الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

السفير: تداعيات انتخابات طرابلس: فاضل يستقيل.. والعلويون يحتجون هكذا تسلق ريفي “جبل أخطاء” خصومه

كتبت “السفير”: تكاد المراحل الاربع من الانتخابات البلدية تُختصر في طرابلس، بعدما غطى “دخان” مفاجأة اللواء اشرف ريفي على النتائج الاخرى، برغم أهمية بعضها. وحتى خسارة تحالف “التيار الوطني الحر” و “القوات اللبنانية” في تنورين والقبيات بدت ثانوية قياسا الى الزلزال الطرابلسي الذي خلط، بل مزق الكثير من الاوراق.

انشغل الجميع أمس، لاسيما الخاسرون، بمحاولة تشريح الارقام، والغوص في أعماق الشارع الطرابلسي بحثا عن “الصندوق الاسود”، لعل محتواه يسهل فهم ما حصل، ويشرح اسباب السقوط المفاجئ والمدوي للائحة تحالف الاقطاب في أزقة المدينة، بعدما كان الكثيرون يعتقدون انها ستحلق بأصواتها وقدراتها على ارتفاع شاهق.

وعليه، لم تفاجئ حصيلة المعركة في عاصمة الشمال رموز اللائحة الائتلافيــة فقــط، بل فاجــأت ايضا ريفــي الذي لم يكن يتوقع ان يكتسح خصومه، على هذا النحو، بل ان طموحه تراوح أصــلا بين تسجيل رقم جيد يحفظ له ماء الوجـه بالحـد الادنى، وبين تسجيل خروقات تحفظ له بعض المقاعد في البلدية الجديدة بالحد الاقصى. وأغلــب الظــن، ان الرجل احتاج الى بعــض الوقت، قبل ان تهضم “معدته السـياسـية” انتصاره الدسـم، ويصبح جاهزا للتعامــل مع مفاعيله.

بين ليلة وضحاها، انتقل ريفي من موقع الوزير المستقيل، المنشق عن “المستقبل”، المتهم بالتهور حتى ملامسة حافة الانتحار، الصادرة بحقه “مذكرة توقيف” سياسية من “بيت الوسط”.. الى زعيم سني معترف به من قبل “الامم المتحدة” اللبنانية، ورقم صعب في جدول الحساب الداخلي، لم يعد بالامكان تجاوزه او تجاهله.

والمفارقة، ان الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي خسرا على يد من ساهما في رعايته وتغذيته وحمايته وتسهيل انتقاله عبر الخط العسكري من السلك الامني الى النادي السياسي، حتى بات يصح فيهما القول بان السحر انقلب على الساحر.

سعى الحريري الى الاتيان بريفي رئيسا للحكومة قبل ان تستقر التسوية على تمام سلام، ثم خاض معركة لتثبيته وزيرا للعدل، وذهب ميقاتي في دفاعه عنه الى حد الاستقالة من رئاسة الحكومة احتجاجا على رفض قوى “8 آذار” بقاءه على رأس المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.

لكن ريفي سرعان ما كبر وتمدد وصار ندا لمن كان يؤدي لهما التحية العسكرية.

وإذا كان كل من الحريري وميقاتي والوزيرين السابقين محمد الصفدي وفيصل كرامي و “الجماعة الاسلامية” و “الاحباش” هم الخاسرون في موقعة الاحد الماضي، إلا ان الاكيد هو ان هزيمة “تيار المستقبل” تُعتبر الاكبر والافدح، باعتبار ان طرابلس كانت مصنفة من أهم معاقله الشعبية والانتخابية، وريفي كان محسوبا عليه وله، فإذا بهما يصبحان خارج ظلال العباءة الزرقاء.

ولا يمكن فصل رسالة طرابلس الشديدة اللهجة الى الحريري عن تلك التي تلقاها في العاصمة، يوم وجهت له ارقام “بيروت مدينتي” التحذير الاول، معطوفا على مقاطعة واسعة من الشارع البيروتي للاستحقاق البلدي، ثم أتت انتخابات صيدا وما عكسته من تراجع في الفروقات بين لائحة “المستقبل” وخصومها، لتعطي إشارة إضافية الى ان الامور ليست على ما يرام، برغم النجاح.

