من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
السفير: مَن يهزم مَن في الشمال: الحريري أم ريفي.. وعون أم فرنجية؟ انتخابات الجنوب: حيوية سياسية.. وانضباط أمني
كتبت “السفير”: على عكس الانطباع الذي أعطي لانتخابات الجنوب، فإن الحيوية السياسية ميّزت الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، برغم طغيان اللوائح الائتلافية بين “حزب الله” و “أمل” على مجمل المشهد الانتخابي في الأقضية التي يغلب عليها الطابع الشيعي.
ولولا نداء الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله لما سجلت انتخابات الجنوب هذه النسبة من المشاركة التي تقاربت إلى حد كبير مع تلك التي سجلت في العام 2010، في ظل شمول التزكية 43 بلدة وقرية شيعية (من أصل 178 بلدية) فضلا عن حوالي 15 بلدة وقرية في باقي القرى خصوصا المسيحية والدرزية.
وانسحبت هذه الحيوية على مدينة صيدا التي شهدت تنافسا انتخابيا تقليديا استدعى زيارة “غير محسوبة” للرئيس سعد الحريري إلى المدينة، هي الأولى منذ سنوات، من أجل استثمار “النصر”، خصوصا في ضوء الندوب التي تصيب جسم “المستقبل” بفعل تراجع الخدمات وشح المال وازدياد أعداد المصروفين من “سعودي أوجيه” في السعودية والمؤسسات الحريرية في لبنان، وبينهم شريحة وازنة من مدينة صيدا.
وظَلَّلَت معركة المقعد النيابي الماروني في جزين، انتخابات هذا القضاء البلدية والاختيارية، برغم أن النتيجة كانت محسومة سلفا للنائب المنتخب أمل أبو زيد، ولم يَحُل تحالف “التيار الوطني الحر” و “القوات اللبنانية” في المعركة البلدية، دون بروز منافسة من قبل اللائحة التي يدعمها ابراهيم عازار، مدعوما من “الكتائب” ومن حالات عائلية عونية عبرت عن احتجاجها في الصناديق على ظاهرة تعزز نفوذ وحضور أصحاب الرساميل والمتمولين في كل مفاصل واستحقاقات الحالة العونية في لبنان!
أما في حاصبيا، فإن ما أصاب عاصمة القضاء من “قنابل موتورة”، عشية الانتخابات، ترجم في الصناديق من جهة، وبانسحاب الحالة الأرسلانية ـ القومية من المواجهة المباشرة من جهة ثانية، ليثبت وليد جنبلاط أرجحيته في المنطقة وان تداخل الحزبي والعائلي في معظم القضاء.
ويمكن الخروج من الاستحقاق الجنوبي بعدد من الاستنتاجات أبرزها الآتي:
أولا، لم تكن انتخابات الجنوب عرسا للديموقراطية بكل معنى الكلمة برغم اتساع ظاهرة الائتلافات “الحزبية ـ الحركية” (118 ائتلافا سواء في مواجهة ترشيحات فردية أو لوائح حزبية أخرى)، بل كانت عرسا للمقاومة. ففي كل أرض جنوبية لا بل في كل بيت جنوبي، حكاية للمقاومة، من الناقورة حتى كفرشوبا، مرورا ببنت جبيل والخيام في الخط الحدودي الأمامي، ومن الأولي حتى تلة برغز مرورا بروم والريحان وإقليم التفاح.
ومن نافل القول ان الكل شارك في الانتخابات تحت سقف المقاومة، ولم يبرز أي صوت شواذ يكسر هذه القاعدة، وخصوصا اللوائح اليسارية التي خاضت المعركة بالعنوان نفسه، لكنها اكتسبت تمايزها بطرح إشكاليات من نوع آخر، ولو أن اليسار تحديدا قرر أن يتحالف أحيانا مع أحد طرفي “الثنائي” لأسباب محلية بحتة، كما حصل في عيترون وطيردبا ومعروب وغيرها، وخاض الانتخابات في 18 بلدة وقرية في مواجهة “الثنائي”.
