الاجتماع الثلاثي في طهران: تعزيز التنسيق.. ورسائل
حدثٌ نوعي في مسار تفعيل الحرب على الارهاب وتوجيه رسائل دولية في هذا الاطار شكله اللقاء الثلاثي العسكري الامني بين ايران وروسيا وسوريا في طهران. لقاء اطلق تفعيلا اضافيا للتنسيق والتعاون بين هذه البلدان الثلاث في الموضوع السوري ومكافحة الارهابيين ومواجهة تحركاتهم، وشكل سواء عبر انعقاده بحد ذاته او المواقف التي خرجت منه صورة واضحة عن عمق التنسيق ووحدة الرؤية ولم يخلُ من رسائل للحلف الاميركي.
الاجتماع الثلاثيكما شكّل هذا الحدث ردا على اقاويل تتناول الدور الروسي، وهو دور كان ولا يزال اساسيا وفعالا في ضرب الارهابيين وفي المسار السياسي، وبرز في المواقف على هامش اللقاء تنديد واضح وصريح بالاجراءات الوهمية والسياسات المزدوجة التي يعلن عنها الحلف الغربي بمواجهة الارهاب.
ويؤكد هذا التفعيل الجديد صورة الحرب الحقيقية على الارهاب عبر هذه الدول الثلاث التي تلعب الدور الاساسي في مواجهة قوى الظلام الارهابي وداعميها بالاضافة الى العراق والمقاومة وكل قوة تواجه حركات متطرفة لا تخدم الا اعداء العالم العربي.
وقد برز من خلال هذا الاجتماع عدة عناوين تحمل مسارا للمرحلة المقبلة لم تقتصر على العنوانين العسكرية بل اكدت على اهمية المسار السياسي. ومن هذه العناوين:
– تعزيز التنسيق العسكري بين الدول الثلاث في الحرب على الارهابيين
– تفعيل الطاقات السياسية لدى الدول الثلاث للتوصل الى الية شاملة لوقف الحرب في سوريا
– دعوة للغرب الى عدم الازدواجية في الملف السوري
– تاكيد على دور المقاومة في الحرب على الارهاب
– تاكيد على استمرار دعم سوريا حتى اجتثاث الارهاب
عدة رسائل الى الغرب والى من يدعم الارهاب او يتلكأ في مواجهته وجهها المجتمعون وقد جاء على لسان المسؤولين الايرانيين ان سياسة اميركا و حلفاءها وغير البناءة تجاه الازمة السورية زادت من حدة التوترات السياسية والعسكرية في سوريا و ان تقديم الدعم للجماعات الإرهابية وفي الوقت نفسه عرض حلول سياسية لتسوية الازمة في سوريا يعد تناقضا صريحا.
ومن الرسائل ان الارهابيين ان لم يتم احباطهم سينشرون جذورهم في العالم بأسره. كما كان من الرسائل ايضا استمرار الدعم الثابت لسوريا، وان دعم الحكومة في سوريا هو بطلب منها -اي ليس كما يتصرف الحلف الغربي-.
حملت المواقف الايرانية اشارات حول موضوع دعم سوريا وحول وقف اطلاق النار. فوزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان اكد ان ايران كانت دوما من دعاة التفاوض ومعالجة الازمة السورية عن طريق الحوار السوري – السوري مضيفا اننا نوافق على وقف اطلاق نار مكفول ومضمون لا يؤدي الى اعادة بنية وقدرات الارهابيين في سوريا.
وخلال لقائه وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج اشار دهقان الى ان التعامل بحزم مع الارهاب والاستقرار في المنطقة والعالم من السياسات المعلنة للجمهورية الاسلامية الايرانية قائلاً : اننا بناء على طلب الحكومة الشرعية في سوريا، نعتبر دعمنا للحكومة والشعب في هذا البلد واجبا لنا.
واكد عزم الجمهورية الاسلامية الايرانية الراسخ في مكافحة الارهاب ودعم الدول التي تتعرض للارهاب واستمرار تقديم المساعدات الشاملة للشعب السوري والتمهيد لعودة مشردي الحرب.
من جهته ثمن وزير الدفاع السوري دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية مؤكداً امتزاج دماء الشهداء الايرانيين مع السوريين سيؤدي الى دحر الارهاب وانتصار محور المقاومة.واضاف : ان القيادة والشعب والقوات المسلحة في سوريا ستتخلص من شر الارهابيين وداعميهم عبر دعم الدول الصديقة
الاجتماع في طهرانفي السياق ذاته، أكد امين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني الذي التقى الفريج، استمرار دعم ايران لسوريا حتى اجتثاث جذور الارهاب قائلاً : ان مواجهة الفتنة امر صعب وان لم تسحق ستمتد جذورها الى العالم اجمع.
واضاف : بالتزامن مع زيادة التنسيق العسكري لمكافحة الارهاب التكفيري، سيتم متابعة تنشيط الامكانات السياسية اكثر من السابق للوصول الى طرق شاملة بغية ايقاف الحرب وسفك الدماء في سوريا.
وفي جانب اخر من تصريحاته إعتبر شمخاني ان رؤية اميركا و حلفائها الغربيين و الاقليميين السياسية وغير البناءة تجاه الازمة السورية زادت من التوترات وان دعم الارهابيين و في الوقت نفسه عرض حلول سياسية يضع علامات إستفهام امام مصداقية هذه الدول.
وقال شمخاني خلال لقائه وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو إنه “من الضروري أن أعرب عن تقديري للسياسات والإجراءات الشجاعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعمه الفاعل والمؤثر للتصدي الشامل للإرهاب في سوريا”.
وأشار شمخاني في اللقاء إلى تزايد التعقيدات السياسية والأمنية في الأزمة السورية التي تسببت في استمرار آلام وقتل الشعب السوري، وقال إن “أسلوب المواجهة ومسيرة التأثير الأميركي وحلفائها الغربيين والإقليميين على الأزمة السورية تشير إلى أن هدفهم هو مجرد توفير هامش أمن للكيان الصهيوني واجراء استعراضات إعلامية ودبلوماسية للتأثير على الرأي العام لصالح أهداف سياسية وانتخابية.
واعتبر شمخاني التعاون الوثيق والمؤثر والمتنامي بين البلدان الثلاثة وتيار المقاومة بأنه العامل الرئيسي لهزيمة الشبكة الارهابية وتدميرها الملحوظ في المنطقة، وأن على المجتمع الدولي أن يتماشى ويدعم الجهود ويجند كافة طاقاته لمعاقبة وتقييد الدول التي تساعد بشكل خفي وعلني، على تعزيز قدرة الإرهاب التكفيري.
من جانبه اعلن شويغو إن “التصدي الشامل للإرهاب هو مسؤولية دولية يجب على جميع الدول أن تشارك فيه لإيجاد عالم أكثر أمنا”.
وفيما لم يصدر مواقف عربية ودولية حتى الان من الاجتماع استنكر مستشار ولي عهد أبو ظبي الاجتماع وقال في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “لا أتأمل أي خير من اجتماع وزراء دفاع روسيا وسوريا وإيران في طهران اليوم”.
وكانت صحيفة “كوميرسانت” الروسية قالت الوزراء الثلاثة يناقشون في هذا الاجتماع خطة تنسيق العمليات في سوريا إذا ما تطورت هجمات “داعش” و”جبهة النصرة”، ومسألة تعزيز مراقبة الحدود السورية – التركية.
في تقييم كل من الاطراف الثلاثة للاجتماع اعتبر الفريج الاجتماع الثلاثي لوزراء دفاع ايران وروسيا وسوريا ناجحاً جداً ومصيرياً مؤكداً استمرار عملية التنسيق المكثف بين الدول الثلاث على مستويات عدة في اطار برامج التعاون الجديدة.
اما شمخاني فعبر عن إرتياحه لما حققه الاجتماع الثلاثي من إنجازات وأعلن عن تعزيز التنسيق العسكري لمكافحة الارهاب التكفيري.
وأكد شويغو ارتياحه للحوار والتنسيقات المتمة في اجتماع طهران، معربا عن أمله بأن يسفر الاجتماع عن رفع مستوى التعاون بين الدول الثلاث في مسيرة مواجهة الإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار المستديم في سوريا.