بوتين: موسكو سترد بشكل مناسب على الدرع الصاروخية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن نشر واشنطن الدرع الصاروخية في عدد من بلدان شرق أوروبا سينعكس سلبا على علاقات روسيا بالغرب، مؤكدا أن موسكو سترد بشكل مناسب على ذلك.
وصرح بوتين خلال مؤتمر صحفي في ختام محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس الجمعة 27 مايو/أيار، قائلا: ” التهديد النووي الإيراني زال فيما تشكل الدرع الصاروخية في أوروبا تهديدا لروسيا… ونشرها في رومانيا سينعكس سلبا على علاقات روسيا بالغرب.
وأعرب الرئيس بوتين عن أسفه لوقف مشروع مد أنبوب الغاز عبر اليونان لأسباب تتعلق بالضغوط الأمريكية ورفض بلغاريا، مضيفا أنه من الممكن تنفيذ أي مشروع بعيدا عن الخلافات السياسية.
وعرج بوتين على مسألة العلاقات الروسية التركية التي توترت على خلفية إسقاط الأخيرة القاذفة الروسية “سو 24″، مؤكدا أن هناك قنوات اتصال مع تركيا في عدة مجالات قائلا: “لكننا ننتظر من أنقرة خطوات محددة.. تركيا قامت بجريمة حرب بإسقاطها للمقاتلة الروسية وقتل الطيار”.
وأكد بوتين أن الدور الروسي في سوريا يقتصر على مكافحة الإرهاب، موضحا أن الشأن الداخلي يعود للسوريين أنفسهم.
وحول مسألة شبه جزيرة القرم، أكد الرئيس الروسي أنها مسألة نهائية ولا نقاش أو تفاوض مع أحد فيها.
وكان الرئيس بوتين أعلن في بداية المؤتمر الصحفي عن توقيع موسكو عددا من الوثائق والاتفاقات مع أثينا، مؤكدا أن روسيا تعتبر أكبر مصدري الطاقة لليونان وأنها تسعى لتعزيز التعاون معها في هذا المجال.
وقال بوتين إنه بحث مع تسيبراس مسائل مثمرة مشيرا إلى توقيع البلدين عددا من الوثائق لتطوير العلاقات.
وأكد بوتين سعي روسيا إلى تعزيز التعاون في مجال الاستثمار، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 135 شركة روسية تعمل في اليونان.
من جانبه قال رئيس الوزراء اليوناني إن زيارة بوتين تجري في لحظة تاريخية تنتقل فيها أثينا إلى حالة الاستقرار، مؤكدا توقيع اليونان على بيان سياسي لتطوير التعاون ورفع مستوى الحوار مع روسيا.
وذكر تسيبراس أنه جرى مناقشة الأزمات في سوريا والعراق وأوكرانيا، مؤكدا تشديد اليونان على دعم السلام والحقوق الديمقراطية.
وأكد تسيبراس أن بلاده تسعى لتكون الجسر الإيجابي بين روسيا والناتو من خلال تواجدها في الحلف والاتحاد الأوروبي.
وقال تسيبراس إنه تم التوقيع مع روسيا على عدد من الاتفاقيات في مجالات اقتصادية وتجارية وفي مجال الطاقة، مشيرا إلى أن بلاده ستنطلق في تعاملها في مجال الطاقة بناء على مصالحها القومية.
ووقعت روسيا واليونان في ختام المحادثات اتفاقا على الشروط الأساسية لتوريد النفط ومنتجاته بين شركة “روس نفط” الروسية و”هيلينك بتروليوم” اليونانية.
وجرى التوقيع على حزمة من الوثائق من بينها بيان سياسي، وبيان الشراكة من أجل التحديث، ومذكرة التفاهم في مجال التعاون بين الأقاليم، وخريطة الطريق لتطوير العلاقات في قطاع الزراعة، وبرنامج الأعمال المشتركة في مجال السياحة.
وكان الرئيس الروسي أكد في بداية لقائه مع تسيبراس الجمعة، على ضرورة الاستفادة من العلاقات الإيجابية بين روسيا واليونان، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال بوتين: “بطبيعة الحال هناك الكثير من المشاكل حاليا، والوقت الذي نمر به صعب، ولكن لدينا آفاق للتعاون. وبالطبع يجب علينا الاستفادة من العلاقات الإيجابية في مجال التنمية الاقتصادية والتعاون”.
ولفت الرئيس بوتين إلى أن الحديث يجري عن تعميق التعاون بين البلدين ليس فقط في مجال الطاقة ولكن في مختلف المجالات، حيث قال: “يجب تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا العالية، والبنية التحتية، وبطبيعة الحال في مجال الاستثمار المتبادل، وليس فقط في مجال الطاقة”.
ووصل الرئيس الروسي إلى اليونان الجمعة في زيارة تستمر يومين، ومن المتوقع أن تتصدر مسائل التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مباحثات الجانبيين، بما في ذلك تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال الطاقة والنقل.
وتعود العلاقات بين روسيا واليونان إلى قرون من الزمن وهي تتطور بشكل إيجابي في مختلف المجالات، بغض النظر عن مشاركة اليونان في نظام العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا، كونها دولة عضوا في الاتحاد الأوروبي.
وتراجع التبادل التجاري بين روسيا واليونان العام الماضي بنسبة 33.7% ليصل إلى 2.8 مليار دولار، ويعود ذلك لركود العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي ما انعكس سلبا على التبادل التجاري.
وقبل لقاء بوتين بتسيبراس، التقى الرئيس الروسي فور وصوله بالرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، وأشار بوتين إلى عزمه مناقشة قضايا الأمن الدولي والاقتصاد مع الجانب اليوناني.
وقال بوتين خلال لقائه الرئيس اليوناني: “بالفعل نحن جميعا نعيش أوقاتا صعبة. وهذا متعلق بالاقتصاد ومسائل الأمن الدولي، واعتقد أنه من المهم ضبط الساعة، كما يقال، ومناقشة كل هذه المسائل والبحث عن الحلول”.
وشدد بوتين على أهمية مناقشة هذه المسائل في اليونان بالذات، إذ تربط بين موسكو وأثينا علاقات وثيقة وطويلة، معربا عن سروره لإمكانية مناقشة مسائل العلاقات الاقتصادية بين روسيا واليونان مع رئيس الوزراء اليوناني.