واذا كانت سجلت حوادث إطلاق نار وسقوط جرحى في محطتي البقاع وجبل لبنان، فإن انتخابات الجنوب جرت في ظل أوضاع أمنية نموذجية (ولا ضربة كف واحدة) وخطاب سياسي راق من دون أي تشنجات وخصوصا في صيدا وجزين وحاصبيا.
ثانيا، برغم القرار السياسي لقيادتَي “حزب الله” و”امل” بالائتلاف في كل المناطق التي يملكان فيها نفوذا وازنا على مستوى لبنان، بدا واضحا أن الجنوب الذي أخذ فرصته بإنضاج اللوائح أكثر من البقاع، لم يتمكن من “هضم” الصياغات الائتلافية، بدليل انفراط عقد “التحالف الثنائي” في أكثر من قرية وبلدة جنوبية، خصوصا في منطقة إقليم التفاح، مع لحظة فتح صناديق الاقتراع، فضلا عن عدم قدرة الطرفين على تفادي التشطيب لاعتبارات سياسية وعائلية ونفسية ومحلية كثيرة.
ثالثا، صار من واجب قيادتَي “حزب الله” و “أمل” أن تُخرِجا الانتخاباتِ البلديةَ والاختياريةَ في الجنوب من أسر تكريس معادلة 2004 (السنة التي خاض فيها “الثنائي” معركة انتخابية حقيقية)، وهي المعادلة النسبية التي حكمت استحقاق 2010 ثم 2016، كما صار من واجبهما، كسر المعايير العائلية التي انتقدها السيد حسن نصرالله علنا، وذلك بدعوته أولا، لإضفاء الطابع السياسي على الانتخابات، لا كما يحصل حاليا عبر تصوير “الحزبيين” كأنهم “فزاعات”، وثانيا، عبر تقديم الكفاءة على غيرها من المعايير، وهذه نقطة أضاء عليها السيد نصرالله، ولا يجوز تجاهلها في السنوات المقبلة.
رابعا، إن استخدام عنوان المقاومة، لا يمكن أن يشكل ذريعة للهروب من مواجهة استحقاقات أو عناوين أخرى، وهذه نقطة أثارها الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب من بلدة حولا، عندما ناشد قيادة المقاومة بوجوب أن تقترن مواجهتها للخطرَين الإسرائيلي والتكفيري، بمحاربة الفساد والفاسِدين، “فالمقاومة ليست مجرد سلاح ولا فعلا عسكريا، بل هي إضافة إلى ذلك، مقاومة إنمائية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية شاملة”. وحسنا فعل أحد “المغرِّدين” المحسوبين على قيادة المقاومة، بأن سحب “تغريدة” عبر “تويتر” هاجمت غريب وتعزيته بالشهيد القيادي مصطفى بدر الدين لمجرد أنه قدم نصيحة للمقاومة تتعلق بمحاربة الفساد والمذهبية!
خامسا، صار لزاما على كل من “حزب الله” وحركة “امل” أن يجريا مراجعة نقدية وصولا إلى إنضاج تعاملهما مع باقي أطياف المشهد الجنوبي التي لا تشكل خطرا عليهما بل يمكن أن تنتج تكاملا يمكن استثماره، وخصوصا مع القوى والشخصيات اليسارية المقاومة، من “الحزب الشيوعي” الى حبيب صادق مرورا برياض الأسعد، مثلما بات مطلوبا من كل الطيف اليساري أيضا فتح الأبواب أمام مراجعة تقوده الى الأمام، ولا تبقيه أسير حنين فقط إلى ماض غابر، ولو اقتضى الأمر فقدان صلته بالواقع!
