الصهاينة والحرب على سورية
غالب قنديل
توحي التصريحات الصهيونية المتعلقة بتشكيل وحدة تنسيق وارتباط على جبهة الجولان بتحضير مرحلة جديدة من المشاركة الصهيونية في الحرب العدوانية التي تشن على سورية وهي تشي بان تحولات الميدان السوري كما رصدتها اجهزة مخابرات العدو لا تطمئن تل أبيب إلى النتائج المتوقعة مما يتطلب منها تفعيل جهودها وتطوير انخراطها مباشرة في العدوان ورفع مستوى العمليات الصهيونية على جبهة الجولان سواء من خلال الميليشيات العميلة التي احكم ربطها بالعدو او عبر المساهمات الصهيونية المنسقة مع دول العدوان خصوصا بعد توافر معلومات عن شراكة صهيونية مباشرة في عمليات تدريب جارية لمئات المرتزقة تشرف عليها دول من حلف الناتو داخل معسكرات أردنية لفصائل من المرتزقة بغاية تحريكهم إلى قطاعات الجبهة الجنوبية الواقعة قرب هضبة الجولان المحتلة.
يأتي توقيت الخطوات الصهيونية الميدانية متزامنا مع قلق وتوتر كبيرين عبرت عنهما حمى التصريحات المرتبكة التي صدرت عن بنيامين نتنياهو وقادة صهاينة آخرين حول الجولان ومستقبل الوضع في سورية وقد تلاقوا جميعا على اولوية العمل لمنع انتصار الرئيس بشار الأسد الذي يقلق باراك اوباما وبالتالي الحؤول دون نهوض الجيش العربي السوري والدولة الوطنية السورية كما اتسمت تلك المواقف الصهيونية بتكريس التحالف المباشر والمكشوف مع جميع الفصائل الإرهابية والقاعدية في الميدان السوري .
تعويض هزائم فصائل الإرهاب ومأزق حلف العدوان برفع وتيرة الدور الصهيوني المباشر هو المغزى الحقيقي للخطوات الصهيونية التي تدشن مرحلة جديدة من العدوان الاستعماري الذي يراوح في مازق العجز والهزيمة والأمر الذي يقض مضجع نتنياهو وشركاءه هو بالأولوية الحؤول دون نهوض الدور السوري ودون ظفر الجمهورية العربية السورية بانتصار واضح على الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي الذي استهدفها ومحاولة منع تحول الجولان إلى ارض مقاومة سورية رايتها تحرير الجولان .
يعلم قادة الكيان الصهيوني اكثر من سواهم في المنطقة والعالم ان الحرب على سورية نظمت وحبكت خيوطها وتعاظم العمل عليها منذ هزيمتهم في لبنان عام 2000 وهم يعرفون أيضا وبالتفاصيل ان خطة إعادة توجيه فصائل القاعدة التي تقررت في مقر الاستخيارات المركزية الأميركية وكشفها سايمور هيرش عام 2007 رسمت لتعويض عجز إسرائيل عن شن حروب جديدة بعد هزيمتها في حرب تموز 2006 كما يعلم هؤلاء عن كثب أي جهود بذلتها حكومات الخليج وجهات عربية عديدة بالأوامر الأميركية ومعها كل من بريطانيا وفرنسا لخداع الرئيس بشار الأسد واستدراجه إلى فك تحالفه الاستراتيجي مع إيران وروسيا والكف عن دعم حركات المقاومة في لبنان وفلسطين.
يعرف القادة الصهاينة بالوقائع كيف انتقلت الحكومات المتآمرة معهم على سورية من المراودة والاستدراج إلى إشعال الحرب بواسطة عصابات التكفير والإرهاب وهم لاشك يقدرون المساهمات الكبيرة للسعودية وقطر وتركيا في الخطة التي أشرف عليها ديفيد بيترايوس الذي كان يفترض اليوم ان يكون مرشح حزب الحرب الأميركي واللوبي الصهيوني إلى رئاسة الولايات المتحدة .
منذ اللحظة الأولى لتلك الحرب الكونية كانت إسرائيل حاضرة ومشاركة ولكن تمويها كثيفا جرى تصنيعه لعدم “إحراج” عملائها وفضح حلفائها حتى لا يكتشف السوريون طبيعة المخطط الذي يستهدف بلادهم.
إنها ساعة الحقيقة التي تقترب وحيث يعلم الصهاينة ان العالم كله بمن في ذلك حلفاء سورية الأقربون لا يستطيع ان يثني الرئيس بشار الأسد بعد التخلص من عصابات التكفير بإرجاء اولوية تحرير الجولان ومساندة المقاومة الفلسطينية وتطوير علاقات الشراكة العميقة مع حزب الله .
تقاريرالاستخبارات الصهيونية رجحت هزيمة داعش والقاعدة في سباق مع الزمن يعقد رايات النصر لجيش تمرس في القتال وتطعم بخبرات لا تحصى في ميدان متغير ومعقد وتطعم في التجربة بأساليب المقاومة وطرق عملها كما اكتسب الكثير من حليفيه وشريكيه الإيراني والروسي وجدد ترسانته القتالية ولياقته في الهجوم والدفاع وهذا الجيش العربي السوري تريد القيادة الصهيونية إطالة امد استنزافه بتحديات جديدة تديرها على خط الجبهة التي تخشى ان تصبح ذات يوم هما أشد خطورة واهمية من جبهتها الشمالية مع لبنان وحزب الله .