السيد نصر الله: المقاومة ساهمت مع غيرها بمنع سقوط سوريا في الحرب الكونية عليها
اشار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى ان القائد الجهادي الكبير الشهيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار) كان المسؤول المباشر لوحدات حزب الله التي عملت في سوريا منذ اتخاذ القرار التدريجي بالذهاب الى هناك. واضاف ان “السيد مصطفى تحمل هو مسؤولية ادارة وقيادة هذه الوحدات”.
وقال السيد نصر في الحفل التأبيني الذي اقامه حزب الله الجمعة في ذكرى اسبوع استشهاد الشهيد السيد ذوالفقار إنه “في بداية ذهاب حزب الله الى سوريا كنت امنعه شخصيا من الذهاب الى هناك حفاظا على حياته وكنت أطلب منه ادارة المعركة من لبنان وبعد فترة ونزولا عند اصراره سمحنا له الذهاب الى منطقة الحدود وعدم الدخول الى سوريا”، وتابع “بعد فترة لم يقبل الشهيد إلا ان يذهب الى سوريا باعتبار انه لن يقبل بادارة المعركة عن بُعد ولذلك في السنوات الماضية أمضى أغلب وقته في سوريا”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “ببركة دماء الشهداء وآلام جرحانا الذي اصيبوا في سوريا وببركة تضحيات المجاهدين هناك كان للمقاومة الى جانب الجيش السوري وباقي الحلفاء الدور الكبير في منع سقوط سوريا في يد التكفيريين عبر هذه الحرب الكونية على سوريا”.
واوضح السيد نصر الله ان “السيد مصطفى كان له الدور الكبير في تفكيك الشبكات الارهابية التي عملت للتفجير في لبنان متكاملا مع كل الجهود التي بذلتها الاجهزة الامنية في لبنان ومواجهة المجموعات الارهابية ومنع السيارات المفخخة”، واضاف “كما كان للشهيد الكثير من الانجازات في مجال تفكيك شبكات العملاء الاسرائيلية وكان هناك ايضا تعاون وثيق بين امن المقاومة والاجهزة الامنية اللبنانية”.
وقال السيد نصر الله “كما كل قادتنا الشهداء، نحن اخواننا في حياتهم غالبا ما نستعمل الاسم الحركي لهم اما بعد شهادتهم نعود الى اسمائهم الحقيقية غالبا كما غالبا لا يمكن ان نتحدث عن كل انجازاتهم”، وتابع “السيد مصطفى بدر الدين من اوائل رجالات هذه المقاومة منذ اللحظات الاولى وساعاتها الاولى”، واضاف “السيد مصطفى كان في مقدمة المقاتلين في مواجهة العدو الاسرائيلي في معركة خلدة مع مجموعة من الاخوة المجاهدين الذي شكلوا النواة الاولى للمقاومة الاسلامية واصبح بعضهم من خيرة قادتها وقاتلوا كتف الى كتف مع الاخوة في حركة امل والاخوة الفلسطينيين ايضا”، ولفت الى ان “الشهيد القائد اصيب اصابة بليغة في رجله وبقيت معه هذه الاصابة حتى الشهادة فهو كان من اوائل الجرحى في المقاومة الاسلامية عندما نتحدث عن الجرحى”.
وأشار السيد نصر الله الى ان “السيد ذوالفقار شارك منذ بدايات المقاومة مع أخوته في تشكيل المجموعات الجهادية وتدريبها وتجهيزها وتطويرها وإدارتها”، واضاف “كان الناتج لكل ذلك بالاضافة الى مقاومة باقي الحركات والفصائل هو طرد الاحتلال الاسرائيلي من بيروت وصولا الى صيدا وبعد ذلك الى ما يسمى الشريط الحدودي المحتل”، وتابع انه “في العام 1996 تولى السيد ذوالفقار القيادة العسكرية المركزية في حزب الله حتى العام 1999 وساهم بتطوير القدرات العسكرية للمقاومة حتى تحقق الانتصار الكبير في العام 2000”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “كان من أهم مفاصل المواجهة تحت قيادته هو المواجهة خلال عدوان نيسان 1996 ووقتها صمدت المقاومة وفشلت اهداف الصهاينة وانتهى القضية بتفاهم نيسان ما ساهم بمراكمة قوة وعمل المقاومة حتى تحقق الانتصار في العام 2000″، ولفت الى ان “من أهم الانجازات لدى تولي السيد ذوالفقار القيادة العسكرية كان كمين انصارية حيث كانت ادارة الكمين من بدايته الى نهايته بمسؤولية مشتركة بينه وبين الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، كما كان من ضمن عمل السيد ذوالفقار هو الاشراف على الاعلام الحربي وكان من قيادة الحزب العسكرية في مواجهة عدوان تموز 2006 وبعد ذلك تولى مسؤوليات عديدة بعد استشهاد الحاج رضوان”.
وعن استشهاد السيد ذوالفقار، قال السيد نصر الله إن “شهداء المقاومة هم شهداء المقاومة أينما استشهدوا سواء في جنوب لبنان او في فلسطين او في سوريا او في العراق”، وشدد على ان “الامر لا يختلف لان المعركة واحدة والعدو واحد”، وتابع “لدينا عدد كبير من الشهداء في سوريا من بينهم شهداء كانوا يتحملون مسؤوليات جهادية ولا احد اثار شبهات لأنه لم يكونوا شخصيات اشكالية”، ولفت الى ان “هناك مكنة شغالة على المقاومة وحزب الله وصورته وهيبته ومعنوياته بهدف الاستهداف”.
