الشائعات عن خبو الانتفاضة الحالية كانت سابقة لاوانها: ناحوم برنياع
اليوم تخرج أربع جنازات على الدرب، تأبينات تمس شغاف القلب ستقال في المقابر، والجرحى سيكافحون في سبيل حياتهم وسواء عقولهم في المستشفيات، والسياسيون سيملأون الشبكة الاجتماعية بالخطابات المليئة بروعة بعلامات التعجب والفقيرة على نحو مخيف بالحلول.
عملية اطلاق النار في قلب منطقة الترفيه الصاخب في تل أبيب هي ضربة؛ فهي لا يفترض ان تقع. ولكنها وقعت، وذكرتنا بان الشائعات عن خبو الانتفاضة الحالية كانت سابقة لاوانها. فالبندقية المصنوعة محليا حلت محل سكين المطبخ؛ لابسو البدلات حلوا محل فتيان المدارس، ولكن الارهاب لا يزال هنا فتاكا كما كان دوما.
لا توجد لدى حكومتنا طريقة لتصفية موجة الارهاب هذه. فحقيقة ان الجيش والمخابرات الاسرائيلية تحبط بعضا من العمليات في مرحلة التخطيط وتردع بعضا من المتمردين، ولكن سيكون دوما من ينجح في التسلل والتنفيذ. اذا كان اعتقد احد ما بان دخول افيغدور ليبرمان الى وزارة الدفاع سيجلب معه فعل سحر يحل المشكلة، فيجمل به أن يعيد التفكير. شيء واحد فقط تغير في الطقوس التي ترافق كل عملية: هذه المرة لن نسمع ليبرمان يتهم الحكومة بالعجز والاستسلام للارهاب.
العالم سيسير كعادته. في القرى الفلسطينية سيبذرون في ليلة واحدة احتياطي الالعاب النارية التي اعدوها لليالي رمضان، سيطلقون النار في الهواء، سيرفعون الاعلام، وبعد ذلك سيواصلون ليوم آخر من الاحتلال. 50 سنة وهم يحتفلون. وماذا حققوا، باستثناء قائمة طويلة من الشهداء الذين قتلوا وماتوا عبثا.
والعالم سيسير كعادته عندنا ايضا. على افتراض، وعلى الاصح على امل ان العملية في شارونا لن تولد عمليات اخرى، في غضون يوم – يومين سنعود الى سير الحياة العادي. الدم سيمحى، الضربة ستمتص، العناوين الرئيسة ستستبدل. هكذا نحن: نعيش على نحو متزامن في عالمين. هذا هو السبيل الذي يسمح لنا بالحفاظ على سواء العقل في محيط سواء العقل بعيد عنه.
نجلس ونشاهد مباريات اليورو في فرنسا وكأن مصيرنا يتوقف على ساحة الملعب؛ سعر المخيمات الصيفية يصدمنا؛ سنخبز الكعك بالجبنة لعيد الاسابيع ونلبس الابيض؛ ونعم، سنحقق بنشاط في افعال الفساد لزعمائنا، هدايا المال التي يتلقونها، سفرياتهم، نفقاتهم. كل شيء صغير مقارنة بموت مواطنين في عمل ارهابي. وعلى الرغم من ذلك ، فان هذه الامور الصغيرة هي جزء من حصانتنا الوطنية، بعض من عنادنا بالتمسك بالحياة، بالتمسك بسيرها الطبيعي.
وهكذا سننتصر.
يديعوت