سادسا، يسجل لـ “الثنائي” أنه وبرغم اختلافه سياسيا مع قوى سياسية، خصوصا تلك التي تنتمي إلى “14 آذار”، أنه لم تسجل عليه “فاولات انتخابية”، بل على العكس، تم رصد مساحة كبيرة للتنافس فتحركت ماكينات حزبية لـ “المستقبل” و “القوات” و “الكتائب” في محافظتَي الجنوب والنبطية بحرية تامة، بينما يصعب تصور ماذا ستكون ردة الفعل لو رصدت ماكينة لبعض قوى “8 آذار” وتحديدا “حزب الله” في إحدى قرى كسروان أو البترون أو عكار!
سابعا، يسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق ومعه لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني إدارة المحطة الانتخابية الثالثة، بأفضل أداء إداري وأمني وعسكري ولوجستي، سقطت معه، معنويا وماديا وسياسيا، أية ذريعة لعدم إجراء الانتخابات النيابية في ربيع العام 2017، إلا إذا تم تقديم موعدها وهو احتمال تبدو نسبته حتى الآن صفر في المائة.
ثامنا، للانتخابات أن تستدعي مراجعة داخل “التيار الوطني الحر”، خصوصا في ضوء اتساع ظاهرة التمرد والتفكك، وآخرها في جزين، مدينة وقضاء، وهذه مسؤولية القيادة الجديدة التي فشلت في إدارة أول استحقاق تواجهه لولا تدخلات العماد عون في المحطات الانتخابية الثلاث حتى الآن.
بكل الأحوال، اليوم، هو يوم آخر، ولننتظر نتائج المرحلة الرابعة والأخيرة في الشمال وعنوانها في طرابلس: مَن يعطي شرعية للآخر في عاصمة الشمال: سعد الحريري أم أشرف ريفي، وعنوانها مسيحيا في البترون والكورة وزغرتا: مَن يتقدم على مَن شعبيا في معقل زعيم “المردة”: ميشال عون أم سليمان فرنجية؟
البناء:أميركا تحشد “سورية الديمقراطية” لداعش… والجيش السوري والحلفاء للنصرة انتخابات الجنوب تحت سقف المقاومة بالتزكية والتنافس والفوز ومشاركة 50 صيدا أنصفت سعد… وحارتها لرئيسها… واليسار أثبت حضوره… وجزين عونية
كتبت “البناء”: تتصاعد درجة الحرارة الميدانية في سورية مع تراجع صوت المبادرات السياسية وتبلور المشهد نحو المواجهة، في ظلّ تهرّب جماعة الرياض بغطاء سعودي تركي وتغاضٍ أميركي عن التجاوب مع مضمون المعلن من مقرّرات فيينا حول فكّ التشابك السياسي والميداني مع جبهة النصرة، بينما أدارت واشنطن ماكينتها العسكرية لترتيب وتنظيم جماعة سورية الديمقراطية المكوّنة من جماعات معارضة سورية تحت الرعاية الأميركية، ومن جماعات التشكيلات الكردية المنضوية في لجان الحماية والاتحاد الديمقراطي الكردستاني، ترجمها حضور المستشارين الأميركيين وضباط قيادة كبار إلى شمال شرق سورية لإدارة معركة الرقة التي تراهن واشنطن على جعلها حصتها في الحرب السورية على الإرهاب، وفي المقابل أعلنت موسكو عن استئناف غارات سلاحها الجوي بكثافة، بدءاً من بعد غد على مواقع جبهة النصرة، فيما بدأت المواجهات شمال سورية، وخصوصاً على جبهات حلب في مناطق الكاستيلو وحندرات وبستان الباشا التي استعادت سخونتها بعد برود الأيام الماضية، فيما يصفه المتابعون بجولة اختبار للقوى والرهانات، فهل يغرق الأميركي وحلفاؤه في حرب استنزاف في الرقة تضطر أصحابها للخضوع لروزنامة روسيا والحلفاء الذين يخوضون الحرب على النصرة، أم يحدث العكس وفقاً للتوقعات الأميركية بتحوّل حرب النصرة إلى استنزاف وفوزهم بإحداث اختراق في الرقة؟
بانتظار جديد الميدان السوري وما سيحمل من نتائج تنعكس على الانتظار الذي يعيشه الملف اليمني والمراوحة العراقية، خاض لبنان الانتخابات البلدية في الجنوب الذي يشكل عرين المقاومة، حيث سجلت نسبة مشاركة 50 تقريباً، وتجاوزتها في كثير من المواقع، رغم حالات تزكية عديدة أضعفت نسبة المشاركة المحتسبة وسطياً، وكانت الانتخابات بكلّ ما تضمّنته فوزاً للمقاومة، التي تشارك المتنافسون في مبايعتها كخيار، وتحوّل اليوم الانتخابي الجنوبي الذي انتهى بفوز شبه كامل للوائح ثنائي حركة أمل وحزب الله، إلى مناسبة لتثبيت بعض الخلاصات السياسية أبرزها، أنّ فوز اللائحة المدعومة من تيار المستقبل ونسبة المشاركة المرتفعة قياساً بنتائج بيروت منحت الرئيس سعد الحريري زعامة صيدا مقابل خسارته صفة الزعامة، بنسبة مشاركة هزيلة في بيروت، بينما أنصفت النتائج الصيداوية التيار الشعبي الناصري وزعيمه الدكتور أسامة سعد بنسبة 40 من التصويت، رغم ضآلة الإمكانات وغياب التحالفات، بينما كانت حارة صيدا تعيد تثبيت رئيس بلديتها سميح الزين في وجه اللائحة التي دعمها تحالف أمل وحزب الله ليعلن الزين مبايعته لخط المقاومة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، مؤكداً الطابع المحلي للتنافس بعيداً عن الخيارات السياسية. ومن بين خلاصات الجنوب وقبل ظهور نتائج مؤكدة للبلدات التي قام الحزب الشيوعي بخوضها انتخابياً، وحيث تؤشر النتائج الأولية لفوز لوائح الثنائي أمل وحزب الله، تمكن اليسار من تثبيت حضوره، وتأكيد امتلاكه قاعدة شعبية يمكن تظهيرها في أماكن أخرى والاستناد إليها في الانتخابات النيابية إذا جرت على قاعدة التمثيل النسبي، أما الخلاصة الثالثة فكانت في جزين، حيث كانت الانتخابات النيابية الفرعية التي حصد نتائجها بفارق كبير مرشح التيار الوطني الحر أمل بو زيد بوجه منافسه إبراهيم عازار.
غطت الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية على باقي الملفات الساخنة التي ستشكل أولوية لدى المسؤولين هذا الأسبوع، وفي طليعتها ملف العقوبات المالية الأميركية على حزب الله، وموضوع النازحين السوريين وقضية توطينهم في لبنان الذي سيكون محور كلمة ولقاءات رئيس الحكومة تمام سلام في القمة الإنسانية العالمية التي ستعقد اليوم في اسطنبول.
إلى ذلك حوّل أهالي الجنوب الانتخابات البلدية عرساً جديداً في عيد المقاومة والتحرير، حيث تميزت بنسبة الاقتراع العالية التي وصلت إلى 50 والتي شكلت محطة لتجديد الجنوبيين تمسكهم بخيار المقاومة.
وأعلن وزير الداخلية والبلديات خلال مؤتمر صحافي أن نسب الاقتراع في محافظتي الجنوب والنبطية بلغت 48,15 ، وتوزعت على الشكل التالي:
– صيدا 44 .
– قرى صيدا 57,5 .
– جزين 53 .
– صور 47 .
– مرجعيون 43,2 .
– حاصبيا 47 .
– النبطية 49 .
– بنت جبيل 42,5 .
وأشار المشنوق إلى أن اليوم الانتخابي في محافظتي النبطية والجنوب “كان أقل عمليات رشوة وأقل حماوة انتخابية أو شكاوى”.