لقد بات واضحا، ان ازمة “المستقبل” التي كانت “صامتة” قبل الانتخابات البلدية أصبحت صارخة بعدها، وان الحريري يدفع الآن بمفعول رجعي ثمن غيابه الطويل عن لبنان وعدم التقاط “راداراته” للمتغيرات التي طرأت على مزاج جمهوره، كما الجمهور اللبناني عموما، تحت وطأة الازمات المتراكمة واخفاقات الطبقة السياسية المتلاحقة.

لقد تكدست نقاط الضعف في جسم “المستقبل”، حتى غدا التحالف مع الحريري عبئا على شركائه بدل ان يكون قيمة مضافة لهم.

“البناء”: سورية تربح معركة الليرة بوجه الدولار بعد معركة طرد علوش من جنيف

تسليم مستقبلي بخسارة القيادة وتساؤلات حول توظيف الأغلبية قبل فقدانها

النقاش يدخل الجدية حول قانون النسبية وجنبلاط لا يمانع بمبادرة بري

كتبت “البناء”: سجلت الدولة السورية نصراً مفاجئاً لليرتها الوطنية على العملات الأجنبية بتحسّن في سعر صرف الليرة بنسبة 20 ، بعد جملة إجراءات نقدية وأمنية أدّت إلى ضخ كتل كبيرة من العملات الصعبة في الأسواق وأنتجت هذا التحسن في سعر الصرف ما أشاع مناخات تفاؤلية في الأوساط الشعبية السورية، بينما كانت ميادين الحرب في سورية تتجه إلى المزيد من التوسّع شمالاً واختلاط الأوراق قرب الحدود التركية، بعدما صارت الأراضي التركية على موعد شبه أسبوعي مع التفجيرات الإرهابية، كانت أصداء استقالة كبير مفاوضي جماعة الرياض محمد علوش الذي ربطت الحكومة السورية قبول التفاوض المباشر بإخراجه من الوفد، تصل إلى موسكو حيث اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن خروج علوش سيجعل المحادثات في ظروف أفضل، فيما قال الكرملين على لسان المتحدث الرسمي بعد مراجعة أشرف عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعلاقات المتأزمة مع تركيا، إن المطلوب تغيير سياسات بوقف احتضان الإرهابيين وتسهيل أمورهم وحركتهم واعتذار واضح عن إسقاط الطائرة المقاتلة الروسية بدلاً من الإكثار من الحديث عن الرغبة بتحسين العلاقات، فيما يتوقع نهاية المهلة الممنوحة للجماعات المسلحة المنضوية في جماعة الرياض مع نهاية الأسبوع قبل تقييم مواقف هذه الجماعات، خصوصاً جيش الإسلام وأحرار الشام، قبل توجيه أي دعوة لعقد جولة جديدة من المحادثات في جنيف.

لبنانياً، لا تزال أصداء النتيجة الدراماتيكية التي حملتها الانتخابات البلدية في طرابلس وفوز اللائحة المدعومة من الوزير أشرف ريفي على اللائحة الائتلافية التي تضم تيار المستقبل وسائر زعامات المدينة، والتي أشارت إلى بداية مرحلة جديدة لا مكان فيها للدور القيادي لتيار المستقبل في طائفته وفي البلد. وقد سلمت قيادة تيار المستقبل بهذه الحقيقة وبحاجتها لمراجعة ووقت طويلين للالتقاط الأنفاس مجدداً، إذا كان ذلك لا يزال ممكناً، بينما تساءلت مصادر متابعة عن طبيعة التحول الذي سيفرضه ما جرى شمالاً على تيار المستقبل، فهل يذهب لخطاب مزايد بالتطرف في وهم أن هذا الخطاب هو سر خسارته، أم يدرك أن خطاب التطرف هو الذي مهد الطريق لمن يقف على يمينه في التطرف، وان ما فعله ريفي اليوم هو ما فعله الرئيس سعد الحريري بالأمس، وما سيحصده ريفي غداً هو ما يحصده الحريري اليوم، فيفاجأ أنه مهد الطريق للأشد تطرفاً حتى تنتقل الراية من يد إلى يد لتستقر بيد داعش، كما حدث في سورية مع خطاب المعارضة الفتنوي والمذهبي الذي سلم الراية للإخوان المسلمين وتالياً للنصرة لتستقر بيد داعش.

تيار المستقبل الذي سيحتاج لفترة نقاهة تتخطى ما تتيحه الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية، مضطر للقبول بحجم متواضع في الانتخابات المقبلة والسؤال عما يستطيع فعله قبل ذلك وأين يمكن أن يصرف الأغلبية النيابية التي يملك أغلبيتها وقوتها الحاسمة خلال الشهور المتبقية ما دام يضع العصي في دواليب التفاهم الذي ينتج رئيساً وقانوناً انتخابياً جديداً. وهو تفاهم يجب أن يقدم فيه الحريري التنازلات لخصومه ليضمن منهم تعاوناً وتحالفات نيابية وحكومية تعينه في ترميم وضعه واسترداد ساحته، والسؤال هل يملك الحريري الشجاعة التي يحتاجها لذلك كالتي كان يملكها والده في مثل هذه الحالات؟

يبقى قانون الانتخابات هو المفتاح، وتبدو النسبية مع متغيرات وضع المستقبل مناسبة لحجمه الجديد أكثر من النظام الأكثري، كما تبدو حاجة للنائب وليد جنبلاط بعدما تضعضعت تحالفاته المسيحية ويخشى ضمور حليفه الأبرز الذي كان يمثله تيار المستقبل، وينتظر مثله ضموراً في حجم الكتلة النيابية، ما يمنح مبادرة رئيس المجلس النيابي موضع بحث جدي وربما قبولاً، كما عبر الوزير وائل أبو فاعور بلسان جنبلاط، والمبادرة تقوم على التفاهم على قانون انتخابات نيابي وإجراء انتخابات نيابية على أساسه وانتخاب رئيس الجمهورية فوراً من المجلس الجديد، أو إجراء الانتخابات النيابية وفقاً للقانون الحالي وانتخاب الرئيس فوراً، أو التفاهم على سلة تضم الرئاسة والقانون الانتخابي والحكومة الجديدة، وهو ما يبدو الأرجح مع وضع المستقبل الجديد.

بقيت مفاجأة الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في طرابلس المتمثلة باكتساح لائحة «قرار طرابلس» المدعومة من الوزير أشرف ريفي مقاعد المدينة البلدية، محط متابعة وقراءة في أبعادها وتداعياتها السياسية والأمنية على الساحة الطرابلسية ولبنان عموماً.

وقالت مصادر طرابلسية مطلعة لـ»البناء» أن «نتائج انتخابات طرابلس كانت خارج توقعات وحسابات الجميع، بمن فيهم ريفي نفسه، وجاءت النتائج لتعبر عن رفض الشارع الطرابلسي للسياسات المحلية التي انتهجها كل من تيار المستقبل والرئيس ميقاتي في مراحل متعددة، وبالتالي انتخابات طرابلس لم تكن معركة إنمائية بل سياسية بامتياز».

وأشارت المصادر إلى أن «المناطق الأكثر حرماناً وفقراً وتهميشاً وتوتراً مذهبياً والتي شهدت أحداثاً أمنية وتعتبر معقلاً للإسلاميين في طرابلس لاسيما باب التبانة، اقترعت بكل ثقلها للائحة قرار طرابلس عقاباً للحريري وخروجاً من الحالة الحريرية، وبالتالي يكون ريفي قد حارب وانتصر بسيف الإسلاميين».

