الذي يتحكم اللوبي اليهودي باتجاهاته حيال ملفات الشرق الاوسط، انما اصدر هذا القانون لترهيب المصارف التي في وضع حساس جداً، ولدفع الحزب الى الزاوية وتأليب “البيئة الحاضنة” ضده.
وتجنب رئيس مجلس ادارة مدير عام المصرف سعد الازهري الوقوع في فخ الاسئلة الموجهة التي حاولت استدراجه الى اتهام “حزب الله” توجيه الاتهام بالانفجار الى اي جهة، وبانتظار نتائج التحقيقات دعا الى عدم الشروع في اطلاق الاستنتاجات ونافياً تلقي اي تهديدات.
النهار: ترهيب المصارف… الرسالة وصلت ولا تغيّر شيئا موقف ثابت حيال القانون الأميركي والتزام تطبيقه
كتبت “النهار”: لن يكون بعد انفجار مساء أمس الذي استهدف “بنك لبنان والمهجر” كما قبله، ذلك ان التداعيات على القطاع الاكثر صموداً في الاقتصاد اللبناني لا بد ان تظهر تباعاً في ظل ضغوط خارجية وداخلية تربك العمل المصرفي سبقت بلوغ التهديد حد التفجير. واذا كان المنفّذون اختاروا مساء الاحد، ووقت الافطار، لتجنّب سقوط ضحايا، فان الهدف بدا جلياً بتوجيه رسالة الى المصارف. وربما وقع الاختيار على “بنك لبنان والمهجر” لأنه الأكثر تشدداً في تطبيق قانون العقوبات الاميركي ضد “حزب الله”، كمحاولة للايقاع بين القطاع بمجمله والحزب الذي رفع حدة خطابه ضد المصارف في الاسبوعين الاخيرين. وقد حذر النائب وليد جنبلاط من طابور خامس يمكن ان يصطاد في الماء العكر، مجنباً البلاد خطر الانزلاق الى اتهام متسرع لـ”حزب الله” بالوقوف وراء تفجير أمس. وقال لـ” النهار” إن “هدف التفجير في بيروت ضرب الاقتصاد والنظام المصرفي ودعوت الى حوار هادئ في شأن العقوبات الأميركية”. وأضاف: “ثمة من لا يريد الحوار في موضوع العقوبات الأميركية ولا بد من الحفاظ على القطاع المصرفي وتماسكه”.
وقد تداعت جمعية مصارف لبنان الى اجتماع لمجلس الجمعية الحادية عشرة قبل ظهر اليوم للبحث في تداعيات الانفجار واتخاذ موقف في شأنه. وقالت مصادر مصرفية لـ”النهار” إن موقف المصارف ثابت وواضح حيال القانون الأميركي والتزام تطبيقه، مشيرة الى ان المصارف مرت بظروف أصعب وأقسى خلال الحرب ولم تثنها تلك الظروف عن القيام بدورها وواجباتها والتزاماتها تجاه زبائنها كما تجاه القوانين الدولية. وأضافت: “الرسالة وصلت، لكنها لن تغير في التزام المصارف واجباتها وخصوصاً عندما يتعلق الامر بوجودها ووجود لبنان ضمن النظام المالي العالمي”.
ورفض رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ”بنك لبنان والمهجر” سعد الأزهري توجيه الاتهام بالانفجار الذي استهدف المقر الرئيسي لمصرفه في منطقة فردان، إلى أي جهة، مطالباً بانتظار التحقيقات وعدم الشروع في الاستنتاجات المسبقة.
واستنكر الرئيس سعد الحريري بشدة التفجير الإرهابي وقال: “إن معركتنا مع الإرهاب والتفجير وعمليات القتل والاغتيال والرسائل المباشرة وغير المباشرة طويلة، وهي معركتنا نحن، وسنكمل، وكل أنواع الإرهاب لن تخيف اللبنانيين، وجميعنا سنكون في مواجهته ولبنان سينتصر في النهاية”.
واذا كان التفجير الارهابي سيرخي بظلاله على مجمل المواقف والتحركات السياسية والاقتصادية، فان ذلك لا يحجب المشكلات المتراكمة التي تواجه الحكومة التي لا يخفي رئيسها تمام سلام لـ”النهار” انزعاجه “من أن كل الامور ماشية بتسوية من هنا أو تسوية من هناك، من أجل تمرير الامور مرحلياً وموقتاً. حتى مجلس الوزراء متعثر. يجتمع مرة أو اثنتين، وكل موضوع يحتاج إلى نصف ساعة يستغرق بحثه جلستين أو ثلاثاً. وأحيانا نخرج بنتيجة وأحيانا كثيرة لا”.
المستقبل: وكالة “فارس” الإيرانية تستبق الانفجار بتهديد “جيش لحد المصرفي بـ 7 أيار جديد” رسالة متفجّرة تستهدف “لبنان والمهجر”
كتبت “المستقبل”:اهتزّت بيروت مساء أمس، في وقت الإفطار، بدويّ رسالة متفجّرة استهدفت بنك “لبنان والمهجر” في محلّة الكونكورد، سبقتها رسائل إعلامية وإلكترونية متواصلة وضعت “حزب الله” في دائرة الاتهام خصوصاً أن آخرها جاء في تقرير إخباري في وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، نُشر قبل ساعتين فقط من موعد وقوع الانفجار وتضمن تهديداً صريحاً منسوباً الى أحد المقرّبين من “حزب الله” بـ”7 أيار جديد”.
لم يكن صعباً إدراك مغزى الرسالة المتفجّرة والجهة المستهدفة لتزامنها مع التوتّر المتصاعد بين “حزب الله” والقطاع المصرفي على وقع العقوبات الأميركية، لكن مصادر في مصرف لبنان المركزي أبلغت “المستقبل” أن هذه الرسالة “لن تجدي لأن لا خيار لديه سوى تطبيق القوانين المحلية والأميركية والدولية”. فيما قال رئيس مجلس إدارة بنك “لبنان والمهجر” سعد أزهري لـ”المستقبل” أن “من المبكر الاستنتاج أو الإدلاء برأي قبل ظهور نتائج التحقيق”، مؤكداً أن الأهم كان “اقتصار أضرار الانفجار على الماديات”.
اللواء: “إنفجار بلوم”: رسالة حامية للمصارف.. وتوجه للردّ بموقف رادع الحريري: كل أنواع الإرهاب لن تخيف اللبنانيين { جنبلاط لوقف الحملة على سلامة والمتضرر حزب الله
كتبت “اللواء”: في اختيار للمكان والزمان والتوقيت والسياق السياسي مدروس ودقيق، لدرجة الحرفية، دوى انفجار قوي، سرعان ما ظهرت سحابات الدخان الأسود فوق سماء محلة فردان: هذا الشارع العريض، ويمكن وصفه بشارع المصارف من أوله إلى آخره.
عند نقطة تقاطع، تذكّر بجريمة اغتيال الرئيس رينيه معوّض وقع الانفجار، الذي سرعان ما استدعى حركة إسعافات، وحضور أمني وعسكري، عزل المكان عن الشوارع المتقاطعة، من كورنيش عائشة بكار شمالاً إلى طريق الصنائع شرقاً، وباتجاه الحمراء ووزارة السياحة نزولاً، وباتجاه البريستول غرباً، وقبالة الكونكورد ومدرسة الرئيس الشهيد رينيه معوّض.
دقائق، ويتبيّن أن المكان المستهدف هو المقرّ الرئيسي لبنك لبنان والمهجر، بلوم بنك.
الجمهورية: الإرهاب يضرب في أورلاندو.. وتفجير يُقلق اللبنانيين في بيروت
كتبت “الجمهورية”: تَنقّلَ الحدث الأمني الإرهابي أمس بين مدينة أورلاندو الأميركية ومنطقة فردان البيروتية. في الولايات المتحدة حوالى مئة قتيل وجريح بسلاح الحقد والكراهية، كما وصَف الوضعَ الرئيس الأميركي باراك أوباما (ص 14)، وفي بيروت لا ضحايا بشرية، ولو أنّ الرسالة التفجيرية قد تكون أخطر، وضحاياها الشعب اللبناني برُمَّته إذا لم يتمّ احتواء تداعياتها.
تلقّى لبنان وليس القطاع المصرفي والمالي فقط ضربةً خطيرة من خلال التفجير-الرسالة الذي استهدفَ المقرّ الرئيسي لمصرف لبنان والمهجر في منطقة فردان، وهي المرّة الأولى التي يتعرّض فيها القطاع إلى هذا النوع من الترهيب.
وما زاد في خطورة الوضع أنّ الانفجار جاء في توقيت وظروف توحي بأنّ المصرف تلقّى “رسالة” في إطار الصراع وشدّ الحبال بين القطاع المالي من جهة و”حزب الله” من جهة أخرى على خلفية الامتثال لقانون العقوبات الأميركي (HIFPA).
وعلى رغم عدمِ تبنّي أيّ جهة للتفجير، ورفضِ معظم الأطراف السياسية والمصرفية استباقَ التحقيق واتّهام أيّ جهة، إلّ أنّ الأنظار اتّجَهت إلى مواقف متدرّجة لـ”حزب الله” اتّهمت بعض المصارف بالمغالاة في التوسّع بتطبيق القانون، وبأنّها “حصان طروادة للولايات المتحدة الأميركية”.