الديار: لا مُفاجآت ولا خروقات والأحزاب حاربت طواحين الهواء هل يُعلن بري دخول المجلس في الموت السريري؟ الشيوعيّون : لقبنا الحمر… لكننا لسنا الهنود الحمر
كتبت “الديار”: لا مفاجآت… لا اختراقات، بدت الاحزاب كما لو انها تحارب طواحين الهواء. في اكثر من وسط سياسي كان الحديث عن معارك الـ ج- ج اي جونية وجزين بالنسبة الى العماد ميشال عون الذي فاز في الاولى بعد صراع هائل، وقيل مع كل الاعداء من كل حدب وصوب، حتى بدت المعركة في “عاصمة المسيحية المشرقية” وهي في الواقع، عاصمة المارونية، او الفاتيكان الماروني، وكأنها اشبه ما تكون بـ “انزال النورماندي”.
في الثانية، كل هم الجنرال ان تخترق او تلامس نسبة الاقتراع الـ 50 في المئة. تدخل شخصيا لحث الناخبين على التوجه الى الصناديق ليقول ضمنا “وهذه معركة الجنرال ايضا”.
وحين تحدثت المعلومات عن ظهور موكب للسفارة الاميركية في جزين لمراقبة العملية الانتخابية، هناك انبرت اكثر من جهة لتقول ان هذا حدث بتعليمات من وزارة الخارجية الاميركية لمعرفة ما اذا كانت شعبية رئىس تكتل التغيير والاصلاح على زخمها، وبالتالي ما اذا كان مؤهلا لـ”الطيران” الى القصر الجمهوري.
كل شيء كان يوحي بأن الاحزاب عاشت قبل الظهر، حالة من الهلع خشية تدني نسبة الاقتراع. الماكينات عملت بكامل قوتها من اجل دفع الناخبين الى القيام بواجبهم الدستوري. لم تقرع الاجراس في جزين، لكن عون تدخل محفزاً الناخبين عصرا على التوجه الى المدينة، وشدد على اهمية ممارسة العمل الديموقراطي الانتخابي.
كما ان الحليف الرئيسي في جزين الدكتور سمير جعجع كان قد لاحظ ان نسبة الاقتراع في جزين غير مرضية، فتوجه بالنداء الى اهالي المدينة بضرورة الذهاب الى الاقتراع بالرغم من حالة السير عند نهر الأولي والمعوقات الاخرى.
ما فرقته جونية جمعته جزين التي لها نكهة خاصة عند عون باعتبار انه من بلدة المكنونية في القضاء والتي زارها المرشح للمقعد النيابي الشاغر امل حكمت ابو زيد لـ “الاغتسال بالماء المقدس” كما سمي في البلدة.
ابو زيد الذي اظهرت ارقام منتصف الليل انه الوجه الجديد في ساحة النجمة والذي يكاد يكون وجوده هناك بمثابة شاهداتها، لـ 127 نائبا تم التمديد لهم مرتين، اشاد بالتحالف المسيحي، مركزا عليه في شكل واضح مع انه يتحدر من بيت بعيد جدا عن هذه اللغة، ولكن يبدو ان اجواء المعركة فرضت مثل ذلك الموقف الصارخ.
واذا كان عون من منطقة جزين، فإن قطبي الثنائي الشيعي الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله هما من الجنوب ايضا. الاول من تبنين والثاني من البازورية التي ادهشت المصادر الديبلوماسية بعدما علمت ان في بلدة “السيد” هناك شيوعيون واجهوا اللائحة المدعومة من حركة “امل” و”حزب الله”.
الشيوعيون بدوا اقل راديكالية من عناصر منظمة العمل الشيوعي الذين انضووا باستدارة منقطعة النظير تحت لواء قوى 14 آذار، والذين اعتبر بعضم ان حظوظ التغيير او الاختراق صعبة جدا ان لم تكن مستحيلة لان الصواريخ نزلت الى صناديق الاقتراع، في اشارة الى صواريخ “حزب الله”، والى الظروف التي صاحبت تشكيل اللوائح.
الشيوعيون ظهروا في اكثر من مكان، في البازورية، كما في بنت جبيل، وصولا، وبطبيعة الحال الى كفررمان، بعضهم قال لـ”الديار” “عادة يوصف الشيوعيون بالحمر، لكننا عوملنا في الانتخابات البلدية كما لو اننا الهنود الحمر”. وما يفترض التوقف عنده ان ظاهرة “العائلات التاريخية” التي كانت ذات تأثير واسع ومباشر في العائلات الاخرى قد انحسرت بصورة كلية تقريباً، لا وجود في انتخابات امس لآل الاسعد، وآل الخليل، وآل الزين، وآل عسيران الا في الحدود التي تخدم الثنائي الحزبي…
الاخبار: آل الحريري يفوزون بصيدا… ويتراجعون
كتبت “الاخبار”: في الانتخابات البلدية في صيدا، فازت لائحة إنماء صيدا برئاسة محمد السعودي. إلا أن الأرقام الأولية استدعت شبح انتخابات بلدية بيروت. بالمقارنة مع أرقام 2010، نسب الاقتراع تراجعت وتقلص الفارق بين لائحة تيار المستقبل والجماعة الإسلامية من جهة، ولائحة التيار الوطني من الجهة الأخرى
بعدما تجنب زيارة صيدا قبيل الانتخابات وتجاهلها بعد عودته إلى لبنان، دخل الرئيس سعد الحريري مساء أمس من بوابة الجنوب كالفاتح المنتصر. في منزل عمه شفيق الحريري، استقبلته عمته النائبة بهية الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس البلدية المنتخب محمد السعودي. اخترق حشود عناصر الماكينة الانتخابية لتيار المستقبل وصعد مطلاً من على شرفة ليخطب بالجماهير. في مشهد مشابه لاحتفاله المبكر بنتائج انتخابات بيروت في بيت الوسط قبل أسبوعين، قال الحريري: “مبروك لصيدا العرس الانتخابي ونحن على ثقة بأن الفوز سيكون حليف لائحتنا” المدعومة من السنيورة و”عمتي بهية” وعبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية. طلة الحريري كانت خاطفة. غادر الشرفة وانقطع أثره في صيدا. أكد أن “هذه الزيارة غير محسوبة، وإن شاء الله المرة المقبلة سنأتي ونسلم على الجميع عند عمتي بهية ست الكل”.
حول مراكز الاقتراع، انتشر مئات المندوبين الناشطين في ماكينة “إنماء صيدا”، في مقابل ماكينة متواضعة للائحة “صوت الناس”. توالت الشكاوى من تخصيص الطبقتين الثانية والثالثة من مبنى الجامعة اللبنانية مركز اقتراع لحي رجال الأربعين (حيث ثقل حزب الله وحركة أمل)، ما أعاق وصول كبار السن والمعوقين. كثير من عناصر الماكينة الانتخابية بدوا لمصلحة لائحة المستقبل. رئيسة المنطقة التربوية في الجنوب سمية حنينة المسؤولة في المستقبل في صيدا نشطت في الماكينة. وانتشرت صورة لشخص ينقل وجبات الطعام من محل في عبرا بواسطة سيارة تابعة لشركة كهرباء لبنان.
يوم صيدا الذي اختتمه الحريري، افتتحه السعودي بالانتخاب بعيد فتح الصناديق في ثانوية البنات الثانية. أعقبه اقتراع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري. وكان من المقرر أن تنتخب النائبة الحريري في متوسطة الشهيد معروف سعد، إلا أن العثور على عبوة وهمية في جوارها قادها الى الاقتراع في الثانوية. خروجها تزامن مع دخول رئيس لائحة أحرار صيدا علي الشيخ عمار. توزعت الكاميرات بينهما. الست بهية قالت رداً على سؤال عن لائحة الإسلاميين: “نحن متحالفون مع الجماعة الإسلامية من البداية ولا زلنا”. هل يأخذ “الأحرار” من درب المستقبل؟ “كل واحد بياخد نصيبو”. أما الشيخ عمار فسخر من “ازدواجية تجاهل اللائحة من جهة، ومحاولات الضغط التي مارسوها على أعضائها لينسحبوا”. بنبرة متفائلة: “قررنا الترشح من منطلق أننا حالة إسلامية مستقلة تحت عناوين إسلامية وإنمائية، والجمهور الصيداوي سيكون متفاعلاً ومنسجماً مع اللائحة ويعطيها ويتعاطف معها”. السنيورة اقترع في ثانوية نزيه البزري. بالتزامن، كان رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد يقترع في مهنية صيدا الرسمية. غادر الأول إلى المركز الرئيسي لبنك البحر المتوسط في صيدا، فيما ذهب سعد ليجول على الأحياء. بعدهما وبعيداً عن الكاميرات، اقترع نادر الحريري في ثانوية البنات الثانية.