واعتبرت المصادر فوز لائحة قرار طرابلس بالخطوة الخطيرة، وتساءلت: «ماذا بعد الانتخابات البلدية؟ هل يحضر شيء ما لطرابلس ضمن مشروع يكون ريفي رأس حربته؟ لا سيما أن المعلومات تتحدث عن أن السيارات المفخخة التي فجّرت في طرطوس منذ أقل من أسبوعين مرّت من طرابلس».

الاخبار: سعد بدّو عبّوطة!

كتبت “الاخبار”: ما كشفته الانتخابات البلدية يتجاوز الظاهر في صناديق الاقتراع. الأمر ليس اعتراضاً موضعياً على حالة هنا أو هناك. بل هو أشبه بتمرين أوّلي على انتفاضة، ممكنة، لو كانت هناك قوى عاقلة وفاعلة للمعارضين، إذ إن تجربة هؤلاء في الانتخابات لم تكن أفضل حالاً من تجربة أهل السلطة.

ومن يعشق التنظيرات وكثرة التحليلات، يمكن أن يتحدث لستة أعوام إضافية، من دون أن يجيب عن السؤال الأهم: لماذا اختار الجمهور التفاعل مع شباب قدموا أنفسهم على أنهم خارج دائرة السياسيين؟

طبعاً، من المفيد أن ننصح جماعة المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية المموّلة من حكومات الغرب وأدواته، بأن لا يبالغوا في تقدير موقعهم. صحيح أن “بيروت مدينتي” كانت خالية من الدسم السياسي، لكن التصويت لها لم يكن غير سياسي، كما هي الحال في بقية لبنان، من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، مروراً بجبل لبنان، خصوصاً، حيث “يرتاح” وليد جنبلاط الى كون خصومه داخل “القبيلة” لم يبلغوا مرحلة الانقلاب بعد. لكن، تبقى النتيجة الأقسى تلك التي أصابت آل الحريري!

من الآن فصاعداً، وحتى إشعار آخر، ومهما كانت التقديرات متباعدة حول مواقف الوزير أشرف ريفي السياسية، فإنه جاهل ومجنون من يتجاهل أن الرجل يمكنه ادّعاء النطق باسم شريحة شعبية وازنة جداً في الشمال، وهي شريحة لها من يتماثل معها في بقية لبنان. ومن دون الحاجة الى معلومات أمنية أو استطلاعات رأي، يمكن ريفي، اليوم، مدّ يده الى عكار حيث ينتظره معين المرعبي وخالد الضاهر، والى البقاعين الاوسط والغربي، والى قلب بيروت وصيدا وإقليم الخروب. ويمكنه، بقليل من الجهد، التعاون مع شخصيات محلية، ترى في خطابه ما يناسبها، وأن يصل الى مرحلة الادعاء أنه قادر على الفوز بحصة كبيرة من تركة آل الحريري السياسية. وهو، هنا، قادر ليس فقط على جذب مناصرين إضافيين، بل ويمكنه أن يفتح باب الحوار مع خصومهم المحليين، خصوصاً في الشمال، ويعقد معهم تفاهمات أهلية قابلة للعيش أيضاً.

وهو نجح، سواء قصد ذلك أم فعلها على طريقة رمية حجر، في جعل ورثة آل الحريري مادياً يحتاجون اليه حكماً، لتبييض أموالهم أصواتاً في صناديق الاقتراع. وكل كلام آخر، عن الغرائز والتطرف والكلام المذهبي، لا معنى له في سوق الصرف السياسي. أشرف ريفي صار قطباً له قاعدته الشعبية الفعلية التي تمكّنه من قول لا قوية، في حال قرر من يعتقدون أن الأمر بأيديهم أن يتجاهلوه.

