هل توقفت عملية السيطرة على الرقة؟ حميدي العبدالله
يتساءل كثيرون عن مصير معركة السيطرة على الرقة من قبل التحالف الأميركي الكردي بعد تراجع التغطية الإعلامية للمعارك التي خاضتها «قوات سورية الديمقراطية» في الريف الشمالي للرقة، وبالتحديد بالقرب من عين عيس، حيث تمّت السيطرة على قريتين وعدد من المزارع وتوقف القتال بعد ذلك.
ثمة اعتقاد واسع بأنّ العملية بالأساس لم يتمّ الإعداد الجيّد لها، لا من الناحية العسكرية، ولا من الناحية السياسية، ولذلك وقبل بدء العملية بدأ الحديث عن مدى العملية المحصور في تحرير الريف الشمالي من دون السيطرة على مدينة الرقة، علماً أنّ التغطية الإعلامية كانت تشير إلى عكس ذلك، وأنّ العملية تستهدف مدينة الرقة بالدرجة الأولى.
ولكن يبدو أنّ قناعة الأميركيّين بأنّ العملية غير مضمونة النتائج دفعتهم إلى الحديث عن السيطرة على الريف الشمالي من دون السيطرة على المدينة عاصمة المحافظة.
لكن حتى الحديث عن السيطرة على الريف الشمالي تراجعت بقوة إلى درجة أنّ ثمة من يقول إنّ العملية قد تعثرت وربما تمّ تأجيلها.
وواضح أنّ ثمة عوامل جدية لعبت دوراً كبيراً في الووصل إلى هذه النتيجة:
أول هذه العوامل، التصريحات التي أدلى بها مسؤول في وحدات الحماية الكردية المقيم في شمال العراق، وتحدّث فيها عن ضمّ مدينة الرقة إلى المناطق الفيدرالية، وهذا بنظر كثيرين خضوع المحافظة لسيطرة الأكراد، الأمر الذي أثار ارتياباً، وتحدثت تقارير غير موثقة عن انضمام حوالى 2500 شاب سوري إلى تنظيم داعش من أبناء المحافظة للحؤول دون سقوطها تحت سيطرة الأكراد.
ثاني هذه العوامل، التردّد التركي وعدم موافقة تركيا على هذه العملية، حيث تبيّن لاحقاً أنّ تركا ترفض مشاركة وحدات الحماية الكردية في السيطرة على الرقة، وتدعو إلى استبدالها بقوات تركية، وقد أجّج الموقف التركي التقاط إحدى الوكالات الأجنبية صوراً لجنود أميركيين وضعوا على بدلاتهم العسكرية شارات «وحدات الحماية الكردية» الأمر الذي يفضح أكذوبة وجود مسمّى «قوات سورية الديمقراطية».
ثالث هذه العوامل، ما بات يُعرف بمعادلة اعزاز- الرقة التي نجح داعش في خلقها، عندما هاجم بمساندة تركية واضحة، عدداً من القرى والبلدات المحيطة بمدينة اعزاز وتوغل داخل بلدة مارع.
لا شك أنّ هذه العوامل مجتمعة، وربما يُضاف إليها نقص عديد القوات المجهّزة لاقتحام الرقة، هي التي تفسّر تعثر العميلة، وربما إلغاءها أو تأجيلها، ريثما يتمّ إيجاد حلّ لبعض المسائل السياسية والميدانية التي أثرت على زخمها.
(البناء)