النهار: سلام لـ”النهار”: موضوع التوطين يتطلب متابعة فوز “المستقبل” والثنائيين الشيعي والمسيحي
كتبت “النهار”: في ضوء اللبس الحاصل في ملف مصير اللاجئين السوريين في لبنان وغيره من دول المنطقة، أبلغ رئيس الوزراء تمام سلام الزميل احمد عياش مندوب “النهار” الى مؤتمر القمة العالمية للعمل الانساني التي تستضيفها تركيا اليوم انه يشارك في القمة متجاوزاً الالتباس الذي أثاره تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون عن تجنيس اللاجئين في ضوء التوضيح الذي أصدره الاخير ونفى فيه أية نيّة لمطالبة لبنان بأي توطين أو تجنيس. وقال : “انه أمر مشكور، لكن هذا لا يمنع أن نتابع هذه القصة في خضم ما يتم إقراره وإعتماده في أنحاء العالم بشأن اللاجئين. فما ينطبق في دول أخرى لا ينطبق عندنا في لبنان وما ينطبق في لبنان لا ينطبق في دول أخرى”. ونفى ان يكون له لقاء خاص مع بان” لأن هناك 177 دولة مشاركة ولكن لا يخلو الامر من أننا سنصادفه ليكون لنا معه كلام معيّن وأعتقد انه هو سيكون حريصاً على توضيح الامور أكثر”.
وشدد على “ان موضوع التوطين يتطلب متابعة”. ولفت الى “ان تقرير الامين العام موزّع منذ أكثر من شهر وهناك رسائل متبادلة بين وزير الخارجية (جبران باسيل) والسيد بان يوضح الاخير بناء على مراسلة من وزير الخارجية من شهرين أنه (أي بان) ضد التوطين فهذا موضوع يعود الى لبنان ولا شيء آخر”.
وعن نشاطه في القمة قال الرئيس سلام: “ستكون لي كلمات ومشاركة على مستوى رؤساء الوفود أو في الجلسة العامة أو في الطاولة المستديرة التي أشارك في رئاستها. لكن نحن وسط 177 دولة فلا نعتقد انهم سيرون لبنان ويهملون 176 دولة. ولكن يمكنني القول إن حالتنا متميّزة عن كل الدول وهي تتطلب معاملة متميزة على مستوى دعمنا ومؤازرتنا. من هنا دعوتنا الى تقديم المساعدات للبنان بشكل سخيّ وكريم كي ندعم المجتمع الحاضن كي يواكب حاجات اللجوء ومستلزماته.المطلوب أن نعزز الاقتصاد اللبناني وسوق العمل عندنا بمشاريع وبشكل غير مشروط وغير مقيّد للافساح في المجال ليد عاملة لبنانية ومن ثم ليد عاملة سورية. نحن نعرف انه منذ عشرات السنين، لليد العاملة السورية حصة في لبنان سواء في القطاع الزراعي أو في القطاع العمراني فهي الاساس وتمثل الحصة الكبرى. ولكن في ظل غياب مشاريع إنتاجية وبنى تحتية وإنمائية بدأت أعداد من السوريين تذهب الى قطاعات ليست لهم او لغيرهم الحق في العمل فيها مما يشكل منافسة لليد العاملة اللبنانية”.