طبعاً، هناك مراجعات وقراءات كثيرة. لكن الأهم هو ما يخص سعد الحريري، شخصياً وبما يمثل، محلياً وإقليمياً. وإذا كان من الصعب مخاطبته بهدوء، أو حتى نصحه، فهذا لا يعني أنه سيكون بخير. لقد تصرف الرجل بكثير من الخفة حيال ما توافر له خلال عشر سنوات من دعم محلي وإقليمي ودولي. ولم ينته الامر بانهيار الامبراطورية المالية التي بناها والده، بل سرّع في تفكك الامبراطورية الشعبية والسياسية التي جعلته زعيماً أول للسنّة في لبنان، حتى بات، اليوم، يمثل ثلث الناخبين في صيدا، وأقل من نصف الناخبين في الاقليم والبقاع وبيروت، وأقل من ربعهم في الشمال. وكل كلام آخر يزينه له المساعدون لن ينفع في شيء، علماً بأن في إمكانه استغلال ما حصل للاستغناء عن خدمات العشرات من المحيطين به، ممن كان يجب عليه إبعادهم قبل سنوات طويلة.

صحيح أن المعطيات القائمة حالياً لا تسمح بالحديث عن الانقلاب الكبير، لكنها تسمح بالحديث عن اهتزاز أصابه، وهو الاكثر شدة بين أقرانه السياسيين. وإذا اعتقد أن “الامر الملكي السامي” سينفعه كثيراً، فمن الأفضل له أن يبحث عن طريقة لصرفه في مواجهة ضائقته المالية، لأنه لن ينفعه في مواجهة ضائقته الشعبية.

لم يكن هناك أكثر صراحة من مصطفى علوش، عندما قال إن القوى البارزة في لبنان صارت كلها ضد اعتماد النسبية في أي قانون انتخابي. استغربت المذيعة، فشرح لها مختصراً: لقد فاز خصومهم بأقل بقليل من نصف الاصوات. يعني سيخسرون الكثير من المقاعد النيابية.

التفكير التلقائي لعلوش سيكون، فعلياً، المضمر في تفكير قيادات القوى البارزة في البلاد، وخصوصاً تيار “المستقبل” إزاء كيفية التعامل مع ملف الانتخابات النيابية المبكرة. وإذا فكّر الخاسرون في أن شراء بعض الوقت من شأنه ترميم ما هدم، فسنراهم مع نكسات إضافية. ولأننا تعودنا العشق الدائم بين سياسيينا وبين حالة الإنكار للحقائق من حولهم، فليس غريباً أن نرى عناداً إضافياً يقود البلد الى مزيد من التشظّي.

سعد الحريري اليوم في وضع صعب للغاية، الى حدود جعلت خصومه التقليديين يتعاطفون معه، وصولاً إلى حدّ القول: سعد بدّو عبّوطة!

الديار:ريفي يكرّس زعامته : بابي مفتوح للحريري !! الانتخابات البلدية “زلزلت” الانتخابات النيابية والرئاسية من يختار رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بعد الآن؟

كتبت “الديار”: بارع وليد جنبلاط في الوصف. الطبقة السياسية بقضّها وقضيضها، باتت على شاكلة التايتنيك التي ارتطمت بجبل الجليد في اكثر من مكان لتغرق اخيراً في طرابلس، وان ابدى نائب طرابلس خشية ان تكون طرابلس هي التي غرقت، مضيفاً أنه لم ير الوزير اشرف ريفي بملابس اللواء وانما بعباءة داعي الاسلام الشهال وبلحية سالم الرافعي…

اكثر من ذلك، قال النائب لـ “الديار” انه يخشى ان تفضي تصريحات ريفي النارية الى عودة جولات العنف الى المدينة، معتبراً “ان من اعتبروا ما حصل تغييراً فهو تغيير الى الوراء. ربح ريفي وخسرت المدينة حين يتم بالتشطيب شطب المسيحيين والعلويين من التركيبة البلدية.

لا بل انه يذهب الى ابعد من ذلك حين يعتبر ان ما حدث للمسيحيين في صناديق اقتراع اشبه ما يكون بالتطهير العرقي او الديني الذي حصل في اكثر من مكان في المنطقة على امتداد السنوات الخمس المنصرمة.

