يشوعي للشرق الجديد: على المصارف اللبنانية ان تطلب بعض الاستيضاحات من الاميركيين
استغرب الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي، في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد ، التدابير الاميركية المصرفية بحق حزب الله ، وتساءل عن سبب هذه التدابير.
واشار يشوعي الى ان ” اميركا تقول انها تريد معاقبة منظمة “ارهابية واجرامية” وتمنع التمويل عنها، فتطلب من المصارف اللبنانية وقف التعامل مع هذه المنظمة ومع وكل الذين لديهم تعامل او علاقة مع هذه المنظمة”.
وتابع يشوعي قائلا: ” السيد نصرالله قال منذ ثلاثة اشهر ان “حزب لا يريد توريط القطاع المصرفي في لبنان و انه لا يتعامل مع المصارف، مشيرا الى ان العمليات المصرفية الاساسية هي اربعة : ايداع، سحب ، تحويل وفتح الاعتماد، وحزب الله لا لا يجري اي عملية من هذا النوع وليس هناك تعاطي مع القطاع المصرفي، ويقول السيد نصرالله ان ليس لدى الحزب شركات تمتلك حسابات مصرفية ويقول ايضا ان على المصارف ان لا تبالغ بموضوع الاحتياط وحماية نفسها وما الى ذلك ، وان لا تنصاع بصورة عمياء للطلب الاميركي وان يكون هناك نوعا من الاستيضاح من الاميركيين حول بعض المسائل ، قبل ان يفتي المصرف بنفسه، مثلا هل فروع الذين يتعاملون مع الحزب ممنوع عليهم ايضا فتح حسابات، نفهم ان النائب والوزير والمسؤول الحزبي ممنوع عليهم ولكن فروعهم اي ابنائهم هل هم ايضا مشمولين بالقرارات وان كانوا غير حزبيين “.
وقال يشوعي: ” على المصارف ان تقوم ببعض الاستيضاحات ، لذلك توجه السيد نصرالله الى المصارف قائلا : جربوا ان لا تبالغوا بالمخاوف اي ان لا تدخلوا بما يسمى “الرعب”، واضاف نصرالله ،: انا اتفم هذا الرعب ، لأن الاميركيين لا يمتلكون الرحمة فقد يفرضوا على المصارف التي تعاملت مع الحزب عدم التعامل مع الخارج، علما ان المصارف في لبنان معولمة اي لديها فروع بأكثر من 30 بلدا ، ولديهم مراسلات بخصوص عملياتهم المصرفية الدولية وبالتالي المصرف ملزم ان يلتزم بالتدابير والقرارات الدولية والقرار الاميركي هو قرار دولي”.
واضاف يشوعي: “افهم ان الفريقين خائفان، فالحزب لا يريد ان يصبح هناك افراط ومبالغة بالتعامل، والاميركي لا يستطيع فعليا ان يعاقب حزب الله بهذه الطريقة، اولا ، لأن الحزب مشارك في الحكم ولديه نواب ووزراء ، والسيد نصرالله قال سابقا ، ان” الحزب يصله المال نقدا ويدفعه نقدا،اي من المنتج الى المستهلك ، لا يمر بالقطاع المصرفي. هذا المال الذي يعتبره الاميركيون مخصص لتمويل الارهاب هو بالنتيجة يصب في المصارف، يعني ان هذا ليس هو الحل. اذا كان الاميركيون يريدون فعلا محاربة مسألة تمويل الارهاب كما يدعو، عليهم ان يساعدوا الحكومة اللبنانية علىمراقبة حدودها البرية والبحرية”.
وختم يشوعي قائلا: “هذا فيلم اميركي طويل، ، نظريا ، نحن لدينا القوانين اللازمة لمكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب ونقل الاموال سرا والتهرب الضريبي، ولكن كيف سيتم تطبيق القوانين في ظل فلتان الحدود ، اذا كان الاميركيون جادين في رغبتهم بمكافحة الارهاب ، عليهم مساعدة الحكومة اللبنانية الهزيلة لتراقب حدودها، ولكن من غير المعروف ما هي خطتهم، هذا فيلم رعب وازعاج لا معنى له” .