نعمان للشرق الجديد: السعودية ودول الخليج تعتبر ان ايران الخطر الاول وليس اسرائيل
رأى الوزير السابق الدكتور عصام نعمان في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد ان المملكة العربية السعودية تعتبر ان الخطر الاول الداهم عليها وعلى دول الخليج هو ايران وحلفاؤها وليس اسرائيل وما تمثله من خطر على الشعب الفلسطيني وعلى الدول العربية المجاورة.
وقال نعمان في حديث لوكالة أخبار الشرق الجديد، ان السعودية في ضوء هذا الفهم بما هو الاخطر على امنها القومي وعلى مصالحها فقد بات منتظرا منها ان تسعى الى اقامة تحالفات وترتيبات من شانها دعم وجهة نظرها هذه.
وتابع نعمان قائلا: “في هذا الاطار بدأت المملكة العربية السعودية بالتصدي لحلفاء ايران في المنطقة على اساس انهم الاضعف والمعني بذلك هم سوريا بالدرجة الاولى وقوى المقاومة العربية اللبنانية والفلسطينية، في سوريا تحالفت السعودية مع تركيا التي تعتقد ان حكومة الاسد بدعم او من دون دعم من ايران وقفت ضد مخططها الرامي الى مد النفوذ التركي في عباءة الاخوان المسلمين حتى يصل الى حدود مصر فحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه رجب الطيب اردوغان هو حزب اخواني في اصوله انما مع تعديل لجهة علاقة الدين في الدولة فهو يرتضي العلمانية كما هي مطبقة في تركيا من ايام كمال مصطفى اتاتورك وقد سعى اردوغان في هذا الاطار الى التعاون ايضا مع الاخوان المسلمين في مصر وفي ظنه انه بذلك يستطيع ان يجعل من تركيا قائدة المنطقة”.
واضاف نعمان : “طبعا حسابات الحقل لم تتساوى مع حسابات البيدر كما يقول المثل الدارج، فقد سقط الاخوان المسلمون في مصر كما عجز الاخوان المسلمون في سوريا عن زحزحة حكم الاسد وان كانوا قد نجحوا بالتعاون مع التنظيمات الارهابية التي تعادي الاسد وحكمه وغيره، ليس في امور تتعلق في السياسة التركية او السياسة الاميركية انما لبرنامج خاص يتعلق بالإسلام السلفي الجهادي كما يسمونه تلتقي المصالح احيانا وتختلف انما هؤلاء جميعا تعاونوا في فترات مختلفة على محاولة النيل من الاسد وقوى المقاومة المتعاونة معه ظنا منهم انهم بذلك يضعفون دور ايران في المنطقة، السعودية التقت مع هذه الجهود لانها تعتبر ايران الخطر الاول وليس اسرائيل”.
وقال نعمان: “ان السياسة السعودية في هذا المجال تطورت الى حد انها اخذت تحاول من خلال شخصيات ليس لها مناصب رسمية في الدولة، كان لها ربما كما تركي الفيصل ولكنه ليس له الان منصب رسمي وبالتالي يسمح للسعودية من التنصل من مواقفه اذا ارادت وكذلك الفريق انور عشقي الذي كان في القوات المسلحة واصبح خارجها وهو يدير مؤسسة للدراسات الاسرائيلية، هؤلاء الشخصان وربما غيرهما ايضا يقيمون علاقات مع اسرائيل ويوحون بتصرفاتهما واتصالاتهما بان هناك توجها سعوديا نحو المصالحة مع اسرائيل كل ذلك لان الخطر الاكبر في رأيهما كما في رأي السعودية هو ايران وليس اسرائيل في ضوء هذه الواقعات والتصرفات يمكن تفسير ما يفعله تركي الفيصل وانور عشقي وغيرهما وقد بلغت هذه السياسة ذروتها في مؤتمر باريس الأخير حيث حاولت السعودية من خلال المبادرة العربية للملك الراحل عبدالله الايحاء للدول الكبرى انه بالإمكان التوفيق بين اسرائيل والفلسطينيين اذا ما جرى اقناع اسرائيل باعتماد هذه المبادرة لكن اسرائيل لا يمكن ان توافق على هذه المبادرة او على غيرها وقد فعلت هذا في الماضي مرارا وقد اوجز بنيامين نتنياهو موقف اسرائيل في هذا الشأن بان صرح قائلا، نحن ننظر بإيجابية الى المبادرة العربية ولكن مع بعض التعديلات بخصوص حق العودة والقدس. واذا ما افرغنا المبادرة العربية من مسألتي حق العودة والقدس لا يصبح لها مضمون حقيقي واي خير للقضية الفلسطينية”.