وكان مرجع امني بارز قد ابلغ مراجع سياسية ان طرابلس ستشهد يوم الاحد نوعاً من التسونامي، في حين كانت ماكنات الجبارة، وكانت الماكنات الصدئة، تقدم ارقاماً مختلفة تماماً…

في طرابلس، بل وعلى امتداد الشارع السني، بات اشرف ريفي اكبر من سعد الحريري. وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي يصفه بعض اصدقائه بـ “سقراط المدينة”، قال ان وزير العدل المستقيل خاض الانتخابات البلدية، عبر لائحة احمد قمر الدين، ليقول… انا الزعيم.

هكذا كرّس نفسه، اخطر ما قاله قبل ظهر امس ان بابه مفتوح امام الحريري، وانه لن يزور بيت الوسط. ربما نصحه احد بتخفيف لهجته قليلاً حتى لا تكون الحرب المفتوحة بينه وبين الشيخ سعد. عاد ليقول في مؤتمره الصحافي بعد الظهر انه يمد يده الى رئيس تيار المستقبل، و”خلافي معه على نقاط سياسية اكبرها ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة”.

اكبرها بل “افظعها” ان من يتجرأ على ان يقول للحريري الابن “لا”، وهذه لم تكن حال الحريري الاب بأي حال. غداة الانتخابات البلدية في بيروت و”خيانة المسيحيين” له في الاشرفية، سارع النائبان عاطف مجدلاني وسيرج طورسركيسيان الى تطويبه “الزعيم الاوحد” ليس للطائفة السنية فحسب وانما للبنان ايضاً…

الآن، اي وصف يطلق على الحريري الذي كانت طرابلس تمثل بالنسبة اليه العمق الاستراتيجي. الخوف ان تنتقل عدوى التحرر الى الانتخابات النيابية. واكثر من مقرب من بيت الوسط قال لـ “الديار” ان نتائج انتخابات بيروت كانت بمثابة الصدمة للحريري. اما نتائج انتخابات طرابلس فكانت بمثابة الزلزال…

هل فوجئ السعوديون ايضاً، وهم الذين احتفظوا بداعي الاسلام الشهال لديهم حتى لا يشوش على الحريري الذي تكفيه الصدمات المالية فكيف اذا ما اضيفت اليها الصدمات السياسية. على نار هادئة قد تقوم الرياض برأب الصدع. كل ما انكسر انكسر. الهالة لم تعد اياها، والاعتماد فقط على اسم رفيق الحريري، وعلى رصيده الذي في قلب الكثير من اللبنانيين، لم يعد يجدي، سقط “الزعيم الاوحد”.

النهار: زلزال طرابلس يفتح ملف الهزائم والمكاسب أي تداعيات لصعود ريفي واستقالة فاضل؟

كتبت “النهار”: لم تكن المفاجأة المدوية التي حملتها صناديق “الفجر الطرابلسي” مقدمة وزير العدل العالقة استقالته اللواء أشرف ريفي “جنرالاً” سياسياً أو زعيماً “تغييرياً” في الساحة الطرابلسية والشارع السني عموماً سوى بداية انطلاق لتداعيات سياسية واسعة النطاق لعلها الأولى من نوعها منذ الانتخابات النيابية الاخيرة التي أجريت عام 2009 ولو اختلف الكثير من الظروف والملابسات بين التجربتين. اذ أنه يكفي لتبين حجم “الزلزال” الانتخابي في طرابلس الذي “استولد” صعود زعامة جديدة تمكنت من الفوز المباغت على تحالف سياسي وقيادي عريض أن تدرج معركة طرابلس تحديداً في اطار المعركة التي فتحت بذاتها ملف واقع سائر القوى السياسية والأحزاب والتيارات في كل الاتجاهات مع انها لم تكن وحدها الحافز الوحيد لفتح هذا الملف عقب انتهاء الجولات الأربع من الانتخابات البلدية والاختيارية. لكن حجم التغيير الكبير الذي طرأ على المشهد الطرابلسي عقب اكتساح لائحة “قرار طرابلس الريفية” الغالبية الساحقة من مقاعد المجلس البلدي المنتخب أطلقت رياح التداعيات الى الأبعد من الشارع الطرابلسي وفي اتجاهات باتت تضع فوراً على الطاولة آفاق الحسابات المثقلة بالهواجس لدى مختلف الافرقاء التقليديين.