ويرافق الرئيس سلام الى إسطنبول وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ووزير التربية الياس بو صعب ومندوب لبنان الدائم لدى الامم المتحدة السفير نواف سلام.
المستقبل: ابو زيد يخلف الحلو وعازار يخرق بلدياً واختيارياً. . ونسب اقتراع متدنّية في صور وبنت جبيل صيدا وفيّة للرئيس الشهيد.. والحريري يشاركها فرحة الانتصار
كتبت “المستقبل”: بعد عاصمة الوطن وقبل عاصمة الشمال، قالت عاصمة الجنوب كلمتها بصوت صيداوي مدوٍ وفاءً للرئيس الشهيد رفيق الحريري فكان الانتصار إنمائياً كاسحاً بفوز لائحة “إنماء صيدا” برئاسة المهندس محمد السعودي، ومع بدء صدور النتائج الأولية سارع الرئيس سعد الحريري إلى زيارة المدينة ليلاً ليشارك أهلها فرحة الانتصار متوجهاً إلى الرئيس الشهيد بالقول: هذه صيدا التي أحبتك.. دائماً وفية وأبية”. أما في سائر الساحات البلدية جنوباً فسجلت المرحلة الانتخابية الثالثة ما قبل الأخيرة نسب اقتراع متدنية أربكت بشكل ملحوظ الماكينة الانتخابية لـ”حزب الله” لا سيما في صور وبنت جبيل، في حين كان الحدث نيابياً في جزين مع فوز مرشح “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” أمل أبو زيد بعضوية مجلس النواب خلفاً لعضو تكتل “التغيير والإصلاح” النائب الراحل ميشال الحلو.
اللواء: صيدا تقترع للإنماء وجزين لأبو زيد وإشكالات في أقضية النبطية الحريري يتعهّد بمتابعة المسيرة.. وباسيل يوظّف النتائج في التجاذب السياسي
كتبت “اللواء”: احتفلت صيدا بفوز استثنائي للائحة “إنماء صيداً برئاسة رئيس البلدية الحالي محمّد السعودي.
واحتفل “التيار الوطني الحر” بفوز مرشحه للانتخابات الفرعية النيابية أمل أبو زيد بفارق أصوات تجاوز 14280 صوتاً عن أقرب منافسه مقابل 7753 صوتاً للمرشح المنافس إبراهيم سمير عازار الذي سجل حضوراً سياسياً وانتخابياً يؤهّله للمنافسة في ظروف سياسية مختلفة، فيما نال المرشح الثالث العميد صلاح جبران 3230 صوتاً وباتريك رزق الله 378 صوتاً.
الجمهورية: تزايُد المخاوف من التوطين.. وجزين تخرق التمديد النيابي
كتبت “الجمهورية”: على وقع تزايد المخاوف والهواجس من توطين النازحين السوريين وتجنيسهم، أنجِزت المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي الجنوب والنبطية بنجاح، في الوقت الذي يستعدّ الشمال للمرحلة الرابعة والأخيرة يوم الأحد المقبل. وفي هذه الأثناء، لا تغيب الملفات السياسية الكبرى، وحتى الصغرى، عن دوائر الاهتمام، خصوصاً مع تصاعد الكلام عن احتمال إجراء انتخابات نيابية مبكِرة في ضوء المناخ الذي أشاعته مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري على طاولة الحوار قبل أيام.
بَدا من الأجواء السائدة أنّ التحرك في شأن الملفات الداخلية يتعثّر بـ”قنبلة” التوطين والتجنيس التي فجّرها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تقريره الاخير، والتي لم تنفع معها كل بيانات النفي والتوضيح الصادرة عن بعض معاونيه.
وقالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ الدوائر المختصة تجري اتصالات في مختلف الاتجاهات بعيداً من الأضواء لاستكشاف حقيقة ما ورد في تقرير بان والمعطيات التي بُني عليها حتى أتى على ذكر توطين النازحين وتجنيسهم. ومن المنتظر ان يتم التفرّغ فعلياً لمعالجة هذا الأمر فور انتهاء الانتخابات البلدية.