“البناء”: الحريري بدا أمس كمن يبكي الملك الضائع المشتت
اشارت صحيفة “البناء” الى المواقف السياسية التي أطلقها رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري أمس في أول إفطاراته الرمضانية، وتناوله وضع تياره والتقييم الذي سيجريه للانتخابات البلدية ونتائجها، فاوضحت ان الأهمّ كان تأكيد الحريري وقوفه على أرضية ذات الخطاب السياسي التقليدي في العداء لسورية والولاء للسعودية والعجز عن تموضع هادئ يتيح له دون مواقف حادّة استقراء ما يجري حول لبنان ويتيح له رسم خطوط تعامل معها أو ترقب لتبلورها وربطها بما حدث مع تياره، فكانت أبلغ كلماته عبارة «زيّ ما هيّ» مختصرة سياساته وتقييماته ومواقفه.
ولفتت الصحيفة الى ان الحريري استشعر حجم الانهيار الذي أصاب تيار “المستقبل”، وبروز القيادات المتنافرة على ضفافه تتناتش الجسم الرئيسي. وعلم الحريري سواء بمفرده أو بمساعدة أحد أن الحالة المرضية هذه ما كانت لتحصل لو كان هناك شخص مسؤول عن القيادة يدير الدفة بدقة. وبما أنه كان عليه أن يفعل ولم يفعل، بات الحريري مقتنعاً أنه المسؤول عن الكارثة التي حلّت بحزبه». وهنا سألت “البناء” هل يملك الوقت الكافي لهذه المراجعة أم فات الأوان وما هي الأوراق التي يملكها حتى يستخدمها في هذا السياق؟
وخلصت الصحيفة الى ان الرئيس الحريري بدا أمس، خلال الإفطار الرمضاني الذي أقامه على شرف رجال الدين في بيت الوسط كمن يبكي الملك الضائع المشتت، محاولاً جمع ما ضاع منه، لكنه لا يملك القدرة للنجاح، فأقرب المقرّبين يشككون في قدرته. وحاول الحريري حجب حقيقة الجفاء السعودي السياسي حياله، بعد الجفاء المالي والتضييق على مؤسساته، وأنه لم يعد القائد الأوحد، بتضخيم دور المملكة في لبنان، مشيراً إلى «أنها لم تقف مع لبنان لأجل فئة أو طرف دون الآخر، بل وقفت إلى جانب لبنان ومشروع الدولة»، وقال:«لكل مَن يعتبر أن بإمكانه الاصطياد في الماء العكر ما من شيء يمكنه أن يعكّر العلاقة بيننا وبين السعودية».