ولكن الى جانب الشحنة التغييرية التي حملها استحقاق ديموقراطي ناجح سجل في خانة وزير الداخلية نهاد المشنوق والجيش والقوى الامنية خصوصاً وحكومة الرئيس تمام سلام عموماً، فان محاذير هذه الشحنة سرعان ما انتصبت مع أمر كان يخشاه كثيرون حتى قبل التحول الانتخابي الذي حمل فوز لائحة اللواء ريفي وهو أن تؤدي المواجهة الانتخابية الحادة الى فقدان التوازن الطائفي وسقوط تمثيل الأقليات المسيحية والعلوية في المجلس البلدي المنتخب. وقد وقع المحظور فعلاً حتى قبل اعلان نتائج الفرز الرسمية التي تواصلت حتى منتصف الليل الماضي بما يعني أن المجلس البلدي الجديد سيكون مشوباً بافتقاده التعددية الطائفية في ثانية كبرى مدن لبنان. ولم تقف تداعيات هذا التطور عند حدود الصدمة بل تعدتها الى مفاجأة ثانية فجّرها النائب روبير فاضل الذي استبق صدور النتائج الرسمية للانتخابات في طرابلس بإعلانه استقالته من النيابة اعتراضاً على “تغييب أكثر من مكوّن أساسي من المجلس البلدي الجديد والاخلال بالأعراف والجوهر”. ومع التخوذف الذي أثاره هذا التطوّر من كونه مؤشراً لحالة متشددة تسود المدينة ساهم الاستحقاق الانتخابي في انعاشها، سارع الوزير ريفي الى اعادة رسم مواقفه ضمن اطار سياسي صرف، مشدداً على أن طرابلس كانت وستبقى مدينة العيش المشترك. وفي خطاب غلبت عليه أدبيات “ثورة الارز” وانتفاضة 14 آذار أدرج ريفي فوز لائحته في اطار “اسقاط تهريبة محاصصة وتحالف هجين وقلنا لهم بالصوت العالي لن نقبل بأن يسيطر على المجلس البلدي شركاء حزب الله والنظام السوري وعملاؤه وأن أبناء مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا يزالون على عهدهم وقسمهم ووفائهم للمبادئ التي استشهد من أجلها الرئيس الحريري وشهداء ثورة الأرز الابطال”.

أوساط طرابلسية واكبت عن كثب الاستحقاق البلدي شرحت لـ”النهار” المعطيات التي رافقت نتائج الانتخابات، فقالت إن الرئيس نجيب ميقاتي الذي حمل لواء اللائحة التوافقية أصر على اختيار رئاستها ممن ينتمي اليه رافضاً اقتراحات عدة أن يكون رئيس اللائحة من “تيار المستقبل”، معتبرة أن انه أراد أن يكون خياره خياراً سياسياً يكرّس من خلاله زعامته على طرابلس، ولكنه خيار أدى الى نتائج عكسية. وأضافت “أن ما شهدناه أول من أمس هو صوت اعتراضي بامتياز” على المستويات الآتية:

أولاً: اعتراض حقيقي على قرار “تيار المستقبل” التوافق مع الرئيس ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي ولم يقتنع الجمهور الطرابلسي الأوسع بمنطق صرف النظر عن الجانب السياسي والتركيز فقط على الجانب الانمائي في انتظار بلورة الخيارات السياسية في الانتخابات النيابية ورئاسة الحكومة.

