أعراس ديمقراطية في قرى الجنوب والنبطية… وشكاوىً في صيدا
انطلقت صباح اليوم الاحد الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، وقد انسحب المشهد الانتخابي على كافة المناطق الجنوبية، فانتشرت صور المرشحين واليافطات الانتخابية لتضفي عرساً ديمقراطياً تزامن مع إحتفالات ذكرى التحرير.
وعلى الرغم من تشكيل لوائح “الوفاء والتنيمة” بين حزب الله وحركة “أمل” في معظم البلدت الجنوبية إلا أن الراغبين في خوض الاستحقاق الانتخابي من مرشحين منفردين وأحزاب أعلنو ترشحهم بوجه لوائح التوافق التي تؤكد كافة استطلاعات الرأي فوزها بشكل كبير.
ورغم جو من التنافس الذي يسود قرى الجنوب والنبطية، إلا أن العملية الانتخابية لم تشهد أي إشكال يذكر.
وفي قرى محيط النبطية، تُركت المعارك الانتخابية للعائلات تتنافس فيما بينها في بلدات: جرجوع الكفور والقصيبة وصير الغربية، وفق ما أفاد مراسل المنار.
ووصفت الوكالة الوطنية الأجواء الانتخابية في مناطق الزهراني بـ “التنافس الديمقراطي والهادئ”، وضمن جولة ميدانية على مراكز الاقتراع في بلدات عدلون، انصارية، السكسكية، الصرفند، البيسارية، قعقعية الصنوبر، النجارية، العدوسية، المروانية، أشارت الوكالة إلى أجواء تنافسية ديموقراطية هادئة واجراءات امنية مشددة وتحركات ناشطة للماكينات الانتخابية، مشيرة إلى أن نسبة الإقتراع في هذه القرى تراوحت بين 8 في المئة و 10 في المئة.
وفي قرى إقليم التفاح، توجه الناخبون بكثافة منذ الصباح الباكر للاقتراع في المراكز التي حددت لهم. ففي مدرسة عربصاليم شهد ملعب المدرسة منذ السابعة صباحا زحمة مندوبين ومصوتين من ابناء البلدة، كما شهدت بلدة جباع زحمة خانقة على اقلام اﻻقتراع. وقال أحد المواطنيين إن هذا الحشد واﻻقبال على صناديق اﻻقتراع ما هو اﻻ ايمانا وتلبية لنداء اﻻمين العام لحزب الله السيد حسن نصر ولدولة الرئيس نبيه بري.
النائب فضل الله: لا معارك انتخابية بل تنافس بين أصحاب الخطّ السياسي الواحد
وبعد إدلائه بصوته في بلدته عيناثا، رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنّ الإقبال على صناديق الاقتراع يأتي استجابة للواجب الوطني أولاً، وللدعوة التي أطلقها كل من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس حركة “أمل” الرئيس نبيه بري.
وقال النائب فضل الله إن المنافسة الانتخابية التي تشهدها قرى الجنوب والنبطية اليوم هي منافسة بين أصحاب خط سياسي واحد، مضيفاً: “لا نعتبر أن لدينا خصوماً سياسيين في الجنوب لأن هوية الجنوب هي هوية المقاومة والكل يقترع اليوم تحت ظل هذه الهوية”.
وبارك النائب فضل الله للبنانيين مناسبة 15 شعبان، وعيد التحرير مشيراً أن العرس الانتخابي الذي تعيشه قرى الجنوب، يعود فضله إلى دماء الشهداء وتضحيات الجيش وصمود الشعب.
وفي بلدة الطيبة، حيث تجري منافسة ودية، أدلى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض بصوته، قبل أن يصرح للصحافيين أن خيارات الناس في هذه المنطقة واضحة على مستوى السياسي لناحية تأييد خيار المقاومة ومن الطبيعي أن يترجم ذلك على مستوى اللوائح الانتخابية.
الوزير خليل: التشكيلة التي تم التوافق عليها في الخيام تعكس خيار العائلات
وبعد ادلائه بصوته في بلدة الخيام، صرح وزير المالية علي حسن خليل أن “ما يحصل من انتخابات بلدية واختيارية هي عرس للديمقراطية”، لافتاً إلى “اننا نحن جزء من لائحة توافقية مع حزب الله وهي مدعومة بالكامل من قبلنا دعونا الناس للالتزام بها”.
وأوضح خليل أنه “للآن لا اشارة سلبية عن سير الانتخابات”، مشيراً إلى أن “التشكيلة التي تم التوافق عليها في الخيام تعكس خيار العائلات فنحن لم نسمِ حزبيين بالمعنى الضيق للكلمة”.
وأكد وزير المالية أنه “لا احد يقول ان هذه الانتخابات هي استفتاء للمقاومة بل هي تعكس خيار المتوجهين للمقاومة”، لافتاً إلى “اننا لا نقبل أن يكون هذا استفتاء للمقاومة بل هذا العمل يعكس خيارات الخدمات ومتابعة شؤون الناس”.
