بقلم غالب قنديل

قائد في مسيرة شهادة وانتصار

غالب قنديل

استشهد القائد مصطفى بدر الدين الذي نذر حياته للنضال دفاعا عن امته وعن وطنه لبنان منذ عقود ولما كان بعد فتى في اول شبابه وهو رفيق عمر للقائد الشهيد عماد مغنية .

تقدير الموقف المصيري على مستوى المنطقة تلخصه العبارة التي نقلها عن الشهيد بيان النعي الرسمي الصادر عن حزب الله صباح اليوم : “لن أعود من سوريا إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر. إنه القائد الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وها هو اليوم عاد شهيداً ملتحفاً راية النصر الذي أسّس له عبر جهاده المرير في مواجهة الجماعات التكفيرية في سوريا والتي تشكّل رأس الحربة في المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة.”

وكأن تلك الشهادة الغالية جاءت بيان إثبات لحقيقة الوعي الاستراتيجي الذي حرك حزب الله إلى مقاتلة وحش التكفير الإرهابي في سورية وهو الوحش الذي أنبته الحلف الاستعماري الصهيوني بعد تأصيله وإحيائه خلال عقود منذ حرب أفغانستان وبالشراكة مع الكيان الصهيوني والحكومات التابعة في المنطقة تركيا وقطر والسعودية ومع التنظيم العالمي للأخوان المسلمين .

مصطفى بدرالدين هو المقاوم والبطل الذي قارع قوات الاحتلال الصهيوني على أرض الجنوب وأذلها وكان من قادة التحرير الكبير في أيار عام 2000 قبل ستة عشر عاما وهو نفسه مع رفاقه ومع توأم روحه القائد الشهيد عماد مغنية كان في حرب تموز يوم حصدت المقاومة انتصارها التاريخي المجيد على الكيان الصهيوني وهو الذي كان متربصا لمقاتلة الغزو الأميركي لسورية عام 2013 ولردع التهديد بالعدوان بعد حشد الأساطيل في عرض البحر المتوسط.

منذ التحرير عام 2000 انطلق التخطيط الأميركي الصهيوني لمحاولة التخلص من حركة المقاومة التي سحقت هيبة الصهاينة ومرغتها في الوحل وانطلقت عمليات الشيطنة الإعلامية ضد حزب الله بحملات مكثفة عبر العالم وحوصرت المقاومة سياسيا وإعلاميا بطوفان طائفي ومذهبي في الفضاء العربي وبعد أشهر من انتصار تموز اطلقت الولايات المتحدة حملة “إعادة التوجيه ” التي كشفها سايمور هيرش في أسبوعية نيويوركر مطلع عام 2007 ومحورها استعمال فصائل القاعدة لتحريك قوة إرهابية تكفيرية متوحشة غايتها المركزية استهداف حزب الله وتدمير محور المقاومة ومحاصرته بالاستنزاف الطويل وبالفتنة المذهبية والطائفية أي تنفيذ ما باتت إسرائيل عاجزة عنه بإجماع قادتها السياسيين والعسكريين.

وما أورده السيد نصرالله قائد المقاومة يوم امس عن اعتراف احد كبار القادة الأميركيين الجنرال ويسلي كلارك حول تأسيس داعش بقرار اميركي غايته تدمير حزب الله يكفي لفهم حقيقة ما تشهده المنطقة ولإدراك الترابط العميق بين معركة الدفاع عن الوجود في القتال ضد الصهاينة ولتحرير فلسطين والمجابهة المباشرة لتخليص المنطقة من تهديد وحش التكفير الإرهابي بجميع فصائله .

الشهيد القائد ذو الفقار قائد في مسيرة المقاومة وبطل ومناضل كبير وعنيد في سبيل شعبه وأمته اختار بوعي عميق ان يكون على رأس اخوته ورفاق السلاح على أرض سورية في معركة المصير والوجود … وكما نقول في كل مرة إن حركة مقاومة تقدم أبرز قادتها شهداء في مسيرة كفاحها هي حركة مكتوب لها الانتصار … وحزب الله المعمد بدماء الشهداء والقادة تجذر وازداد رسوخا وشموخا بفضل الدماء الزكية والأرواح الغالية وسيعلم المقاومون كيف يردون الصاع صاعين وينتزعون النصر الذي كان نذر القائد مصطفى بدر الدين وملهم تضحياته ومسيرته النضالية المجيدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى