ردّ إيران بعد خسائر خان طومان حميدي العبدالله
أعلن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، أنّ إيران ستردّ على مهاجمة «جبهة النصرة» وشركائها لمواقع في خان طومان في حلب التي تسبّبت في سقوط 12 شهيداً و23 جريحاً وأسر عدد من المستشارين، وقال إنّ هذا الاعتداء كان نتيجة للهدنة التي تمّ التوصل إليها، كما وجه قائد الحرس الثوري الأسبق محسن رضائي الاتهام إلى كلّ من تركيا والسعودية بالوقوف وراء هذا الاعتداء. إذا أضيف إلى هذه التصريحات لمسؤولين إيرانيين كبار، تصريحات مستشار الإمام علي الخامنئي وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي حول مدينة حلب، يمكن الاستنتاج بأنّ التهدئة التي تجري الآن في مدينة حلب، وما يصاحبها من معارك طاحنة في خان طومان واستعدادات على جبهات أخرى، تنذر بحصول مواجهة هي الأعنف، وربما هذه المواجهة هي التي تقرّر وجهة الحرب في سورية.
بمعنى آخر، إذا نجح الجيش السوري وحلفاؤه بعزل الأحياء الشرقية والشمالية الشرقية، والجنوبية الشرقية في حلب عن عمقها في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي والشمالي، فهذا يعني أنّ مدينة حلب وغالبية أريافها، ستعود من جديد إلى حضن الدولة السورية، ولا يبقى سوى محافظة إدلب التي تصبح مطوّقة من ثلاثة اتجاهات تحت سيطرة الجماعات المسلحة وعلى رأسها تنظيم «القاعدة»، ولا تشكل هذه المحافظة، إنْ لجهة اتساعها الجغرافي، أو عدد سكانها، أساساً لخلق تهديد استراتيجي بالنسبة للدولة السورية.
لهذا من المتوقع أن تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لتعطيل أيّ محاولة لحسم الوضع في مدينة إدلب، وأمامها خياران لا ثالث لهما: الخيار الأول، اللجوء إلى روسيا لضمان ممارسة ضغوطها وتأثيرها على الدولة السورية وعلى إيران لتمديد الهدنة إلى أجل غير مسمّى للحفاظ على الأوضاع القائمة الآن في محافظة حلب على ما هي عليه، أو على الأقلّ لتعطيل عملية حسم قد لا تصبّ في مصلحة إبقاء الوضع الحالي، حيث تسعى الجماعات المسلحة بقيادة تنظيم «القاعدة» إلى تغيير الوضع الميداني لمصلحتها، ولعلّ هذا ما يفسّر توجيه الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني انتقادات واضحة لاتفاق الهدنة، الأمر الذي يعني أنّ هذه القضية ليست موضع إجماع أو اتفاق بين موسكو وطهران، ولا سيما بعد الخروق المتكرّرة واستهداف مواقع تنتشر فيها وحدات خاصة من الجيش الإيراني وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى والأسرى.
الخيار الثاني، أن تحشد الولايات المتحدة وشركاؤها، وتحديداً تركيا والسعودية، كلّ قدراتها، بما في ذلك العمل الصريح مع تنظيم «القاعدة»، القوة الرئيسية الموجودة في هذه المنطقة، للحؤول دون تحقيق الجيش السوري وإيران مكاسب ميدانية كبيرة على حساب الجماعات المسلحة.
يبدو أنّ تصريحات القادة الإيرانيين، ترجّح هذا الخيار، وهذا يعني أنّ منازلة كبرى سوف تحدث في محافظة حلب.
(البناء)