وعن الانتخابات النيابية، رأى خليل أن “الانتخابات البلدية هي رسالة لكل المسؤولين بأنه يجب التحرك السريع لالتقاط مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للوصول الى قانون انتخابي جديد يفتح الحياة السياسية وتصير الانتخابات النيابية”.
شكاوى في صيدا “أم المعارك”
المشهد الانتخابي في صيدا بدا مختلفاً نسبياً عن باقي قرى الجنوب، خصوصاً أن المعركة الانتخابية لم تقتصر على الطابع الانمائي بل تأخذ بُعداً سياسياً يتعلق بحجم التمثيل والوجود السياسي في المدينة، إلا أن نسبة التصويت حتى الآن 12 بالمئة.
رئيس لائحة “صوت الناس” التي تواجه اللائحة المدعومة من تيار “المستقبل”، المهندس بلال شعبان دعا المواطنين إلى التصويت بكثافة، والتصويت للائحته، وقال إن “هذه اللائحة مدعومة من تيار وطني متجذر في المدينة، وهذا الخط الوطني قادر على العمل من أجل تنمية المدينة”.
واستنكر وضع أقلام الاقتراع في حي رجال الأربعين في الطابقين الثاني والثالث في كلية الحقوق، واعتبر أن هذا الأمر من شأنه أن يعيق توجه كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. وطالب وزير الداخلية لحل هذه المشكلة، بخاصة وأن أقلام الاقتراع تشهد ازدحامًا كبيرًا للناخبين فيها.
بدوره، أدلى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد بصوته في مهنية صيدا، وأكد في تصريح له حاجة الشباب لإحداث تغيير فعلي للتخلص من واقع التهميش الذي يعانون منه.
وقال سعد إن “المشاريع التي نفذت فيها خفايا كثيرة تتعلق بالفساد، ومن يريد تغيير فعلي والتقدم نحو الأفضل عليه أن يعيد لصيدا ازدهارها وإيصال من يمثلها صناديق الاقتراع. فلتنزلوا ولتحاسبوا.. وانتخبوا الأفضل.. انتخبوا لائحة صوت الناس”.
وأضاف سعد ردًا على أسئلة الصحافيين:” نحن لا يهمنا التوافق ولم نسع إليه، ولن نسعى إليه، فهناك نهجان مختلفان ومتناقضان. ونحن نراكم نضالات من أجل التغيير، وهم يراكمون الفساد والنهب والسرقة. نسب الاقتراع جيدة وفي ارتفاع، والإجراءات جيدة من الناحية الأمنية. وهناك بعض العوائق أمام بعض الناخبين في أقلام الاقتراع في حي رجال الأربعين، وذلك نتيجة وضع الأقلام في الطابقين الثاني والثالث الأمر الذي من شأنه إعاقة وصول المرضى وكبار السن للإدلاء بصوتهم.
واستنكر سعد قيام وزارة الداخلية بهذا الإجراء الذي يصب في إطار منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. كما استنكر استخدام المال السياسي في الانتخابات.
وأكد سعد أن الرهان الحقيقي هو على إرادة الناس الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية نتيجة سياسات الحكم. ودعا سعد كافة المواطنين والمواطنات المقهورين، والشباب والشابات المهمشين لمحاربة الفساد والتطلع إلى التغيير والتقدم والتطور والازدهار، كما دعاهم إلى للاقتراع للائحة صوت الناس.
ونشرت الحملة الانتخابية للائحة “صوت الناس” نسب المشاركة في الانتخابات حسب الأحياء في صيدا لغاية الساعة العاشرة صباحًا والتي جاءت كالآتي:
العبد : 12.7 %
– مار نقولا : 3.4 %
– رجال الأربعين : 5.4 %
– الوسطاني : 6.2 %
– المسالخية : 4.3 %
– الكنان : 7.5 %
– الكشك : 4.2 %
– القناية : 7.8 %
– الشارع : 7 %
– السراي : 9.1 %
– السبيل : 8.2 %
– الزويتيني : 11.2 %
– الدكرمان : 7.9 %
على المقلب الآخر، أدلى رئيس كتلة “المستقبل” النائب فؤاد السنيورة بصوته في أحد مراكز الاقتراع بصيدا، وقال عقب العملية إن “للانتخابات البلدية جوانب سياسية مثلها مثل اي عمل في الشان العام”، نافيًا “وجود للمال السياسي في صيدا”.
كذلك أدلت النائب بهية الحريري بصوتها ورأت أن “العملية الديموقراطية تنجز بسلاسة، فهذه هي صيدا، ونحن لا نتحدث بالاحجام، بل بالانماء، فالمدينة تنتخب لمستقبلها وتطورها وانمائها”.
وردًا على سؤال، قالت: “نحن متحالفون مع الجماعة الاسلامية ونحترم كل الناس، اسامة سعد صديقنا وهذه عملية ديمقراطية وفي نهاية الانتخابات جميعنا سنضع يدنا بيد بعض للنهوض بمدينتنا ولا احد بمفرده يكمل الطريق”.
واقترع الأمين العام لـ “تيار المستقبل” أحمد الحريري، الثامنة صباحا، في مدرسة المرجان في صيدا لمصلحة لائحة “إنماء صيدا” برئاسة المهندس محمد السعودي.