المستقبل:التقى أمير الكويت مؤكداً حاجة لبنان إلى الخليج ومنتقداً تدخلات إيران “غير المقبولة” الحريري: نحترم الإرادة الديموقراطية لأبناء طرابلس

كتبت “المستقبل”: اتمت الانتخابات دورتها البلدية على المحافظات الثماني، فحملت ما حملت من نتائج وعكست ما عكست من عِبر ومدلولات لا بد وأنها ستتبلور أكثر فأكثر تباعاً بعد انقشاع غبار العملية الانتخابية، غير أنّ مسك الختام أمس الأول في الشمال وعكار أخذ طابعاً استثنائياً في ظل النتائج التي تمخضت عن المرحلة الرابعة والأخيرة من الاستحقاق، سواء على ساحة المعارك المسيحية حيث فاز خيار العائلات والفاعليات المناطقية على اللوائح الحزبية التابعة للثنائي العوني – القواتي، أو لناحية اختيار الطرابلسيين اللائحة المدعومة من وزير العدل المستقيل أشرف ريفي الذي أهدى الفوز لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولشهداء ثورة الأرز. وصبيحة صدور النتائج، بادر الرئيس سعد الحريري إلى تهنئة الفائزين في الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً، مؤكداً على “احترام الإرادة الديموقراطية لأبناء طرابلس”.

اللواء: صدمة إنقلابية في طرابلس.. وريفي يتعهد بحماية العيش المشترك أمير الكويت يبحث مع الحريري إنتخاب الرئيس.. وروبير فاضل يستقيل من المجلس إحتجاجاً

كتبت “اللواء”: تتالت المفاجآت البلدية شمالاً مع ساعات فجر أمس، وطوال النهار، ليصبح الحدث الطرابلسي المتمثل بفوز لائحة “قرار طرابلس” التي دعمها بقوة وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي على كل شفة ولسان، وعلى المستويات كافة، في محاولة لسبر أغوار النتائج المدوية التي استقرت قبيل منتصف الليل على أن “لائحة ريفي” حصدت 23 عضواً من المقاعد، ما خلا فوز رئيس لائحة “لطرابلس” الدكتور عزام عويضة الذي سرت أنباء بأنه في صدد الاستقالة إذا أعلن فوزه رسمياً، وهذا يعني أن اللائحة ستفوز بالمقاعد الـ24.

الجمهورية: فشل الرهان على المربعات الطائفية… وإحباط محاولات داعشية للتفجير

كتبت “الجمهورية”:انشغلت القوى السياسية في قراءة النتائج التي أفرَزتها صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية، ولا سيّما منها في طرابلس والمفاجأة المدوّية التي سجّلها اللواء أشرف ريفي بحصدِ اللائحة المدعومة منه كلَّ المقاعد البلدية، فيما انسحبَ الرئيس المفترَض للائحة “لطرابلس” الدكتور عزام عويضة والمدعومة من الرئيسَين سعد الحريري ونجيب ميقاتي ومجموعة واسعة من الوزراء والنواب والأحزاب.

ولعلّ أولى تداعيات “تسونامي طرابلس”، استقالة النائب روبير فاضل من مجلس النواب، وسط تلويح بتحضير المرجعيات الروحية المسيحية طعناً على خلفية تهميش التمثيل المسيحي في طرابلس والميناء، وذلك عقبَ وصفِ وزير الداخلية نهاد المشنوق تغييبَ المسيحيين عن بلدية طرابلس بأنه “جريمة وطنية”.

وعلمت “الجمهورية” أنّ نتائج الانتخابات شمالاً ستكون قريباً على طاولة كتلة وتيار “المستقبل” للوصول إلى قراءة مناسبة.

وسألت “الجمهورية” عضوَ كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر كيف سيقابل “المستقبل” مدّ اليد؟ فأجاب: “في الأساس يدنا ممدودة دائماً للجميع، ولسنا نحن مَن سَحبنا يدنا، وفي كلّ الأحوال “كِل شي بوَقتو”.

وإذ اعتبَر الجسر “أنّ ما جرى في طرابلس يتطلب مراجعة وإجراء قراءة متأنّية لأنّ العملية الانتخابية لها جوانب وعوامل عدة، أبدى اعتقاده “بأنّ الأبرز هو ما سأختصره بعبارة واحدة مفيدة جداً، وهي: قد نكون أخطأنا التقديرَ في توجّهات الناس ورغباتهم”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى