ميشيل فلورنوي.. المرأة التي ستغير الشرق الاوسط: اليكس فيشمان
الآن، حين باتت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية للرئاسة وذات الاحتمالات الاكبر للانتصار في الانتخابات في تشرين الثاني، توجه الاضواء نحو المرأة القوية الى جانبها. ميشيل فلورنوي. فلورنوي، حتى وقت أخير مضى كانت نائبة وزير الدفاع الامريكي لشؤون السياسة، هي المرأة الاعلى المستوى التي تخدم في البنتاغون في أي وقت مضى وهي المرشحة الابرز من كلينتون لتكون وزيرة الدفاع الاولى في تاريخ الولايات المتحدة. فلورنوي على علم جيد بشؤون اسرائيل، وكبار في جهاز الامن الاسرائيلي عملوا معها يتذكرونها كإمرأة حادة، ذات رأي وبالاساس نزيهة. واذا ما عينت في المنصب، فان مدى تأثيرها على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ستكون دراماتيكية، ولكنها عندنا لسبب ما نزلت من تحت الرادار.
يوم الثلاثاء الماضي عقدت في واشنطن ندوة مهنية، احتفالية، ولكن غافية بعض الشيء – شارك فيها نحو مئة خبير في شؤون الشرق الاوسط. في مركز الحدث كانت وثيقة سميكة صاغها معهد البحوث “مركز الامن الامريكي الجديد” (CNAS) – والذي تترأسه فلورنوي. وقد وضعت الوثيقة بالتعاون مع “قادة من أجل أمن اسرائيل” – مجموعة من نحو 200 مسؤول سابق في جهاز الامن الاسرائيلي – والخطوبة بين المنظمتين خلقها المنتدى اليهودي الامريكي IPF، والذي هو منظمة من زعماء كبار في الجالية اليهودية يؤيدون فكرة الدولتين. وعلى رأس هذه المنظمة ايضا، بالمناسبة، تقف امرأة قوية جدا – سوزي جيلمان، التي صالون بيتها هو مكان لقاء اجتماعي – سياسي لاصحاب القرار في واشنطن. في العمل الدراسي حول كتابة الوثيقة شارك عشرات الخبراء الاسرائيليين، الامريكيين، الاردنيين، الفلسطينيين والمصريين، وهو يعنى بترتيبات الامن للتسوية الدائمة المستقبلية بين اسرائيل والفلسطينيين ويتضمن محاضر مفصلة جدا حتى مستوى الانظمة التكتيكية في المنطقة وفي معابر الحدود.
في خطاب ألقته امام الحضور في يوم الثلاثاء، اعلنت فلورنوي صراحة: “هذه الوثيقة ستوضع بلا شك تحت تصرف الادارة التالية، بغض النظر عمن ينتخب”. او بتعبير آخر: اذا ما وقفت فلورنوي على رأس وزارة الدفاع الامريكية أو على رأس مجلس الامن القومي، فان هذا سيكون الرد الامني من البنتاغون لتحقيق مباديء كلينتون في الشرق الاوسط. وهذا هو السبب الذي كان ينبغي للندوة أن تشعل عدة اضواء في المؤسسة الامنية الاسرائيلية – إن لم يكن في مكتب رئيس الوزراء، فعلى الاقل في الكابنت السياسي – الامني؛ وان لم يكن في الكابنت ففي مجلس الامن القومي، وان لم يكن هناك، ففي وزارة الدفاع، في شعبة التخطيط. لكن في اسرائيل؟ صمت. هنا يتناولون الاحداث شبه الاكاديمية في واشنطن على اعتبارها اضاعة للوقت.
وكان هناك، في الندوة في واشنطن، ضيف آخر يفترض أن يبعث هنا ذكريات ما: الجنرال جون الن، الذي قاد القوات الامريكية في افغانستان وجنده في 2013 وزير الخارجية الامريكي جون كيري لاعداد الصيغة الامنية للتسوية الدائمة في الشرق الاوسط. وجند الن لهذا الغرض طاقما من نحو 150 خبيرا، ولكن اسرائيل طرحت شرطا: الوثيقة التي يعدها لن تنشر الا اذا وافقت اسرائيل على نشرها. في نهاية المطاف كان التعاون مع الن جزئيا جدا، والخطة التي اعدها سحبت مع سحب مبادرة كيري.
والان تعود خطة الن من الباب الخلفي. احد واضعي الوثيقة الجديدة التي عرضت في الندوة في واشنطن هو العقيد كريس باومن، الذي كان رئيس قيادة الن في جولته الشرق اوسطية. وللعجب: الوثيقة الجديدة، التي نالت عناق فلورنوي – تذكر جدا بذات الوثيقة القديمة التي رفضها جهاز الامن في اسرائيل بدعوى انعدام المهنية. وهكذا نتج ان الندوة في واشنطن في واقع الامر بيضت ورفعت مستوى وثيقة الن، التي رفضت حكومة اسرائيل نشرها. ويدور الحديث عن خطة متدرجة لـ 10 – 15 سنة، تبني صيغة امنية اقليمية. كل مرحلة منوطة بتحقق المرحلة السابقة، في ظل تدخل أمريكي عميق – بما في ذلك تواجد عسكري أمريكي دائم على طول النهر واراض مجردة من السلاح على جانبي الحدود. احد أسس الصيغة هو تعاون اسرائيلي – اردني – فلسطيني في الضفة الغربية وتعاون اسرائيلي – مصري – فلسطيني في الحدود الجنوبية، بما في ذلك آليات رقابة واشراف مشتركة برئاسة جنرال امريكي وبمشاركة ضباط كبار، اسرائيليين وفلسطينيين.
مشوق أن نعرف اذا كان أي من اعضاء الكابنت طلب من مجلس الامن القومي تناول هذه الافكار، التي تنضج هذه الايام في واشنطن.
يديعوت