وفيما أكد السيد نصر الله ان “المعطيات تؤكد مسؤولية الجماعات التكفيرية عن قتل الشهيد القائد ذوالفقار”، اوضح “عندما تكون هناك معطيات حول مسؤولية العدو الصهيوني عن أي عملية لا نخفي ذلك”، واشار “نحن حتى في الحرب النفسية لا نكذب ولا نتهم بالسياسة حتى عدونا”، واضاف “تاريخنا لا يقول اننا نجبن او نخاف عندما نظن ان الاسرائيلي هو الذي قتلنا”، وتوجه السيد نصر الله للصهاينة قائلا “اذا امتدت يدكم الى أي مجاهد من مجاهدينا سيكون ردنا واضحا ومباشرا مهما كانت التبعات وخارج مزارع شبعا”.
وشدد السيد نصر الله على ان “هذه المقاومة هي في حالة تطور ونمو كمي وكيفي وأقول للاعداء وللاصدقاء هذه حقيقة ومن موقع التأهيل والتعليم والتدريب وانتقال التجربة من جيل الى جيل”، واكد انه “عندما يقضي شهيد من قادتنا تبنى على دمائه العطاءات والعزائم وبدماء الشهداء نتقدم وننتصر “، واوضح “نحن عندما ذهبنا الى المعركة في سوريا ذهبنا بناء على رؤية وفهم وتشخيص للاخطار والتهديدات والفرص”، ولفت الى ان “من يجلس في بيته يموت في فراشه اما من يحضر في الساحات والميادين يمكن ان يوفقه الله بشرف الشهادة”.
وعن المحكمة الدولية، قال السيد نصر الله “سبق ان تحدثنا عن بطلانها وتسييسها واستعمالها كسلاح لاستهداف المقاومة ولذلك كل ما تطلبه او يطلب منها لا يعنينا”.
وحول الحرب في سوريا وأهدافها، لفت السيد نصر الله الى انه “يوما بعد يوم تتكشف الحقائق وتظهر الاعترافات والوثائق عن أهداف المعركة ودور الاميركيين والغرب فيها وحلفائها الاقليميين ومن استغل الجماعات ومن مولها واستقطبها وسهل المجيء به من كل اقطار العالم ومن سلحها”، واشار الى ان “الكل يعرف أن السعودية تحرض وتسلح وتأتي بالمقاتلين تزج بهم في سوريا ولها غرفة عمليات لادارتهم والغرفة موجودة في الاردن”، واضاف “السعودية تريد دستورا جديدا في سوريا هل هي لديها دستور؟ والسعودية تريد انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة في سوريا هل هناك انتخابات في السعودية؟”، وتابع “السعودية تريد في سوريا الإصلاح والحريات، هل يتجرأ احد على المطالبة بالإصلاح في السعودية؟”، موضحا انه “في السعودية يجلدون من يتجرأ على كتابة شيء على تويتر ألف جلدة”.
وعن مرحلة ما بعد استشهاد السيد ذوالفقار، اكد السيد نصر الله “يزيدنا استشهاد القادة حضورنا في المعركة وهذه الدماء الزكية ستدفعنا الى حضور اكبر في سوريا ايمانا منا في أحقية وصدقية هذه المعركة وليقين منا ان الآتي هو الانتصار في هذه المعركة”، وتابع “سوف نحضر بأشكال مختلفة ايضا وسنكمل هذه المعركة لان هذا هو الوفاء للقادة وللشهداء ولاننا على يقين ان جهودنا وتضحياتنا الى جانب غيرنا من الحلفاء سوف تؤدي الى افشال هذا المشروع التفكيري الاميركي الصهيوي السعودي الابادي الالغائي وانهم لن يستطيعوا ان يسيطروا على سوريا وعلى هذه المنطقة وهذا المشروع سيدمر في سوريا”.
وحول الانجاز في الغوطة الشرقية لدمشق، قال السيد نصر الله “قبل أسابيع كان السيد مصطفى وأخوانه كان يدرس خيارات تطهير المناطق هناك”، واضاف “اليوم الجيش السوري وحلفاؤه استطاعوا ابعاد الخطر بشكل كبير إن لم نقل بشكل نهائي عن منطقة طريق المطار وعن منطقة السيدة زينب”.
وفي ذكرى اسبوع الشهيد القائد مصطفى بدر الدين، توجه السيد نصر الله “بأحر مشاعر التعازي والمواساة وايضا التبريك للوالدة الحنونة(والدة السيد ذوالفقار) الحاجة أم عدنان ولزوجته المجاهدة والى ابنه وبناته والى اخواته واخوته الاعزاء والى كل العائلة الشريفة والى كل أهل المقاومة”، وتابع “نحن اليوم في هذا العزاء شركاء لان الشهيد القائد هو ابن العائلة الصغيرة وايضا ابن العائلة الكبيرة اي المقاومة”، وتقدم السيد نصر الله “بالشكر الى كل عوائل الشهداء الذي عبروا عن افتخارهم بشهادة الابناء خاصة الذي سقطوا في ميدان سوريا الذين كان قائدهم هذا القائد الشهيد(السيد ذوالفقار)”، وتابع “أشكر كل الذين تقدموا بالعزاء من حزب الله وعائلته”.