نعمان للشرق الجديد: الازمات المتلاحقة وعدم ثقة البيئات الشعبية بالسياسيين تفسر امتناع نحو 80 % من الاقتراع
رأى الوزير السابق الدكتور عصام نعمان في حديث لوكالة اخبار الشرق الجديد ان الجولة الاولى من الانتخابات البلدية تكشفت عن الحقائق والظاهرات الاتية.
اولا: وجود عدم ثقة يصل الى حد القرف من السياسيين، ومن السياسة لدى جمهور الناخبين في كل المناطق ولا سيما في العاصمة بيروت، ذلك ان الازمات المتلاحقة من نفايات وانترنت والرملة البيضاء وانقطاع الكهرباء والماء والضائقة المعيشية الى اخره، اشعرت البيئات الشعبية عموما ان السياسيين غير جادين وغير موثوقين والعديد منهم فاسدون الامر الذي انعكس على السياسة نفسها فاصبح الناس يعتقدون ان لا جدوى من السياسة، وهذا ما يفسر امتناع نحو 80 % من الناخبين في بيروت العاصمة عن الذهاب الى اقلام الاقتراع.
ثانيا: ان تحالف احزاب السلطة في بيروت مني بهزيمة نكراء فلائحة البيارتة تضم 14 حزبا وتنظيما وهيئة ومرجعية دينية مسلمة ومسيحية احتشد انصارها جميعا في هذه اللائحة ومع ذلك نالت هذه اللائحة وخاصة تيار المستقبل الحريري ما لا يزيد عن 11 % من مجموع الناخبين في بيروت.
ثالثا: ان لا ثقة بين المتحالفين الجدد والقدامى وليس ادل على ذلك مما حدث في بيروت وفي زحلة، ذلك ان احزاب الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب امتنعت مباشرة او مداورة عن تأييد لائحة البيارتة المشاركة فيها، الامر ليس هذا فقط بل اعطت لائحة الخصوم اي لائحة بيروت مدينتي، والامر نفسه تحقق بشكل او باخر في زحلة الامر الذي ادى الى اندلاع نزاعات بين المتحالفين القدامى والجدد.
وهذا ما دفع الرئيس نبيه بري في تصريحه الاخير الى القول ان تكتلي 8 و14 آذار قد اضمحلا وبالتالي يجب مقاربة موضوع قانون الانتخاب الجديد بأسلوب جديد وبمرونة متجددة.
رابعا: ثبت عقم قانون الانتخاب الاكثري المعتمد في الانتخابات البلدية، كما هو معتمد في الانتخابات النيابية، ذلك انه يجعل الناخب وخاصة الذي ينتمي الى اقلية سياسية او طائفية الى الاعتقاد ان لا جدوى من صوته وبالتالي لا يذهب الى الانتخاب. ومن ناحية اخرى قانون الانتخاب الاكثري اثبت في الماضي ويثبت الان مجددا انه معاد للأقليات السياسية وغير السياسية لا يسمح لها بالانتصار بل هو موضوع على وجه الخصوص من اجل اكساب الهيئات والاحزاب التي تحوز اكثرية سياسية او طائفية في مناطقها.
خامسا: بات من الواجب المسارعة الى تكليل جهود الاصلاحيين عموما ولا سيما الوطنيين التقدميين من اجل الضغط على اطراف الشبكة الحاكمة من اجل اقرار قانون جديد للانتخابات يقوم على اساس التمثيل النسبي ويستحسن ان يكون لبنان في هذه الحالة دائرة وطنية واحدة.