اشلاء ودماء اطفال اليمن تطارد السعودية عبد الحميد دشتي
اكثر الذين ينتقدون نظرية المؤامرة هم الاكثر ضلوعاً فيها .. اذ لاشيء يحدث بالصدفة او كرد فعل .. وهذا ما شهده العالم عبر التاريخ الى ان وصلنا الى
” الربيع العربي ” الموضوع من قبل دهاة الفكر الاقتصادي – السياسي حتى قبل نهاية مفاعيل سايكس بيكو بنحو ربع قرن .
وهذا من ابجديات علم الحروب المنتجة للاقتصاد العالمي والتي تهدف في نهاية كل امر الى اعادة انعاش اوضاعها الاقتصادية .
وكما ان للحروب ادواتها ( وهنا في المنطقة العربية والاسلامية ، السعودية ومن لف لفها وعلى رأسها الكيان العبري ، وبلاك ووتر والقاعدة وداعش واخواتها )
فإن للسلام ايضاً ادواته المتمثلة بالشركات العملاقة المتلطية بالمنظمات الدولية لزيادة حصصها في اعادة اعمار ما دمرته .
هذه المقدمة لم تأت جزافاً بل هي توضيح الواضح من المعادلات الجديدة في المنطقة والتي بدأت مراكز الدراسات – وهي بطبيعة الحال غير مستقلة – تتحدث عنها ، ما يعني ان الحروب التي بدت وكأنها عبثية وهي ليست كذلك قد شارف دورها على الانتهاء ليبدأ صراع جديد على خصخصة السلام بين الدول والدول وبين الشركات والشركات .
وحتى تبدأ هذه المرحلة لا بد من مسوغات لها تصدر عبر قرارات متتالية لتحديد الضالعين في جرائم الحروب وبالتالي لتدفيعهم الثمن .
ومن هنا .. من باب الطفولة الاكثر تأثيراً في الضمير العالمي صدر قرار الامين العام بوضع ” التحالف ” على القائمة السوداء لقتل الاطفال ، وهنا ما زلنا نتحدث عن اليمن فقط التي يستشرف المراقبون والمقربون من صناع القرار نهاية حتمية لها بعد فشل كل اهدافها . وسيكون الامر نفسه بالنسبة لسوريا والعراق وغيرها من مناطق الاشتعال .
ولهذا جن جنون السعودية التي تحاول لملمة فشلها عبر المحادثات التي تتعثر اكثر مما تتقدم في الكويت بسبب الخروقات التي تمارسها السعودية للحصول على الحد الادنى مما يسمى بانتصار المهزومين من خلال توسيع رقعة سيطرتها او منع اي تطور جغرافي قد يطال خريطتها في جنوبها الغني لصالح صالح وانصار الله وخوفاً من خسارة ما المناطق التي احتلها عبد العزيز اي جيزان ونجران وعسير .
ولهذا ايضاً اقدمت على تفعيل لوبياتها المسعورة ضد الامين العام الذي ” لحس ” كلامه بعد الضغوط التي انهالت عليه من كل حدب وصوب .. وعاد ليؤكده حفاظاً على بعض مصداقيته ببيان ملتبس ، لكن والحق يقال انه كان صادقاً في الجزئية المتعلقة بالطفولة وهو الذي تنتهي ولايته الثانية في ديسمبر 2016 ويريد ان يرتاح في بلاده كوريا الجنوبية .
لكنه تحت الطاولة قبل بالعرض السعودي للاجتماع في نيويورك في 17 يونيو حزيران لاعادة النظر بالارقام الواردة في القرار المبني من تقرير صادر عن الأمم المتحدة مسؤولية تحالف العدوان السعودي عن 60 % من الوفيات والإصابات بين الأطفال في العام الماضي حيث قتل 510 واصاب 667 طفلا جميعهم قضوا في الغارات التي شنها طيران تحالف العدوان السعودي على اليمن منذ مارس 2015.
وكان كي مون قد اعلن ان دول التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن والذي يضم الدول الخليجية عدا سلطنة عمان، ومصر والمغرب والسودان والأردن، في القائمة السوداء السنوية، التي تتضمن الدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال الصراعات، في أول موقف أممي يوجه الاتهام بشكل مباشر للعدوان السعودي بقتل وتشويه الاطفال اليمنيين في حربها ” العبثية ” والظالمة ضد الشعب اليمني .
هذا ومن المتوقع حسب مصادر مطلعة أن تضاف دول التحالف ضمن التقرير السنوي للأمم المتحدة الذي يعرض محنة الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة في العام 2015 في 14 بلدا، مؤكداً ان نصف الهجمات التي تعرضت لها مدارس ومستشفيات يمنية نفذها تحالف العدوان السعودي ، ما يفسر الجنون السعودي الذي يعني ان عليها ان تدفع تعويضات هائلة يفرضها عليها المجتمع الدولي .
لكن اشلاء اطفال اليمن ودماءهم الزكية ستبقى تطاردهم الى الابد .